المحتوى الرئيسى

أغانى الأفراح | المصري اليوم

06/16 08:18

تظل أغانى الفرح الشعبى ذات مذاق خاص نابع من عمق أعراف وتقاليد ولغة الشعب المصرى ومفرداته البسيطة عن الفرحة بزواج الابنة أو الابن، وتصورها الأغانى الشعبية بكل تلك الحفاوة بالعروسين بين العائلتين لدرجة أنهم يحتفلون لمدة تصل لأسبوع قبل الزفاف، وتبدأ احتفالاته بالأغنيات الخاصة بالمناسبة والتى سطرها تراثنا الشعبى.

وهذه الأغانى التى توارثتها الأجيال، بعضها يشير إما إلى قيم ذكورية، أو تفاخر بنسب العروس، أو توجه نصائح ضمنية لها لتحافظ على الرجل والبيت، ومثل هذه الأغانى التى سادت فى الريف كل منها يتعلق بمرحلة من مراحل الزواج مثل نقل «جهاز العروس»، أو بعد فرش الشقة الجديدة، أو ليلة الحنة أو تنجيد الفرش.

ومن الأغانى الخاصة بمرحلة التنجيد أغنية «يا منجد على المرتبة»

وأغنية «افرحى يادى الأوضة»، والتى يقول مطلعها

«افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة

افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة

افرحى يادى القاعة.. جياكى عروسة الساعة»

ولأن ليلة الحنة كانت ومازالت من أهم الليالى فى حياة كل فتاة، خاصة أن بعض الفتيات يعتبرنها أهم من يوم الفرح ذاته لأن العروس تتواجد فيها مع صديقاتها قبل ليلة الدخلة، فهناك أغان تعبر عنها ومنها،

«مدى إيدك يا عروسة.. مدى إيدك للحنة

مدى إيدك يا عروسة.. مدى إيدك وتحنّى»

ومن أقدم الأغانى فى التراث المصرى عن يوم الحناء الأغنية الشهيرة: «الحنة يا حنة يا قطر الندى» فقد تغنى بها المصريون لأول مرة فى تاريخ الأعراس وقد تغنوا بها لابنة والى مصر خمارويه بن أحمد بن طولون والتى كانت تكنى باسم «قطر الندى» وكانوا يغنون هذه الأغنية فى ليلة الحنة قبل ذهابها إلى زوجها الخليفة العباسى المعتضد بالله.

وهذه الأغنية التى قدم لها الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز صياغة معاصرة منطلقا من مطلعها ولحنها بليغ حمدى وتغنت بها الفنانة شادية

وتقول: «الحنة يا حنة يا حنة يا قطر الندى

يا شباك حبيبى يا عينى جلاب الهوى».

أما ليلة الدخلة فتتنوع الأغانى التى تغنيها السيدات فيها وقد تضم أغانىَ خاصة بالحنة والتنجيد،ومنها (بس الوله ييجى) التى تعبر عن التطلع للزواج والوله يعنى العريس وتقول:

«بس الوله ييجى.. بس الوله ييجى

ييجى ع المحطة.. وأنا أدبحله البطة..

ييجى عند دارنا.. وأنا أدبحله حمامنا..

ييجى ع التسريحة.. وأنا احطله ريحة».

فيما يشير أهل العريس لفرحهم بالحصول على العروس الغالية بأغانٍ منها

طلبناها من الصيف الماضى.. وأبوها ماكانش راضى

وعشانها بعنا أراضى.. الحلوة اللى كسبناها

خدناها بالملايين.. وهما ماكنوش راضيين

علشانها بعنا الفدادين.. الحلوة اللى كسبناها.

وفى منزل العريس مع حفل وداع العزوبية تتردد أغان منها: (حلال عليك ست الحلوين.. عرفت يا عريسنا تنقى.. رشوا الملح يا ناس م العين.. الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبايات فى صوانى بتدور)، وفى الأغانى الريفية نجد البيئة والمفاهيم تظهر فيها: (من سبل الغلة.. ما تجيب لنا يا حمام.. دا أنا عندى عروسة صغيرة.. تستاهل الزفة.. يجعل قدمها لبن..ع السلفة والعمة.. وتبكرى بالولد) وهنا يتكشف أهمية أن تكون العروس صغيرة السن لتنجب كثيرا من الأولاد، وقدم خير على الأسرة مع حصاد سنابل القمح، وأن الشاغل هو إنجاب الولد أولا، وهى مفاهيم مازالت مسيطرة فى الريف والصعيد.

ويوجه أهل العروس التحية لوالدها الذى أحسن تربية العروس فى أغنية يقول مطلعها:

رشوا الشارع ميه.. عروسة الغالى جايه

رشوا الشارع كاكولا.. عروسة الغالى منقولة

وفى كتاب «أغانى النساء فى صعيد مصر الأعراس- البكائيات- التحنين»، تأليف محمد شحاتة على والصادر عن الهيئة للعامة للكتاب، نعرف عددا من الأغانى الشعبية التى تغنيها النساء فى الأفراح، والتى تجسد معانيها العادات المرتبطة بالزواج والخطبة والصباحية وغيرها من مناسبات الزواج، وما تنطوى عليه من نصح للعروسين حول كيفية التعامل مع بعضهما البعض بعد الزواج.

ويقدم الكتاب رصدا للطقوس الخاصة بالزواج بدءا من الخطبة وحتى «سبوع» الزواج، ونشر نصوصا لأغانٍ منها مثل أغانى الخطوبة وأغانى الحنة وأغانى ليلة الدخلة وأغانى السبوع، منها ما يعكس سعى أم العريس الدءوب لدعوة أحبابها لحضور عرس ابنها:

أم العريس ولا حد لاقيها

أم العريس ولا حد واجدها

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل