المحتوى الرئيسى

المتغطي بالإنسانية عريان.. 600 مهاجر على ضفاف أوروبا يفجرون أزمة اللاجئين من جديد - صوت الأمة

06/19 15:30

يبدو أن قضية اللاجئين في أوروبا تدخل نفقا مظلما جديدا، بعدما رفض غالبية الفرنسيين تأييد قرار عدم استقبال السفينة "أكواريوس" وعلى متنها 630 مهاجرا تم إنقاذهم في البحر المتوسط بعد رفض إيطاليا استقبالها في مرافئها.

قضية المهاجرين الشائكة، التي بدأت منذ حوالي سبع سنوات مع اندلاع ثورات الربيع العربي وبدء حروب في المنطقة واستقبلت ألمانيا وحدها ما يقرب من مليون لاجئ، أصبحت الآن صداعا في رأس بلدان الاتحاد الأوروبي وسط عدد من الدعوات ترفض استقبال اللاجئين وترفض ما تسميه بتعريب أوروبا.

بلغ عدد النازحين حول العالم 65.6 مليون شخص في 2017، بينهم 22.5 مليون لاجئ بحسب أحدث إحصاءات البنك الدولي، والرقم السابق يمثل عبئ على الاتحاد الأوروبي الذي بدأ عدد من بلدانه في رفض قبول لاجئين جدد بالفعل مثل إيطاليا، التى رفضت استقبال مئات المهاجرين مؤخرا كجزء من خطة الدولة في التخلص من عبئ اللاجئين.

وفي الوقت الذي رفضت فيه إيطاليا استقبال مئات المهاجرين الذين تم إنقاذهم من السفينة أكواريوس بالقرب من السواحل الليبية، استقبلت إسبانيا الدفعة الأولى منهم.

أظهر استطلاع للرأى نُشر الاثنين تأييد غالبية الفرنسيين لقرار حكومتهم عدم استقبال السفينة "أكواريوس" التى كان على متنها 630 مهاجرا تم انقاذهم فى البحر المتوسط بعد رفض ايطاليا استقبالها فى مرافئها.

وبحسب هذا الاستطلاع الذى أجراه مركز "اوبينيون واي" بين 13 و15 يونيو وشمل 1020 شخصا بالغا، عبّر 56 فى المئة من المشاركين عن تأييدهم قرار الحكومة، فى حين قال 42% إن الحكومة كان عليها السماح للسفينة بالرسو فى فرنسا.

وسُمح للسفينة "اكواريوس" التى تشغلها منظمة "اس او اس المتوسط" فى النهاية بالرسو فى مرفأ بالنسية فى اسبانيا الأحد بعدما ظلت عالقة فى البحر لعدة أيام اثر رفض ايطاليا ومالطا السمح لها بالرسو فى مرافئهما.

وعرض القادة المحليون فى جزيرة كورسيكا استقبال اكواريوس، لكن موقفهم رفضته الحكومة المركزية فى باريس، معتبرة انه بموجب القانون الدولى فإن السفينة عليها أن تتجه لأقرب مرفأ.

وتصاعد التوتر بعد أن اتهم الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون روما بـ"عدم المسؤولية"، قبل أن يعود ويؤكد أنه لم يقصد إهانة ايطاليا.

ويواجه ماكرون ضغوطا لإغلاق طرق وصول المهاجرين من افريقيا لأوروبا وسط مواقف مناهضة للهجرة فى بلاده.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو الاحد إن فرنسا ستدرس طلبات اللجوء من مهاجرى اكواريوس "على أساس كل حالة على حدة"، رغم عدم معرفته بعدد المهاجرين الذين قدموا طلبات.

وأحيا قرار روما عدم استقبال "اكواريوس" أزمة تدفق المهاجرين قبل قمة اوروبية فى 28 يونيو ستبحث اصلاحا لقواعد تقديم طلبات اللجوء.

في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة الاسبانية برئاسة الاشتراكى بيدرو سانشيز الإثنين أن نحو نصف المهاجرين الـ630 الذين تم انقاذهم على متن السفينة "أكواريوس" ووصلوا الأحد الى مرفأ بلنسية الاسباني، يريدون طلب اللجوء فى فرنسا.

وقالت الحكومة فى بيان أن "نحو نصف المهاجرين أعربوا عن نيتهم تقديم طلبات لجوئهم فى فرنسا، الدولة التى عرضت استقبال جزء من الأشخاص الذين استقلوا السفينة" أكواريوس.

وكانت الحكومة الاسبانية أعلنت السبت موافقتها على اقتراح فرنسا استقبال جزء من هؤلاء المهاجرين.

وأوضح مدير عام المكتب الفرنسى لحماية اللاجئين وعديمى الجنسية باسكال بريس لوكالة فرانس برس أن أحد فرق المكتب ستتوجه قريبا الى بلنسية.

وقال "ما إن تفيدنا السلطات الاسبانية بعدد الأشخاص المعنيين، سيتوجه فريق من المكتب الفرنسى لحماية اللاجئين وعديمى الجنسية، الى المكان لاجراء المقابلات والتأكد من أن الأشخاص يحق لهم اللجوء"، الأمر الذى من المقرر أن يحصل "خلال هذا الأسبوع".

وأوضحت الحكومة الاسبانية الإثنين أنه سيتم منح هؤلاء المهاجرين "اذن دخول استثنائى الى اسبانيا لمدة 45 يوما لأسباب انسانية"، فى وقت يتمّ التحقق من وضعهم.

وزير الداخلية الألمانى هورست زيهوفر هدد، الاثنين، بإغلاق حدود ألمانيا أمام المهاجرين اعتبارا من يوليو فى حال عدم توصل المستشارة لاتفاقات مع الشركاء الاوروبيي، لكن أنجيلا ميركل رفضت مهلة الأسبوعين التى حددها الوزير لها.

وقالت ميركل إنها ستسعى للتوصل إلى اتفاق مع دول أوروبية خلال قمة للاتحاد الاوروبى فى 28 و29 يونيو، لكنها شددت على أنه لن يكون هناك اى "اغلاق تلقائي" للحدود امام طالبى اللجوء حتى فى حال الفشل على المستوى الاوروبي.

وأضافت أنها ستعقد محادثات مع شركائها الأوروبيين حول قضايا الهجرة خلال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي، والمقرر عقدها فى 28 و29 من شهر يونيو الجاري.

وحسبما ذكرت شبكة (إيه بى سي) نيوز الإخبارية الأمريكية اليوم الاثنين، قالت ميركل إنها ستجرى محادثات خلال القمة الأوروبية المقبلة، وستقدم تقريرا إلى حزبها المحافظ فى الأول من يوليو المقبل، مضيفة أنه سيتم النظر فيما يمكن أن يتم اتخاذه بعد ذلك.

وشددت على أنها لا ترغب فى أن ترى ألمانيا تقوم برد المهاجرين عن حدودها فى خطوة أحادية الجانب، فيما يؤيد وزير الداخلية هورست زيهوفر اتخاذ مثل هذه خطوات لتشديد الرقابة على الحدود.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الحزب المسيحى الاجتماعى البافاري، بزعامة وزير داخلية ألمانيا، وافق اليوم على منح ميركل أسبوعين للتوصل إلى اتفاقات مع الشركاء الأوروبيين.

وهناك خلاف بين المستشارة ووزير الداخلية حول خططه لتشديد موقف ألمانيا بشأن الهجرة وتشديد الرقابة على الحدود، فيما تعارض ميركل اتخاذ إجراءات أحادية الجانب وتصر على أن أى رد يجب أن يتم تنسيقه مع دول الاتحاد الأوروبى الأخرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل