المحتوى الرئيسى

في اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي.. الأمم المتحدة: الإحصائيات مرعبة

06/18 14:46

في 19 يونيو من عام 2015، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 19 يونيو من كل عام، "اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع"، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة للتوعية بالحاجة إلى وضع حد للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وتكريم ضحايا العنف الجنسي والناجين منه في جميع أنحاء العالم.

ويقول الموقع الرسمي للأمم المتحدة إنه وقع الاختيار على ذلك التاريخ للتذكير باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1820 لسنة 2008 في 19 يونيو 2008، الذي ندد فيه المجلس بالعنف الجنسي الذي تتخذ منه الجماعات الإرهابية والمتطرفة وغيرها أسلوبا من أساليب الحرب لإذلال المدنيين.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن "العنف الجنسي المرتبط بالنزاع" يشير إلى الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والدعارة القسرية، والحمل القسري، والإجهاض القسري، والتعقيم القسري، والزواج القسري وأي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي المماثلة ضد النساء أو الرجال أو الفتيات أو الأولاد الذين يرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر مؤقتًا أو جغرافيًا أو سببيًا بالنزاع.

وأصبح العنف الجنسي المستخدم في النزاع تكتيكا عسكريا أو سياسيا لإخضاع الطرف الآخر، حيث يتم استهداف الضحايا في النزاع استراتيجيًا من جماعات عرقية أو دينية أو سياسية معارضة.

حيث اكتشفت الميليشيات والأطراف المتنازعة أن أكثر الطرق فعالية في ترويع السكان المدنيين هي القيام بعمليات الاغتصاب الجماعية الوحشية، حيث لا يؤثر الإذلال، والألم، والخوف الذي يمارسه الجناة على الضحية فحسب، بل يهدد أيضًا مجتمعها.

ففي عام 2008، أعلنت الأمم المتحدة رسميا أن الاغتصاب "سلاح في الحرب"، حيث قال اللواء باتريك كاميرت، وهو قائد عسكري سابق في الأمم المتحدة، عن انتشار الاغتصاب بوصفه تكتيكا عسكريا إن "الأمر أصبح أكثر خطورة بالنسبة للنساء في مناطق النزاع".

اقرأ المزيد: أنجلينا جولي تأمل أن يساعد أكاديميون في مكافحة العنف الجنسي

وعلى مدى التاريخ، ارتفعت إحصاءات العنف الجنسي في النزاعات المختلفة حول العالم إلى مستويات مذهلة، وسط العديد من عمليات الاغتصاب الجماعي التي تم الإبلاغ عنها.

حيث أسفرت الحرب الأهلية في سيراليون، التي انتهت منذ أكثر من عقد من الزمان في يناير 2002، عن تشريد نصف سكان البلاد، ومقتل نحو 50 ألف شخص، وتشويه أكثر من 100 ألف آخرين، كما تعرضت أكثر من ربع مليون امرأة للاغتصاب.

وشهدت رواندا خلال الإبادة الجماعية التي استمرت لثلاثة أشهر عام 1994، اغتصاب أكثر من 250 ألف امرأة وفتاة، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تُعرف أيضًا باسم عاصمة الاغتصاب في العالم، تم اغتصاب 48 امرأة كل ساعة في أثناء الحرب الأهلية عام 2011.

وفي عام 2016 وحده، وثقت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ما يقرب من 600 حالة من العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع في البلاد، أثرت على معظم النساء والفتيات النازحات، وكان من بين الناجيات 57 فتاة، العديد منهن دون العاشرة من العمر، وقد حدثت معظم الحالات في نقاط التفتيش التابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان.

وفي مايو 2017، تحدثت كريستينا لامب، المراسلة في صحيفة "التايمز" البريطانية عن بعض الأشياء التي شاهدتها خلال عملها في هذا المجال، حيث قالت: "لقد رأيت في العام الماضي أشياء أسوأ مما رأيته من قبل".

وأشارت إلى أنه "في شمال نيجيريا قبل ثلاث سنوات، تم اختطاف حوالي 200 فتاة من مدرستهن في شيبوك، ذهبت إلى هناك ووجدت أنه في الواقع، تم اختطاف أكثر من ألف فتاة، دون الإبلاغ عنهن، وعندما تحدثت مع هؤلاء الفتيات، كانت لديهن قصص مرعبة عن تعرضهن للاغتصاب الجماعي من مقاتلي بوكو حرام وإجبارهن على الزواج منهن".

اقرأ المزيد: فتاة هندية تتحول إلى رمز قومي لمحاربة العنف الجنسي ضد المرأة

وأضافت "أن واحدة منهن، وهي فتاة صغيرة، تعرضت للاغتصاب الشديد لدرجة أنها لم تستطع المشي".

وقالت لامب: "بالإضافة إلى ذلك، كان هناك الفتيات الإيزيديات، حيث اختطف تنظيم داعش الإرهابي نحو 5 آلاف منهن، وبيعت بأقل من سعر علبة السجائر"، مضيفة: "لقد تحدثت مع إحداهن ممن أُطلق سراحهن، وأخبرتني أن أسوأ ليلة في حياتها هي عندما قام آسرها، باغتصاب طفلة عمرها 10 سنوات في الغرفة المجاورة لها".

ويمكن أن يكون للعنف الجنسي تأثير دائم على ضحاياه، حيث غالبًا ما يكون ضحايا العنف الجنسي الذين يستطيعون العودة إلى منازلهم منبوذين من مجتمعهم بسبب اتصالهم بـ"العدو"، والوصمة المجتمعية.

ونتيجة لذلك، فإنها تدمر الأسر والمجتمعات، وفي أقصى الحالات، يمكن أن يؤدي الاغتصاب والتعقيم القسري إلى القضاء على الجيل التالي، وهو عمل يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

وتقول الأمم المتحدة إن كلا من الخوف والوصمة الثقافية، تمنع الأغلبية العظمى من الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات من التقدم للإبلاغ عن هذا العنف.

ويقدر عدد من المراقبين أنه مقابل كل حالة اغتصاب يتم الإبلاغ عنها في مناطق النزاع ، فإن ما بين 10 إلى 20 حالة تمر دون توثيق.

اقرأ المزيد: «الإندبندنت»: ارتفاع حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال ببريطانيا

وحمل اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، هذا العام شعار "حقوق الأطفال المولودين في الحرب والمآزق التي يتعرضون لها".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل