المحتوى الرئيسى

"حرب كرموز" فكرنا لما كُنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة

06/18 00:52

لماذ يقف فيلم حرب كرموز في مقدمة أفلام العيد، محققاً أعلى الإيرادات؟ رغم أن بطله أمير كرارة كان يقابل جمهوره يومياً ولمدة ثلاثين يوما، من خلال مسلسل كلبش 2 الذي تم عرضه في رمضان؟ الإجابة تكمن في التفاصيل، بعضها يمكن استيعابه والبعض الآخر من النفحات الإلهية التي يخص بها الله بعض الفنانين فيتألق نجمهم ويحظون بتأييد الجماهير، طالما كانت لديهم الموهبة والذكاء في فك شفرة ذائقة المتفرج وتطوير الأداء من حين لآخر، وفي الحقيقة أن نجاح "حرب كرموز" له أكثر من سبب، أهمها يخص المخرج وكاتب السيناريو بيتر ميمي، الذي قفز قفزات واضحة خلال أقل من ثلاثه أعوام، ولا يهم هنا تأثره بالسينما الأمريكية، فكل مخرج في العالم لابد وأن يكون قد تأثر بمن قبله، والمهم أن ينجح بعد فترة في أن يخلق لنفسه شخصية فنية مؤثرة، بيتر ميمي من هواة أفلام الحركة "الأكشن" ويعتمد على تيمات مضمونة، ويشتغل عليها بعناية، ويختار فريق عمل مناسب بعضه يحقق درجه كبيرة من التحدي، وجود أمير كرارة سبب منطقي آخر لنجاح حرب كرموز، وذلك بعد خفوت شعبيه السقا وكريم وأحمد عز في أفلام الأكشن، ولم يبق على الساحة إلا أفلام محمد رمضان الذي صنع فجوة بينه وبين جمهوره بتصرفاته الاستفزازية، المهم أن الطريق أصبح مُعداً ومُهيئاً لنجاح كرارة، كنموذج جديد لسينما البطل الشعبي، ولانستبعد ثراء الإنتاج النسبي من أسباب النجاح.

أفلام الويسترن الأمريكي قدمت عشرات الحكايات عن الكاوبوي الذي يتحدى عصابة من الأقوياء ويلتف حوله من يرفضون الظلم، ويحدث صدام مسلح بين الطرفين ويتطاير الرصاص في سماء المدينة ويسقط القتلى ويتحقق العدل، ويختفي الكاوبوي أو يذهب من حيث أتى دون أن يتمتع بكونه بطلاً المهم إنه يحقق العدالة وينتصر للضعفاء ثم يختفي.

يعتمد حرب كرموز على معادلات درامية مقبولة ومتوقعة، كأن يقوم اللص المحترف عصفورة"مصطفى خاطر" بتصرف بطولي ويعرض نفسه للموت من أجل حماية القسم ومن فيه، العاهرة المحترفة تحاول إثبات إنها إنسانة ولها موقف من الحياة عندما تواتيها الفرصة ،الضابط المصري "فتحي عبدالوهاب" يتصرف بما يمليه عليه ضميره الوطني رغم احتمالات تعرضه لعقوبة الإعدام ، ومثل ما جاء في نظرية "جريفيث السينمائية" وهى الإنقاذ في اللحظات الأخيرة تنتهى أحداث "حرب كرموز".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل