المحتوى الرئيسى

امتحان الفيزياء فرقهم وتشجيع المنتخب جمعهم.. طلاب الثانوية العامة: محمد صلاح وش السعد علينا

06/20 00:39

برغم أن موسم ماراثون الثانوية العامة بدأ منذ مطلع الشهر الجاري؛ إلا أن هذا الصباح لم يكن عاديًا على طلاب شعبة العلوم الذين يؤدون امتحان مادة الفيزياء تحت ضغط الوقت، وروحٍ يعتريها السأم من صعوبة الأسئلة الذي جاءت مُبَاغته لمريم أحمد، فتجهشت بالبكاء بمجرد أن أمسكت ورقة الأسئلة، لمدة ربع ساعة حتى عاد إليها روعها "الامتحان في تكات كتير.. وسيبت مسألتين ما عرفت أحلهم".

لم تنم الطالبة- بلجنة "مدرسة العقيد ساطع النعماني الإعدادية" بمنطقة فيصل- الحالمة بالتحاقها كلية الطب، لمدة أربعة وعشرون ساعة خوفًا من أن تأتي مادة الفيزياء "صعبة" ككل عام، فظلت هذه الخلفية أمامها طيلة الوقت، بعدما رأت شقيقها العام المنصرم يشكو من صعوبتها بل كانت السبب في دخوله كليه أجبر عليها وفقًا للتنسيق الجامعي "طول الليل براجع وأحاول أحل تدريبات كتير وكنت بذاكر طول السنة فيها لأن عارفه أنها تقيلة وامتحانتها بتيجي صعبة.. وما تخيلت أنها هتكون بالصعوبة دي أنا تقريبا هلحق أخوية وأدخل كلية غير الطب فهو كان بيحلم بها ودخل ألسن وبعد اللي شوفته مصيرنا هيكون واحد"، وتقاطعها والدتها- التي ظلت طيلة الثلاثة ساعات تقرأ في المصحف وتدعو الرحمن بأن يوفق ابنتها- "بنتي ماكنتش بتسيب الكتاب وليل نهار بتذاكر وكنت في رمضان بجبرها تسيب المذاكرة شوية علشان ترتاح في النهاية يجي الامتحان تقيل ويضيع حلم ولادنا" موجهة كلمة لوزير التربية والتعليم  طارق شوقي"ولادنا أمانه عندكم.. ارحموهم".

لا يختلف حال زينة أحمد -اسم مستعار-، التي خرجت من الامتحان في حالة يرثى لها، ممسكة ببطنها تشكو من ألم شديد في معدتها منذ أن اكتشفت أن الوقت أوشك على الانتهاء، وهي في خضم انشغالها بالإجابة" الوقت مش كافي ولا يتناسب مع تقل الأسئلة.. كل مسألة محتاج وقت أطول ده غير أنها لفة ومحتاج تركيز وتفكير كتير..الامتحان للأسف صعب بنسبة 60%.. معرفش ده تعقيد في الطالب ولا الغرض منه ايه.. يارتني دخلت أدبي كان أهون من اللي شوفته في الفيزياء ".

وبعيون زادتها الدموع احمرارًا؛ لم تتمكن فاطمة، من تمالك نفسها فور أن وقعت عيناها على شقيقها الأكبر، الذي استقبلها بالأحضان حينما أدرك من تعابير وجهها ما أبلته في المادة، بعد انخداعها بامتحان العام السابق الذي ركز على الفيزياء "الحديثة" وهو ما لم يتكرر هذه السنة، ليصبح فخًا يسقط فيه كل من وضع اعتماده على هذه الجزئية فقط.

بينما عبرت طالبة أخرى، خرجت مسرعة؛ لكي تطمئن والدها- الذي حرص على مرافقتها قبل  موعد الامتحان بساعة- أن الامتحان جاء كما تتمنى وأنه كان بسيط بنسبة 90 في المائة، فاحتضنها وقبلها "الحمدلله ربنا مضيعش تعبها.. وعالم بحالنا.. كانت بنتي خايفة من المادة دي ومكهربة البيت كله وقاعدين على اعصابنا وفضلت 4 ساعات رايح جاي ادعي ربنا أن يديها على قد تعبها وربنا استجاب.. الحمدلله"، لتلتقط أطراف الحديث منه نجلته "توقعت أكتر الأسئلة.. وكنت بذاكر طول الوقت من كتاب المدرسة وملازم وحليت تمارين كتير وامتحانات سابقة".

ومع تدفق عدد أكبر من الطالبات، بدأت الآراء تزداد تباينًا حول مستوى امتحان المادة الذي لم يستقر على وتيرة محددة، خاصة بين الفتيات ممن انقسمن أمام اللجان إلى الباكيات من صعوبة الأسئلة غير المباشرة، أو الضاحكات ممن أدخلت سهولة "المفاهيم" و"المسائل" البهجة على قلوبهن.

"الامتحان من كتاب الوزارة"، هذا ما تراه الطالبة مي، التي قررت أن تولي كتاب وزارة التربية والتعليم اهتمامًا كبيرًا، بعدما وقعت عيناها على خبرًا يؤكد خلاله رئيس الامتحانات، إن أسئلة الفيزياء لن تخرج من هذا الكتاب، وهو ما سهل عليها مهمة خوض امتحان مادة "الفيزياء" التي تشكل عقدة الماراثون كل عام.

"الحمدلله كان في مستوى الطالب المتوسط"، هكذا حاولت إحدى الطالبات التي استقبلها أولياء الأمور أمام بوابة المدرسة الحديدية، أن تخفف من حدة التوتر التي رسمت ملامح وجوههن، فلم تكن على دراية أن هذا المصطلح نسج حالة أكبر من الارتياب، حتى بدت الحيرة تخيم على الأجواء، منتظرين بناتهم لكي يطمئن بأنفسهم هل كان الامتحان في مستواهم أما لا.

لتهرول إحدهما إلى والدها والابتسامة تملىء وجهها"حليت حلو.. وزي ما وعدتك هنروح نشوف مباراة مصر والدب الروسي ونتفرج على صلاح ونكسب إن شاء الله.. ده يوم السعد النهاردة علينا وعلى مصر"، ليطمئن والدها ووبارحوا المكان سويًا متجهين صوب منزلهم الكائن بجوار المدرسة، ليطمئنا أسرتهما التي تعيش طيلة الوقت منذ الأمس قلقة، محاولين الاطمئنان بأنفسهم من الطالبة الحالمة بالتحاق كلية "الصيدلة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل