المحتوى الرئيسى

"برو أزيل" تنتقد موقف وزير الداخلية الألماني من سياسة اللجوء

06/19 16:41

قال غونتر بوركارت رئيس منظمة "برو أزيل" الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين "حتى إذا كان شخص ما محظور عليه (الدخول إلى ألمانيا) بسبب رفض سابق لطلب اللجوء، فإن الحالة يجب أن تبت  فيها السلطات الألمانية". وجاءت تصريحات بوركارت ردا على سعي وزير الداخلية هورست زيهوفر لمنع الأجانب المحظور دخولهم ألمانيا بعبور الحدود، وفقا لصحيفة "راينشن بوست" في عددها الصادر اليوم (الثلاثاء 19 يونيو/ حزيران 2018). وأضاف أن شخصا من أفغانستان يمكن أن تكون له أسباب جديدة لتقديم طلب اللجوء وفق بوركارت.

ويذكر أن وزير الداخلية زيهوفر أكد أمس الاثنين في ميونيخ عقب اجتماعه مع مجلس قيادة حزبه المسيحي الاجتماعي البافاري إنه سيأمر الشرطة الاتحادية عقب عودته إلى برلين بتطبيق إجراءات منع عبور الأشخاص المحظور دخولهم إلى ألمانيا.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وذكر زيهوفر أنه لا يمكن تفسير استمرار دخول أفراد إلى البلاد رغم صدور قرارات بحظر دخولهم إليها، وقال "هذه فضيحة في الأساس"، مضيفا أنه لا يمكن تفسير ذلك لأحد. وفي سياق متصل، ذكر زيهوفر أنه يعتزم إجراء محادثات مع المستشارة أنغيلا ميركل وحزبها المسيحي الديمقراطي مرة أخرى قبل إعطاء أوامر بتنفيذ إجراءات شاملة لرفض دخول أجانب من على الحدود الألمانية.

وقال زيهوفر إن إجراء محادثات عن الأمر مجددا "مسألة تتعلق باللباقة"، موضحا أنه إذا لم يتم التوصل إلى نتائج "ذات فعالية مماثلة" خلال المفاوضات على مستوى الاتحاد الأوروبي، سيأمر بتنفيذ تلك الإجراءات، مشيرا إلى أن التحضيرات الخاصة بذلك جارية الآن. ومن المنتظر أن تبحث ميركل خلال أسبوعين أي من الدول الأوروبية مستعدة لاستعادة اللاجئين الذين تم تسجيلهم لأول مرة لديها. وعن ذلك قال زيهوفر: "الأمر لا يتعلق بمهلة 14 يوما، الأمر يدور حول اختلاف جذري... أشرت إلى قيادة الحزب أكثر من مرة إلى أننا لم نحقق بعد انفراجا في الأمر".

بحضور المستشارة ميركل ووزير الخارجية التركي، أحيت ألمانيا الذكرى 25 لاعتداء زولينغن الرهيب الذي راح ضحيته خمسة أشخاص من عائلة ذات أصول تركية وهم امرأتان وثلاث فتيات. ففي 29 من مايو/ أيار أضرم أربعة شبان النيران في منزل العائلة. وتبين فيما بعد أنهم على صلة باليمين المتطرف.

وتمّ تشييد نصب تذكاري في مكان الاعتداء كتبت عليه أسماء الضحايا. وبمنسبة الذكرى الـ25، اعتبر رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت الاعتداء بأنه الأسوأ في تاريخ المدينة منذ الحرب العالمية الثانية كما حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من خطر اليمين المتطرف في البلاد، مشددا أن "واجب الابقاء على ذكرى الضحايا (زولينغن) مسؤوليتنا جميعا".

في نهاية عام 1999 طارد عدد من الشبان المتطرفين أفارقة داخل مركز مدينة غوبين بولاية برادنبورغ بشرق البلاد. وأسفر ذلك عن مقتل شاب جزائري.

في شارع كويبشتراسه بكولونيا (كولن)، الذي يسكنه عدد كبير من الأتراك، انفجرت قنبلة مسامير شديدة الانفجار أصابت 22 شخصا إصابات خطيرة. واستبعدت التحقيقات التي استمرت أزيد من عشر سنوات، في بادئ الأمر خلفيات عنصرية وراء الاعتداء ليتضح فيما بعد أن خلية "إن إس يو NSU" اليمينية المتطرفة هي من نفذته.

كانت هذه الخلية تضم ثلاثة عناصر نفذوا إلى جانب اعتداء كولونيا اعتداءات أخرى في ألمانيا، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص (أتراك ويونانيين) إضافة إلى شرطي ألماني. ومنذ خمس سنوات تتواصل جلسات محاكمة "بيآته تشيبه" العنصر الوحيد المتبقي على قيد الحياة ضمن المجموعة المتطرفة، غير أن الأخيرة تلوذ الصمت ولم تدل بأي معلومات حول عمل الخلية.

في فبراير من 2015، قام موظف من مكتب الضرائب بإضرام النيران في منزل كان من المفترض أن يصبح منزلا لعائلة عراقية في مدينة إيشبورغ. وفي ذات السنة دخلت أمواج كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، ورافق ذلك مجموعة من الاعتداءات على منازل وملاجئ للاجئين. في هذا العام وحده سجلت الشرطة أكثر من 1000 اعتداء بدواعي الكراهية ما بين إحراق واعتداءات جسدية وبمواد متفجرة. وللمقارنة سجل في العام الذي سبقه 200 اعتداء.

بين شهري تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، ظهرت خلية "فرايتال" التي ضمت ثمانية عناصر، نفذوا خمسة هجمات بعبوات متفجرة على نزل للاجئين ومعارضين سياسين لهم في مدينتي فرايتال ودريسدن. محكمة دريسدن صنفت الخلية على أنها إرهابية وأصدرت أحكاما تراحت ما بين 10 و11 عاما سجنا على أعضائها.

مدن كبامبارغ وغيرها، تحولت إلى مسرح لحلقات جديدة من سلسلة الاعتداءات ضد الأجانب. في عام 2017 سجل نحو 2200 اعتداء من هذا القبيل، وفق بيانات الشرطة غير أن منظمات حقوقية تشدد أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه.

في موازاة ذلك ومع موجة اللاجئين التي دخلت ألمانيا، ظهرت حركات اعتبرت نفسها أنها "تدافع" عن قيم المجتمع، فخرجت تظاهرات كل أسبوع في عدد من المدن خاصة شرق البلاد نظمتها حركات كـ"بيغيدا" وغيرها تنادي بـ "حماية البلاد من الأسلمة"، كما اتهمت هذه الحركات المستشارة ميركل بـ "خيانة" البلاد.

انبثق هذا الحزب عن حركة مناهضة لسياسية ميركل وأوروبا عموما لانقاذ اليورو واليونان المتخبط في أزمة الديون السيادية، إلا أن "البديل" سريعا ما وجد في موضوع اللاجئين ضالته لحشد الأصوات. ويتهم بأنه يذكي خطاب الكراهية والعنصرية ضد الأجانب، لكنه أيضا استطاع أن يصبح أقوى قوة معارضة في البوندستاغ إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة بـ12,6 بالمائة من أصوات الناخبين.

في 27 من الشهر الجاري (أيار/ مايو 2018) نظم الحزب في برلين مظاهرة تطالب بتشديد سياسة اللجوء. وكان حزب البديل يأمل في مشاركة عشرات الآلاف، لكنه لم يحصل سوى على خمسة آلاف فقط. في حين شارك نحو 25 ألف شخص في المظاهرة الموازية والتي خرجت ضد هذا الحزب الشعبوي وأفكاره.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل