المحتوى الرئيسى

أزمة في ألمانيا ـ الحزب البافاري يتحدى ميركل بسبب اللجوء

06/15 00:26

في حدث غير مسبوق علق البرلمان الألماني "البوندستاغ"، جلسته الخميس (14 حزيران/ يونيو 2018) لإفساح المجال أمام عقد اجتماعات أزمة لنواب حزبي التحالف المسيحي، كل حزب على حدة: الديموقراطي المسيحي بزعامة ميركل، والاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري بزعامة وزير الداخلية سيهوفر. والأزمة المقصودة هنا هي الخلاف بين ميركل ووزير داخليتها حول ملف الهجرة واللجوء.

ويريد زيهوفر، وخلفه الحزب البافاري، إرغام ميركل، التي تعرضت لانتقادات كثيرة منذ قرارها في عام 2015 بفتح الأبواب، على تشديد سياستها الخاصة باللجوء، في سياق أوروبي متوتر للغاية حول هذا الموضوع. ويعود السبب إلى القرار الذي اتخذته المستشارة بوقف مشروع لمراجعة سياسة اللجوء عرضه وزير الداخلية وأطلق عليه "الخطة الرئيسية" المكونة من 63 نقطة.

ويريد الوزير إعادة طالبي اللجوء، الذين يصلون إلى ألمانيا، وقد سبق أن تسجلوا في بلد آخر في الاتحاد الأوروبي. وهو ما ترفضه المستشارة بشدة. ميركل قالت مؤتمر صحافي الخميس: "على المستوى الشخصي، أعتقد أن الهجرة غير القانونية هي إحدى أكبر التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي. ولهذا السبب أعتقد أنه لا ينبغي لنا التصرف بشك أحادي (وطني) من دون التشاور، أو التصرف على حساب دولة أخرى".

في حدث نادر علق البرلمان الألماني إحدى جلساته بسبب الخلاف بين ميركل والحزب البافاري.

ميركل تكسب تأييد قيادة ونواب حزبها

وطلبت ميركل من معسكرها المحافظ إعطاءها بعض الوقت للتفاوض مع القادة الأوروبيين من أجل التوصل إلى حلول خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة نهاية حزيران/ يونيو الجاري. ولكن حلفاءها البافاريين يرفضون ذلك بشدة ويصرون على ضرورة تبني "الخطة الرئيسية" لزيهوفر بحلول يوم الاثنين المقبل.

وفي المواجهة الأولى بين الحزبين الشقيقين اليوم تمكنت ميركل من كسب قيادة حزبها (الديمقراطي المسيحي) ونواب كتلتها إلى جانبها. وذكرت مصادر حزبية أنه، وفي جلسة استغرقت حوالي أربع ساعات لنواب حزب ميركل، أعرب معظم المتحدثين عن تبنيهم لموقف المستشارة في ملف الهجرة واللجوء.

يرى بعض المراقبين أن زيهوفر مضى بعيدا في تحدي سلطة ميركل.

المسيحي البافاري يهدد ميركل بالعصيان

ألكسندر دوبرنت زعيم كتلة الحزب البافاري في البرلمان الألماني رأى أنه من المستحيل أن تحصل ميركل على مثل هذا الاتفاق "في غضون أيام"، في إشارة إلى موعد القمة الأوروبية، وهددها بالعصيان.

أما وزير الداخلية زيهوفر فقال إنه يمكن أن يتخذ قرارات دون موافقتها ويفرض الضوابط بموجب مراسيم، مضيفاً: "هذا يقع تحت المسؤولية المباشرة للوزير" مؤكدا أن قيادة حزبه ستدرس المسألة الاثنين في ميونيخ، في تحذير يحمل صفات الإنذار.

وتأتي هذه المواجهة وسط ظروف تسبق انتخابات برلمان ولاية بافاريا، إذ يشعر الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحاكم هناك بالقلق إزاء اختراق من اليمين الشعبوي، الذي حقق نتيجة تاريخية في الانتخابات التشريعية العامة في أيلول/ سبتمبر الماضي من خلال اللعب على المخاوف المتعلقة بالهجرة واللجوء.

والسؤال الذي بات يطرحه المراقبون هو إلى أي حد يمكن للبافاريين أن يمضوا في تحديهم لسلطة ميركل وعصيان أوامرها؟ أم أن هناك مجالا لأن يصعد الدخان الأبيض من بافاريا يوم الاثنين عبر حلول وسط تحفظ ماء الوجه للطرفين ويعود زيهوفر وقادة حزبه مجددا إلى كنف ميركل؟

أ.ح/ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.

كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل