المحتوى الرئيسى

العيد عند ولاء وعم محسن "ميحلاش إلا بصحبة حصان"

06/16 23:04

لا يستقيم العيد عند ولاء إبراهيم، إلا بطقس ألفته وهي في الثامنة من عمرها "أنزل من البيت لناصية الشارع وأّجر حصان"، كذلك لم يعرف محسن محمد طعم للأعياد دون تجميع ما لديه من أحصنة وحمير وتأجيرها لصغار شارع السقاين في منطقة السيدة زينب.

أصبحت ولاء سيدة في الثامنة والثلاثين ربيعًا، ولم تبرح عادتها "بحب الحصنة جدا ولو كنت غنية كان بقى عندي اسطبل" مبتسمة تقول بينما تدفع ابنتها حنين لركوب أحد الأحصنة، فيما تتمنع ذات العشرة أعوام خوفا.

منذ صارت حنين في الثامنة وتحاول ولاء تحبيبها في عادة العيد ذاتها، لكن لا يفلح ترغيب الأم كل عام، إذ خشيت الصغيرة مع أول أيام هذا العيد ركوب الحصان، وبعد محايلة استجابت لأن تركب حمار، وبمجرد أن هرول قليلاً أخذت تصرخ وقفزت من عليه سريعًا بعد وقوفه، وشرعت في البكاء بهيئة تبدو أصغر من عمرها.

"مكنتش الأول بتخاف لكن دلوقت مبقتش زي أمها خالص" يقول عم محسن مداعبًا حني. شهد صاحب السابعة والستين عامًا العديد مثل ولاء وابنتها. يتردد الآباء عليه صغارا ويعودون بعد سنوات مع أبناءهم.

أكثر من 30 عامًا ويخصص محسن أحصنته في أيام العيد لغير نقل البضاعة "العيال بتفرح وبتحب تركب لكن الزمن اتغير". يقارن صاحب الخيول الحال بين وقت كان فيه ثمن التأجير "بريزة"، ومغربيات الترفيه قليلة، بينما بلغ سعر الجولة اليوم خمسة جنيهات بزيادة جنيهان عن العام الماضي "سعر أكل الحصان غلى زي ما كل حاجة غليت".

ورغم غلاء "الركوبة" غير أن ولاء لم تستسلم لعدم استجابة ابنتها لركوب الحصان، أصرت أن تفعل بالترغيب تارة "لو ركبتي هصورك وتنزليها على الفيسبوك وصحابك يشوفها"، وبالترهيب مرة أخرى "لو مركبتيش مش هجبلك الحاجة الحلوة اللي بتحبيها". تريد الأم أن تشاركها ابنتها حب تلك الكائنات فلا تخافها، خاصة أن الأعياد هي الفرصة الوحيدة في العام لأن تلتقي بالخيول، ولا تريد تضيعها.

لا تيأس ولاء من رفض ابنتها ورغبتها الملحة في أن تجرب "المراجيح" بدلا من الحصان، فتخبرها بقصتها مع "عنتر"، الذي كان من الممكن أن يقطع حبل عشقها للخيول.

"كان عندي 8 سنين وركبته في العيد فجأة جري ووقعت دراعي اتكسر"، تنظر الابنة لأمها بعيون تقول "وعايزاني أركبه"، فتسارعها ولاء بالرد "في العربية وأنا رايحة المستشفى بابا قالي مش هتركبيه تاني قلت له لا هرجع اركبه تاني وثالث". ثم تزيد عليها بمواصفات يرق لها القلب "الحصان حيوان جميل وقوي تحسيه شامخ يتخاف منه كده لكنه طيب".

يواصل عم محسن الاستماع لحديث ولاء مع ابنتها، اعتاد طفولة الأم وطريقتها مع صغيرتها "والله العظيم لو ما ركبتي هركب أنا"، يبتسم الرجل الستيني على ابنه إبراهيم إيجاب ليجلب حصان لحنين التي استجابت أخيرا لإرادة أمها، واختارت حصان بني اللون لتركبه "الفنان. سميته كده عشان بيفنن في مشيته ويعرف يوصل البيت لوحده" يقول صاحب الخيول، الذي يصاحبه ابنه هو الآخر، فلم يعد وحيدًا في مكانه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل