المحتوى الرئيسى

بسم الله الرحمن الرحيم .. وهنبدأ الليلة: زفة دمياطى ثم رقص شرقى وبعدها زفة إسكندرانى بالملاية اللف والبرقع | المصري اليوم

06/16 17:07

«الحنة» ليلة إذا ما اكتملت طقوس فرحتها قد تكون بديلاً عن ليلة الفرح، خاصة مع ارتفاع الأسعار، وزيادة التكلفة، وهى في الأصل نبات طبيعى، معروف لدى المصريين منذ بدء حضارتهم، اتسمت أغراض استخدامه في المقام الأول والأخير من أجل التلوين والتغيير، الذي يدخل قدرا من البهجة والسرور على القلوب.

و«الحناء» هي عشب طبيعى استخدم في طقوس أساسية في ليلة تسبق الزفاف، يلتف فيها الجميع، لمشاركة المقبلين على الزواج فرحتهم في ليلة الحنة، وكانت حتى عقود كبيرة يكتفى فيها العرائس بتزين إناء الحنة بالشموع، قبل وضع لمسات منها على الجسم أو الشعر، لتغير لونه، أما الآن فأصبح لليلة الحنة برنامج كامل، وصفحات متخصصة، وتقوم عليها «حنانات» لهن خبرة ليست بقليلة، تزداد معها التكلفة، كلما زادت خبرتهن.

الرغبة في تنويع برنامج الحنة بهجة لم تختلف عليها الطبقات سواء من الأثرياء أو الطبقة المتوسة أو الفقراء، ولكن التكلفة هي التي تحكم المنظومة في النهاية، لذلك يكتفى البعض بإقامة بعض الفقرات من برامج الحنة، ومنها العرض «النوبى» و«الإسبانى» و«الهندى» و«الهواوى» و«البلدى الفلاحى» و«الإسكندرانى»، و«البدوى»، وغيرها، فضلا عن رسم النقوشات من رسومات الحنة للعروسة كجزء أساسى من البرنامج. «حنة بلدى، وأخرى سودانى سمراء، وهندية حمراء، وحنة صينية ملونة».. تلك هي أشهر الألوان التي تخرج بها رسومات نقش الحنة للعروسة، حسب رغبة كل واحدة منهن، وعلى حسب تقدير الحنانة لدرجة اللون التي تتماشى مع لون بشرة العروسة، الأهم فيها حسبما تقول «فاطمة»، حنانة من السودان وتقيم في القاهرة وتعمل في تلك المهنة منذ سنوات: «أهم حاجة في الحنة أنها تكون طبيعية، ويتم عجنها بالماء، كى لا تسبب أضرارا لجسم العرسة، خاصة أن رسم الحنة يكون في توقيت حرج قبيل الفرح مباشرة، وقد يصعب علاجها، فهناك أجسام لا تقبل امتصاص المواد الصناعية، مثل الأكسجين، الذي يلجأ إليه البعض لتلوين الحنة».

وأكدت أن الحنة السمراء السودانى لا تزال هي التي تتربع على العرش، لأنها الأكثر استدامة بعد نقشها، وتظل لمدة قد تصل لـ3 أسابيع، كما يمكن تدريج درجة اللون الأسمر فيها، وبالأسواق أيضاً الحنة الألوان، كاللبنى والبنفسج والأخضر وغيرها، لكنها لا تدوم لأكثر من 10 أيام. إتقان فاطمة لرسم ونقش الحنة السودانى دفعها لإعداد برنامج كامل، لحياء ليلة الحنة بالطقوس السودانية، ليكون الغناء فيها والرقص بالطريقة النوبية، ولأن بعض العرائس قد لا تتقن الرقص على هذا الفن تضطر أحياناً للاستعانة بفرق من البنات السودانيات والنوبيات للرقص عليها مع العروسة، لإدخال البهجة على قبلها وأهلها، وهو ما تشير إليه قائلة: «عندى فرقة يتراوح عددها بين أربعة لستة فتايات، يتقنون الرقص النوبى جيداً، ومثلهم من الأولاد، في حالة رغبة العريس لإقامة حفل حنة بفقرات مثل العروسة».

وفى المناطق الشعبية لا يزال البعض يصر على وضع الحنة في الصينية الألومنيوم يتخللها الشمع المضىء، وفى أغلب المناطق تتم إقامة حفل الحنة أمام منزل العروس، متضمنا «DJ»، للاحتفال، وإذا ما استعانت بعض تلك الأسر بفرق الحنانة فإن طريقة عملها قد يختلف بعض الشىء حسبما تقول «ألفت»، حنانة، حيث تضظر لاختيار أزياء لفقرات العروسة تكون أكثر احتشاما، لأنها سترقص وتحتفل بها في الشارع، على حد تعبيرها.

أهم ما يميز أطقم فرق العروسة هنا هو الإكسسوارات، من حلقان وخلاخيل، وغوايش تناسب نوع الملبس، مثل الإيشارب في الطقس الفلاحى، كما تستعين الحنانة بفلاشة عليها أغانٍ مناسبة في رقصة الفقرة، ومتاح للحنانة التدخل في تسريحة شعر العروس، لتتناسب طبيعة الزى الذي ترتديه في الفقرة.

تستعين ألفت ببعض الفتيات مهمتهن الأساسية مساعدتها في تجهيز العروس لكل فقرة، في وقت يكون بالنسبة لهن قياسيا، حيث تستغرق كل فقرة نحو ربع ساعة، كما أنهن يُجدْن الرقص على كل أغانى الفقرات، لإحياء الليلة مع العروس، خاصة إذا لم تكن تجيد الرقص على أي من تلك الفنون.

عرائس كثيرة تطلب ظهورهن بأزياء مختلفة كعروس البحر أو سندريلا أو ملابس لعرض الهواوى، وفيه ترتدى العروسة تاج من الورد، وفستان من قطعتان يكون الصدر فيه مزين بالورد، وحزام الجزء الثانى يتدلى منه ورد، وقد تزيد التكلفة، حين تطلب العروسة تلك التصميمات لصديقاتها أيضاً، مع مراعاة أن تظهر هي بينهم بلون مختلف. وهناك شو بمريلة المطبخ أو في شخصية الدادة، كل ذلك وغيره له فقرات من الأغانى الخاصة التي تناسب الرقص عليها- حسبما تذكر- برهان بشير، حنانة، قضت نحو 7 سنوات في تلك المهنة. وتابعت: «ليلة الحنة فرحة تتسم بالخصوصة للعروسة، لأنها تقتصر وسط الأهل والأصدقاء، وتفرح فيها بالعروس بشكل أكبر بعيداً عن رسميات الفرح، وقاعات الأفراح، لذلك فهى ليلة تحتاج قدرا من الإبداع من الحنانة، حتى تشعر العروسة بأنها حقا مختلفة عن الآخرين، وأكثر ما تبدع فيه الحنانة هو رسم الحنة، بأشكال ورسومات مختلفة، وتناسب طبيعة جسم العروسة». وتضيف: «بعد الرسم توالت فكرة إدخال العروض والفقرات، ليس فقط للعروسة أصحابها وإنما لأم العروسة، التي ترقص معها على أغانى مثل (أمورتى الحلوة) وتستيعين بمبخرة، وهناك بعض الأسر التي تسمح بوجود العريس ليلة الحنة، ليشارك العروسة الفرحة، وهنا يتم إعداد فقرات وأغانٍ خاصة بهم».

وعن أكثر الفقرات التي تحرص عليها العروس في ليلة الحنة قالت: «الفقرة النوبى والهندية، وهناك من تطلب الزى الفرعونى، والإسبانى، وفقرات أخرى قد يصل عددها لـ12 فقرة».

قد يستغرق شو العروس في الحنة الكامل 4 ساعات، وترحب برهان بعروض الحنة التي تأتى لها بعد حجز العروس أماكن واسعة، مثل قاعات الأفراح أو الحدائق.

وتحرص برهان على تحضير مفاجأة للعروسة، في الغالب يتم ترتيبها مع أحد أصدقائها، حيت تقوم بجمع صورها معهم، وعرضها على أغنية تجمعهم، وتزيد من فرحتهم مشاركتها ليلة حنتها.

وأوضحت أن «بعض الأسر وفى الغالب تكون من الطبقات الراقية تكتفى برسم الوشم، دون عروض أو فقرات، وتكون رسومات بسيطة في أماكن محددة، تقليدا للنموذج الغربى».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل