المحتوى الرئيسى

رحلة داخل ميكروباص المنصورة- القاهرة.. "اليوم رايق بس الناس زعلانة"

06/17 18:24

كان المرور هادئًا هذا الصباح، على غير المُعتاد في بداية الأسبوع، لا زحام في الشوارع، فاليوم هو ثالث أيام العيد، السيارات تقطع طريقها بسرعة كبيرة، غير أن الحال لم يكن مماثلا داخل "الموقف الجديد" بالدقهلية، كان الحزن يعلو وجوه الرُكاب بعد يوم من قرار رفع أسعار البنزين، الذي اعتبروه "مُباغتًا".

في رحلة لـ"مصراوي" داخل سيارة ميكروباص رافق خلالها الركاب القادمين من المنصورة إلى القاهرة، رصد الأحاديث التي تدور فيما بينهم، تعليقاتهم على القرار، ومخاوفهم من القادم.

"الأجرة بقت 23 جنيه يا جماعة، بقول من أولها أهو قبل ما نطلع"، بنبرة حادة أطلقها "أنور" سائق الميكروباص بينما يُمسك بقبضته باب العربة، قبل أن يتململ الركاب وينظرون إلى بعضهم في ضجر، "هي مش كانت بـ20 بس من يومين" تساءل راكب متعجبًا، ليبادره السائق الثلاثيني "الجاز غلي، هندفع الفرق من جيوبنا؟!"

سارع بعض السائقين لمؤازرة زميلهم وإقناع الركاب بدفع التعريفية الجديدة، حسبة بسيطة انطلق في سردها أحد الركاب على مسامع السائق، 14 راكبا هم قوام الميكروباص، 42 جنيها هي إجمالي الزيادة الجديدة عن كامل الأجرة بواقع 3 جنيهات للراكب، ليصيح غاضبًا بأن ذلك المبلغ ربما يفوق فارق الأسعار الجديدة للجاز.

مميزات لاستقلال الميكروباص، أخذ يذكرها سائق آخر لإقناع الركاب بالزيادة منها وجود مقعد خال يجلس عليه الشخص طوال الطريق "ولو مش عاجبكم روحوا اركبوا القطر في الزحمة وافضلوا واقفين على رجليكم"، قبل أن يتدخل بعض الركاب ويطلبون من السائق التحرك، متعهدين بـ"أن الجميع سيدفع التعريفة الجديدة".

في قرابة السابعة صباحًا، تحرك الميكروباص من الموقف الجديد - الذي يخدم مدينة المنصورة ونواحيها – التفتت "نجلاء" سيدة ثلاثينية لتحدث الركاب عن تخوفها من انعكاس زيادة البنزين على نواحي كثيرة في الحياة اليومية "مش بس الأجرة اللي هتزيد، كل حاجة داخل فيها النقل هتغلى، الخضار والفاكهة"، يؤمن راكب آخر على حديثها "البنزين هو العصب اللي بيحرك كل حاجة في البلد".

يتدخل السائق "أنور"، ويقول إنه متضرر من الغلاء هو الآخر "الزيادات علينا كلنا"، ويذكر أن عامل أحد المقاهي رفع أسعاره عليه ورفاقه بعد علمه بالقرار "ولما سألته قالي الجاز رفع يا باشا"، يصمت قليلاً ويضيف متعجبًا "طب والنبي القهوة مالها ومال الجاز؟!"

في منتصف المسافة التي تستغرق قرابة 120 كيلو مترا، طلب السائق من الركاب جمع الأجرة، تسحب "نجلاء" زراعها التي تحتضن بها صغيرتها، تخرج 70 جنيها أجرة 3 مقاعد لها ولأطفالها "خد واديني جنيه باقي"، تتنهد وتقول إنها تفكر جديًا في اللجوء إلى استقلال القطار "بعد كده الناس لازم أعرف مواعيد القطر".

تعدد "صفاء" - الجالسة في آخر السيارة بجوار زوجها وابنتها – الزيادات التي طرأت على أسعار الوقود خلال فترات متقاربة "زودوها بعد التعويم من سنتين ونص، ورجعوا رفعوها تاني من سنة ودي الثالثة".

تتذكر "نجلاء" ابنة شقيقتها التي تستعد للزواج، بآسى تشير إلى جارتها التي أجلت زفافها لأشهر بعد تعويم الجنيه وزيادة أسعار الأجهزة الكهربائية فجأة بصورة فاقت ما كانت تدخره "الأيام الجاية بردو روحي اسألي على جهاز العروسة، سعره هيرفع وهيقولك أصل البنزين غلي"، بنبرة غاضبة يقول أحد الركاب إن المشكلة ستتفاقم إذا غابت الرقابة عن الأسواق "الأسعار هتزيد والسواقين هترفع الأجرة بمزاجها".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل