المحتوى الرئيسى

كيف احتار الروس بين صلاح وسواريز وهوكي الجليد؟

06/16 23:08

أخبار الآن | يكاترينبورغ - روسيا (محمود طه)

تعد استضافة بطولة كأس العالم هي الحلم الأكبر لمعظم الشعوب، فلا توجد رحلة مفعمة بالشغف تضاهي فتح أبوابك أمام ثقافات العالم وألوانه المختلفة لتلتقي تحت سقف دارك.

ولكن يبدو وأن الأمر يختلف نوعا ما في نظر شريحة ليست بالقليلة من الشعب الروسي، الذي تحتضن بلاده المحفل الدولي، فإستضافة البطولة تعد عبئا ثقيلا على البعض بقدر ابتعادهم عن حب كرة القدم.

وأثناء جولتنا في مدينة يكاترينبورغ التي استضافت مواجهة منتخب مصر ومنتخب أوروغواي، حاولنا التعرف على وجهة نظر الجمهور الروسي من مواطني المدينة في الحدث الكبير، وكيف يؤثر على حياتهم اليومية سلبا وايجابا، لنرى المونديال بأعينهم.

تأسست مدينة يكاترينبورغ في عام ١٧٢٣م وتعتبر عاصمة لمنطقة الأورال، كما أنها تشتهر بتصدير الحديد والمعادن، ويكفي أن نذكر أن الحديد الذي صُنع منه هيكل تمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية كان من انتاج هذه المدينة.

وبسؤال شريحة من سكان يكاترينبورغ البالغ تعدادهم حوالي ١,٥ مليون نسمة، أكد بعضهم على سعادته الغامرة بسبب استضافة مدينته لمباريات المونديال، فمن وجهة نظرهم يكفي أن يتردد اسم المدينة المشتق من اسم الإمبراطورة يكاترينا الأولى في جميع أنحاء العالم.

شريحة المرحبين بضيوف المونديال لم ترى أن البطولة فرصة نادرة لا تأتي في العمر إلا مرة واحدة للتعرف على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، ولم يخفوا إعجابهم الشديد بجمهور أوروغواي والأجواء الصاخبة الخاصة به في شوارع يكاترينبورغ، فمن الصعب على المواطن الروسي قطع تذكرة الذهاب إلى قارة أمريكا اللاتينية، وها هي قد جاءت بشعوبها وثقافاتهم إلى باب داره.

وعلى جانب آخر.. يرى بعض سكان المدينة أن البطولة تسببت في خلل كامل لنظام حياته اليومي، ولم ينتج عنها إلا الزحام في الشوارع والأزمات المرورية، مما اضطر البعض إلى الخروج قبل مواعيد العمل بثلاث ساعات ليتمكنوا من اللحاق بدوامهم.

أما فيما يخص التشجيع، فقد انحازت طائفة كبيرة إلى الجمهور المصري والذي يعد الأقرب إلى سكان المدينة بسبب تفضيل الشعب الروسي لمصر ووضعها على رأس قائمة وجهاته السياحية، فما أن تذكر إسم مصر إلا ويتبع ذلك ذكر ثلاثة أشياء من أي روسي: سؤالك عن الغردقة، وسرد ذكريات أسرته في شرم الشيخ، والسؤال عن الحالة الصحية لمحمد صلاح وفرصة مشاركته في المونديال.

ولكن كان للأوروغواي نصيبا كبيرا أيضا من تعاطف الروس، لا سيما مع وجود لاعبين كبار ينشطون في صفوف أكبر أندية العالم، وبالطبع كان النجم الأوفر حظا هو لويس سواريز لاعب فريق برشلونة الإسباني، الأمر الذي تسبب في انقسام جماهير يكاترينبورغ ما بين صلاح وسواريز.

الأمر الأكثر غرابة هو تفضيل بعض الجماهير الروسية لأن تستضيف بلادهم بطولة دولية كبرى للعبة هوكي الجليد أو الملاكمة على أن تستضيف الحدث الكروي الأهم في المجرة، فشعبية هذه الألعاب وقاعدتها الجماهيرية في البلاد تبلغ أضعاف عشاق كرة القدم. 

ولكن بعد نهاية المبارة بفوز أوروغواي بهدف متأخر اغتال أحلام الفراعنة في الوقت القاتل، حرصت الجماهير الروسية على توزيع حبها وترحبيها على الجانبين، وهو ما لخصه مقدم الفقرات في ساحة الجماهير بالقرب من وسط المدينة، عندما دعى جمهور الفريقين إلى الاصطفاف أمام المسرح ليقوموا باحتضان بعضهم البعض، مؤكدا في هتافاته أن الشعب الروسي يفتح ذراعيه ليحتضن العالم على مدار شهر لن يتكرر كثيرا في تاريخه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل