المحتوى الرئيسى

بعد وقف التدربيات العسكرية بين أمريكا وكوريا الجنوبية.. زعيم كوريا الشمالية يزور الصين بعد تقويض النفوذ الأمريكي على شبه الجزيرة الكورية.. خبراء يؤكدون: بكين هي المستفيد الأكبر من قمة ترامب وكيم

06/19 09:28

البنتاجون يعلن وقف التدريبات المشتركة مع كوريا الجنوبية.. وكيم جونج أون في زيارة رسمية للصين

"فورين أفريز": أهداف الصين من قمة سنغافورة تتحقق.. وخبراء يؤكدون: بكين هي المستفيد الأكبر من القمة

"ذا هيل": استراتيجة ترامب جديدة تعدل ميزان القوى الإقليمي

في الوقت الذي يحتدم فيه التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، على خليفة تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على وارادت صينية بقيمة 200 مليار دولار، وهو ما جعل وزارة التجارة الصينية، تؤكد أنها ستتخذ إجراءات وصفتها بالـ "نوعية" و الـ"كمية" إذا فعل ترامب هذا الأمر، أعلن زعيم كوريا الشمالية، أنه سيلتقي الرئيس الصيني، تشي جين بينج، اليوم الثلاثاء، لبحث تطورات القمة التي عقدها ترامب مع كيم في سنغافورة الشهر الجاري.

ومن المعروف أن الصين لم تكن حاضرة في قمة ترامب وكيم جونج، فهي حريصة للغاية على نفوذها في شبه الجزيرة الكورية، فمنذ وقت طويل، تحتفظ بكين بمصالح اقتصادية وأمنية، وبعد القمة مباشرة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنها أنهت التدربيات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهو ما تطالب به الصين منذ وقت، لذلك يرى محللين أنها المستفيد الأكبر من قمة سنغافورة.

ونشرت مجلة "فورين أفريرز" الأمريكية، أمس الاثنين، تقريرًا مطولًا استعرض فيه أوجه استفادة الصين من التقارب الأمريكي الكوري الشمالي، مشيرةً إلى أنه في حالة تحركت الولايات وقلصت وجودها العسكري في شبه الجزيرة الكورية، فسيكون ذلك بمثابة نصرًا كبيرًا للصين، التي استطاعت تحقيق هدفين رئيسين في قمة سنغافورة.

ورأت المجلة الأمريكية أن الصين لطالما سعت في محاربة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتعزيز نفوذها في شبه الجزيرة الكورية، وهو بالفعل ما نجحت فيه حينما أوقف "البنتاجون" التدريبات المشتركة مع كوريا الجنوبية، ناهيك عن أن الصين سعت لتخفيف متبادل للتصعيد فوق شبه الجزيرة.

وبعد رفض واشنطن صيغة "تجميد مقابل تجميد" التي عرضتها الصين، والتي نصت على وجوب وقف الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية فوق شبه الجزيرة، في مقابل وقف كوريا الشمالية جميع تجاربها المتعلقة ببرنامجها النووي، وبعد ممانعة البلدين، والتهديد بإلغاء القمة، أعلن كيم فجأة، في أبريل الماضي تعليق تجارب بلده النووية والصاروخية، دون أن يطالب بشيء في المقابل.

وأشارت "فورين أفريرز" إلى أن كيم جونج أون صدم المجتمع الدولي، مايو الماضي، حينما أعلن، لدى لقائه الرئيس الصيني، أن التدربيات الأمريكية الكورية الجنوبية، جعلته يعلق محادثاته المقررة مع الجنوب، وهو ما دفع تشي بينج إلى عدم تقبل الضرر الذي لحق بمكانته ومصالح بلاده، فيبدو أنه أصر على أن يبذل زعيم كوريا الشمالية كل ما في وسعه، أثناء قمة سنغافورة، لتقبل واشنطن بوقف مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية، وهو ما حدث بالفعل، وبالتالي حصلت بكين على أكبر نصر لها.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن خبير العلاقات الدولية الصيني، وو شينيو، قوله إن "نتائج قمة سنغافورة جاءت بشكل عام متطابقة مع ما كانت تنتظره الصين، فنزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية وارساء آلية سلام فيها متطابق مع مطالب الصين الثابتة".

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم كشف هويته للوكالة إن "الصين كانت المنتصر الاستراتيجي في القمة، وكانت حتى انعقادها لا تتخيل أن ترامب سيوقف المناورات المشتركة وأن يشير إلى انسحاب محتمل لقواته من كوريا الجنوبية في المستقبل".

ووفقًا لـ"فورين أفريرز"، فإن الهدف الثاني للصين هو أن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات بين واشنطن وبيونج يانج، وذلك في سبيل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي ينهي رسميًا الحرب الكورية، وبالفعل تحققت بكين حينما تعهد ترامب وكيم، في بيان مشترك بعد قمة سنغافورة "بتعزيز جهودهما لبناء نظام للسلام مستدام ومستقر في شبه الجزيرة الكورية".

وفي إشارة لاحقة خلال مؤتمره الصحفي، اقترح ترامب انضمام الصين وكوريا الجنوبية إلى أي مباحثات سلام، لترد وزارة الخارجية الصينية على الاقتراح، قائلةً إن "الصين مستعدة لمد يديها إلى جميع الأطراف المعنية من أجل نزع للتسلح، وإنشاء نظام للسلام في شبه الجزيرة الكورية".

من جانب آخر، أوضح موقع "ذا هيل" الإخباري الأمريكي أن قمة سنغافورة تمهد الطريق لأن يكون هناك تحولًا تاريخيًا محتملًا في ميزان القوى الأمريكي، كما أنها تشكل نهجًا جديدًا لسياسة الانتشار النووي، مشيرًا إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة كانت تكتفي بإستراتيجية الردع المذهلة، إلا أن ترامب تعامل مع اللاعبين النوويين الذين لم تردعهم نبرة التهديد التي لطالما بائت بالفشل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل