المحتوى الرئيسى

معركة جيل شد الحزام VS جيل الكافيهات

06/19 01:48

عادت صدامات الأجيال الكبيرة والشابة في مصر على وقع الغليان الافتراضي التالي على قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات من جديد، ضمن حزمة إجراءات طلبها صندوق البنك الدولي إلى تصدر المشهد مرة ثانية.

في سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، كان نطاق هذه الصدامات فرديًا في إطار المناقشات اليومية داخل البيوت بين "جيل شد الحزام"، الذي عاصر فترات حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وصولاً إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبين جيل حقبة الثمانينات والتسعينات، المفتوحة عيونه على عالم جديد شهد ثورات سياسية وقفزات تكنولوجية عالمية.

هذه الصدامات، التي عادة ما يوجه فيها اللوم إلى "العيال اللى مجاعتش" بقلة الصبر على الضغوط الاقتصادية، ظهرت علانية في الحوارات الاجتماعية الكبيرة والفضاء الافتراضي بقوة، تزامناً مع زخم حراك الشوارع منذ العام 2011.

قبل دخول رمضان ببضعة أيام زادت أسعار تذاكر مترو الأنفاق 250% في ثاني زيادة لهت في أقل من عام، وخلال الشهر تم إقرار زيادة تعرفة الكهرباء 25% للمرة الرابعة في عهد السيسي.

وفي ثاني أيام عيد الفطر رفعت أسعار الوقود بنسب تجاوز بعضها 50%، للمرة الثالثة منذ بدء تنفيذ برنامج صندوق النقد في 2016.

تراكم غضب المصريين في فترة قصيرة، فخرج "جيل شد الحزام" ليقلل من استياء الشباب الذين يواكبون هذه الضغوط المتلاحقة بل ويوبخهم عليها ويتهمهم بقلة الصبر على الشدائد وفتور عزيمتهم، وكأن المطلوب منهم أمام كل ما يحدث الصبر والاحتساب وإيجاد طرق بديلة للتغلب على زيادة الأسعار.

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تبادل المنتمون إلى الجيلين تفنيد الحجج والمواقف الحكومية، وإن تخللها طيف من السخرية.

أول رمضان : غلاء المترو

أخر رمضان : غلاء الكهرباء

العيد : غلاء البنزين pic.twitter.com/hn8y2jw2z4

— Mohamed El Raai (@mohammedelra3y) June 16, 2018

من كتاب ارنست فولف عن صندوق النقد الدولي

Publiée par Wael Gamal sur lundi 18 juin 2018

يقول فولف في مؤلَفه: "يمكن القول إن قروض الصندوق تتسبب، في نهاية المطاف، في تردي الوضع المالي أكثر فأكثر، الأمر الذي يتيح للصندوق لأن يطالب الدول المعنية بتنفيذ برامج تقشفية لا نهاية لها ولا آخر... لم يستخدم الصندوق أسئلة أو جنودًا، بل كان يستعين بوسيلة غاية في البساطة وبواحدة من آليات النظام الرأسمالي: أعني عمليات التمويل".

وتنفذمصر قائمة إصلاحات اقتصادية شملت تحرير سعر صرف العملة المحلية منذ نوفمبر 2016، وفرضت ضريبة القيمة المضافة ضمن هيكلة النظام الضريبي وتقليص الدعم سنويًا، في إطار برنامج قرض قيمته 12 مليار دولار لمدة 3 سنوات مع صندوق النقد.

هذه السياسات تجسدت في موجات متتالية من غلاء أسعار الخدمات والسلع الأساسية في فترات زمنية قصيرة، عُرفت شعبيًا باسم "الصب في المصلحة"، وهي عبارة مستوحاة من تصريحات المسؤولين، في حين يرى الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها "دواء مُر" لا بد منه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل