المحتوى الرئيسى

الملاحقات الأخلاقية لتركيا: من مذابح الأرمن إلى "غصن زيتون" عفرين

06/19 16:49

من مجازر الأرمن قبل 103 أعوام إلى عملية "غصن الزيتون" في عفرين السورية، تواجه السياسة التركية معضلة أخلاقية وإنسانية، انعكست سلبًا على صورة تركيا.

وما بين المبررات التركية، والدعاوى المضادة ضد سلوكها الخشن تجاه الأقليات، تستمر أنقرة في رفض الاعتراف بمجازر الأرمن، وتدعي شرعية بقائها في عفرين "لمواجهة الإرهاب الكردي".

واعتقلت السلطات التركية مئات الأشخاص، بسبب اعتراضهم على العملية العسكرية للجيش التركي في عفرين، وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية تنظيمًا إرهابيًا وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية منذ عام 1984.

وبرغم اعتراف عدد كبير من المؤرخين، وأكثر من 20 دولة من بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بحصول إبادة للأرمن إضافة إلى الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، ومجلس الكنائس العالمي، وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية، إلا أن الهولوكوست الأرميني لا يزال يصطدم بإنكار منظّم تقف وراءه، بحماسة ومواظبة، الدولة التركيّة وريثة الإمبراطورية العثمانية.

ويبدو الوضع مشابهًا في عفرين أو قريبًا، فبينما ادعت تركيا أن مجازر الأرمن جاءت دفاعًا عن استقرار السلطنة، ومواجهة خصومها الدوليين، وعدت أنقرة اليوم، مع عفرين، بأن معاركها في سورية ضد الإرهاب والأكراد لن تتوقف حتى يعود كل اللاجئين إلى ديارهم ليتحول الموقف قبل مئة عام واليـــوم إلى موجات جــديدة ومستــمرة مــن النــزوح.

وفي الوقت الذي أدانت قوى دولية وإقليمية عملية "غصن الزيتون"، بعدما أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من القتلى والجرحى من المقاتلين والمدنيين، وألحقت دمارًا كبيرًا ببلدات وقرى المنطقة، إلا أن أنقرة بررت العملية، ورأت فيها ضرورة قصوى لحماية الأمن القومي التركي.

المثير في التوجهات التركية تجاه الأرمن والأكراد، أنه تم توظيف البعد الديني بالأمس واليوم، للتخلص من هذه الأقليات. فمثلًا في أحداث أضنة 1909 خطب شيخ مسجد توزباشي في الناس قائلًا "حان وقت تصفية الكفرة". كما نادت مساجد السلطنة بالجهاد ضد الأرمن، حتى أن المجتمعين بالمساجد تحت تأثير الشحن الديني أقسموا على "عدم ترك أرمني واحد على قيد الحياة".

ومع بدء عملية "غصن الزيتون"، زاد التوجه نحو تديين الخطاب الرئاسي التركي من خلال الاستخدام المكثف والمحور للنصوص الدينية والمقولات التراثية، وبرز الاستثمار السياسي في أدلجة الخطابات الرئاسية في دعوة أردوغان للمواطنين الأتراك للذهاب للمساجد وتلاوة سورة "الفتح"، المنوط بها قضاء الحوائج ونيل المراد، من أجل انتصار القوات التركية في عملية "غصن الزيتون".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل