المحتوى الرئيسى

كأس العالم 2018: برامج حسابية و"قطط" تتنبأ بنتائج المباريات

06/19 01:51

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

طور محللون وخبراء اقتصاديون نماذج إحصائية واستعانوا بالخوارزميات المستخدمة في البورصة للتكهن بنتائج مباريات كأس العالم، وتحديد حظوظ المنتخبات في الفوز بالمونديال.

تعلقت أنظار العالم في الأسابيع الأخيرة الماضية بقط أبيض يُدعى "أخيل" يعيش في الطابق السفلي لمتحف "الأرميتاج" بمدينة سان بطرسبرغ الروسية. والسبب أن هذا القط الذي قد لا يختلف ظاهريا عن سائر القطط، يحمل لقب عرّاف كأس العالم لعام 2018.

فهذه الهرة ستتكهن بنتائج المباريات بالاختيار ما بين صندوقين وُضع أمامهما صحنان مملؤان بالطعام ويحملان علما البلدين المتنافسين في المباراة.

ويقول أمناء المتحف إن توقعات أخيل كانت صائبة في مباريات بطولة كأس القارات التي أقيمت في روسيا العام الماضي.

لم يكن أخيل سوى أخر الحيوانات التي استعين بها للتنبؤ بنتائج مباريات كأس العالم. إذ ظهر على القنوات المحلية الألمانية أخطبوط يُدعى بول للتكهن بنتائج مباريات مونديال 2010 الذي استضافته جنوب أفريقيا. وحظى كأس العالم الأخير في البرازيل بمشاركة واسعة من الحيوانات ذات القدرات الاستثنائية على قراءة الطالع، منها الكناغر وقوارض خنازير غينيا، والجِمال.

غير أن انفراد الحيوانات بالتنبؤات والتوقعات لم يرض الجميع. إذ تستخدم شركات المراهنات طريقة منهجية لتحديد فرص الفرق في الفوز باستخدام بيانات عن أداء الفرق في المباريات السابقة ولياقة اللاعبين والإصابات التي تعرضوا لها.

وبحسب شركة "بادي باور" الأيرلندية للمراهنات، فإن البرازيل هي الأوفر حظا في الفوز بكأس العالم بنسبة 4/1، وتليها روسيا بنسبة 5/1.

وفي المقابل، قرر البعض الاستعانة بالنماذج الإحصائية المعقدة للتكهن بنتائج المباريات. إذ عُدلت الخوارزميات التي تستخدمها البنوك للتنبؤ بصعود أسعار النفظ أو التغيرات في البورصة للتكهن بنتائج المنافسات التي يتألق فيها النجوم اللامعون مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ووين روني.

ويرى بعض المحللين أن التكهن بنتائج المباريات أسهل بمراحل من تتبع تقلبات البورصة.

ويقول مايكل بوليغر، رئيس قسم الاستثمار في الأصول بالأسواق الناشئة لدى بنك "يو بي إس" الاستثماري: "أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' عن جدول المباريات وقواعدها وتصنيفات اللاعبين. وفي ضوء هذه المعطيات، سيكون إعداد النماذج الإحصائية عن مباريات كأس العالم أسهل بمراحل من إعدادها عن الأسواق الناشئة التي لا نعرف عنها الكثير من المعلومات".

وقد أدخل بولينغر تعديلات على الخوارزميات المالية التي يستخدمها يوميا في إطار عمله، لتساعده في تحديد حظوظ الفرق المتنافسة في كأس العالم في الفوز.

وعندما اختبر بوليغر نموذجه الإحصائي قياسا بنتائج بطولات كأس العالم العشرة السابقة، لم يجد سوى أربعة متغيرات أثرت على توقعاته لنتائج المباريات، كان أولها تصنيف الفرق المشاركة باستخدام نظام تصنيف "إيلو"، وهو نظام موضوعي يصنف المنتخبات القومية بحسب مهارات كل فريق مقارنة بغيره.

وقد وضع في الحسبان أداء كل فريق على مدار 12 إلى 18 شهرا في مبارايات الأدوار التأهيلية لكأس العالم.

وقد اعتمد نموذج بوليغر على أداء الفرق في منافسات كأس العالم السابقة وعدد النقاط التي أحرزتها لتقييم حظوظ الفرق في الفوز بكأس العالم العام الحالي.

ويقول بوليغر: "شاركت البرازيل وألمانيا وإيطاليا وأوروغواي في معظم بطولات كأس العالم وتوجت بلقب البطولة. فهذه الفرق ذاقت طعم الفوز بكأس العالم، فضلا عن أن اللاعبين الحاليين أكثر ثقة من غيرهم بحكم أداء فرقهم سابقا، ويعتقدون أنهم يمكنهم تكرار الفوز".

كما راعى بوليغر العامل النفسي الذي يتمثل في الأفضلية للفريق المضيف، فإن أداء الفرق على أرضها يفوق عادة التوقعات بمراحل بسبب تشجيع الجمهور وتحفيزهم للاعبين.

ولأن الرياضة، شأنها كشأن الحياة، لا تخلو من المفاجآت، فقد اعتمد بوليغر على الخوارزميات ليضيف عامل الحظ إلى النموذج التنبؤي. فقد ينتزع الفريق الأضعف أحيانا الفوز من أنياب أفضل فريق.

ويقول بوليغر: "نستعين بالخوارزميات أيضا في مجال الاستثمارات تحسبا للتقلبات غير المتوقعة، وهذا يساعدنا في التوصل إلى استنتاجات أفضل".

وبتحليل كم هائل من البيانات عن تصنيف الفرق وأدائها سابقا والنتائج الحالية وعامل الأفضلية للفريق صاحب الأرض، قدرت خوارزمية بوليغر النتائج المحتملة لـ 10.000 بطولة.

وقد حقق بوليغر مزايا عديدة من خلال مراعاته للمتغيرات العشوائية التي قد تؤثر على نتائج المباريات، منها مثلا التعامل مع النتائج الاستثنائية بطريقة أفضل. ثم احتسب بوليغر عدد المرات التي فاز فيها كل فريق من الفرق المتنافسة في بطولات كأس العالم السابقة، أو تأهل فيها للدور قبل النهائي أو خرج من دور المجموعات.

وخلصت نتائج النموذج التنبؤي إلى أن ألمانيا والبرازيل هما الفريقان الأوفر حظا للصعود إلى النهائي.

ليس من المستغرب أن يزيد التحسب للمفاجآت غير المتوقعة من دقة التنبؤات، فالعالم بأكمله حافل بالمفاجآت، كما أن ميدان الأعمال أكثر عرضة للتقلبات غير المتوقعة.

لكن بطولات كأس العالم ستظل تزخر بلا ريب بمفاجآت لا يمكن التنبؤ بها.

فمن كان يتوقع أن مهاجم أوروغوي لويس سواريز قد يعضّ منافسه الإيطالي في كتفه أثناء مباراة في دور المجموعات في مونديال 2014 في البرازيل؟ وأوقف سواريز تسع مباريات على خلفية هذه الواقعة، ويقول المحللون إن إيقاف سواريز أسهم في خروج أوروغواي من البطولة.

فضلا عن أن قرار الاتحاد الإسباني لكرة القدم المفاجئ باستبعاد جولين لوبيتيغي، مدرب المنتخب الإسباني لكرة القدم، قبل يوم واحد من انطلاق بطولة كأس العالم في روسيا قد يزيد من صعوبة التكهن بنتائج المباريات في المونديال العام الحالي.

وكما هو الحال في المفاوضات التجارية أو في البورصة، فإن الأحداث غير المتوقعة أو تقلبات أمزجة اللاعبين قد تغير نتيجة المباراة. إذ يؤثر التوتر العصبي قبل المباراة والضغوط النفسية يومها وحتى المشاكل الشخصية على أداء اللاعب اللامع وتركيزه، وقد يخذل فريقه في المباراة.

تقول جينيفر كامينغ، أخصائية في علم النفس الرياضي بجامعة بيرمنغهام: "إن نفسية اللاعبين سيكون لها دور كبير في نجاح الفريق أو إخفاقه في كأس العالم الصيف الحالي". وهذه المتغيرات العشوائية تزيد من صعوبة التنبؤ بنتائج المباريات.

ويقول أندرياس هوير، أستاذ الأنظمة المعقدة بجامعة مونستر، بألمانيا، وقد درس كيفية التنبؤ بنتائج المباريات: "يتعذر التنبؤ بنحو 86 في المئة من نتيجة المباراة. ولو كان اللاعبون آليين، يتمتعون بمهارات متساوية، فسيسهل حساب احتمالات الفوز. فإذا حصلت على البيانات المطلوبة، ستتمكن من التنبؤ بنتائج المباراة".

ويشير هوير إلى ظاهرة معروفة تسمى كراهية الخسارة، التي تفيد بأن البشر يتألمون من الخسارة أكثر مما يفرحون بالفوز، وينبه هوير في تحليله إلى أن هذه الظاهرة تسيطر على أداء الفريقين إذا استمر التعادل السلبي حتى الدقيقة 80 من المباراة.

يقول هوير: "تشير الإحصاءات إلى أن الأهداف التي أحرزت في الدقائق العشر الأخيرة للمباريات أقل بمراحل من المتوقع. إذ يفتر نشاط الفرق خلال المباراة وتقل هجماتهم على مرمى الخصم، وقد يكتفون بالتعادل والحصول على نقطة واحدة".

في حين أن الفريق بإمكانه أن يحرز ثلاث نقاط لو كان الفوز من نصيبه. ولكن يبدو أن لاعبي كرة القدم والمديرين الفنيين لا يفضلون المجازفة في الأدوار التأهيلية من البطولات حين تكون النقاط ثمينة.

ويقول هوير إن الأشخاص الذين يدركون متى يتجاهلون حدسهم ويخوضون المخاطر يكونون في الغالب أقدر على اتخاذ القرارات الصائبة.

وفي أستراليا أيضا، استعان ستيف بيغ، أستاذ اتخاذ القرارات وتحليل المخاطر بجامعة أديليد، بخبراته في تطوير نماذج للتنبؤ بتأثير المتغيرات العشوائية على النفط والغاز، للتكهن بنتائج مباريات كأس العالم.

واستخدم بيغ تقنية معروفة باسم طريقة "مونت كارلو" لمحاكاة بطولة كأس العالم، وتوصل إلى 100.000 نتيجة محتملة لمباريات البطولة البالغ عددها 63 مباراة، مع الأخذ في الاعتبار تغير أداء كل فريق أثناء البطولة. وقد طور تقنية "مونت كارلو" للمحاكاة علماء في خضم دراستهم للقنبلة الذرية إبان الحرب العالمية الثانية.

ويقول بيغ: "إن المتغيرات العشوائية قد تزيد من التوقعات بشأن نتائج مباريات كأس العالم".

ويوافق بوليغر على أنه لا بد من تنحية الجانب العاطفي تماما مهما تمنيت فوز منتخب بلادك.

ويقول بوليغر: "قد يتعلم المستثمرون الكثير من لاعبي كرة القدم الناجحين، مثل خفة الحركة والتوازن ورباطة الجأش، وهي كلها سمات أحاول أن أطبقها في تعاملاتي مع العملاء".

إذن ما هي الفرق المرشحة لإحزار لقب مونديال 2018، بحسب بعض أدوات التنبؤ الأكثر فعالية في عالم التجارة والأعمال؟

وفقا لنتائج تحليلات بنك "يو بي إس"، فإن المنتخب الألماني سيفوز باللقب، بينما يرى بيغز أن البرازيل هي الأوفر حظا للتتويج ببطولة كأس العالم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل