المحتوى الرئيسى

مونديال 2026.. "دام الود ما دام العتاب" لسان حال المغردين العرب

06/15 00:26

جدل كبير ساد مواقع التواصل الاجتماعي بين المستخدمين العرب بعد إعلان نتائج التصويت والتي أظهرت انقساماً عربياً حاداً. ففي الوقت الذي دعمت فيه القارة السمراء بما يشبه الإجماع الملف المغربي، اختار كل من السعودية والكويت والعراق والأردن ولبنان والإمارات والبحرين التصويت لصالح الملف الأمريكي على حساب الملف المغربي.

خسر المغرب في المنافسة أمام الملف الثلاثي على استضافة مونديال 2026، لكن النتيجة أظهرت انقساماً في أصوات الدول العربية بين من صوت لصالح المغرب ومن خذله. (13.06.2018)

فاز الملف المشترك لأمريكا والمكسيك وكندا بحق استضافة بطولة كأس العالم 2026 لكرة القدم، بعد أن تفوق على ملف المغرب، في التصويت الذي جرى اليوم خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة في العاصمة الروسية موسكو. (13.06.2018)

وقد ألقت التوترات السياسية بين عدد من الدول العربية بظلالها على نتائج التصويت، حيث بدا الدعم السعودي واضحاَ حتى من قبل بدء جلسة التصويت. مصدر خاص رافق الوفد المغربي إلى روسيا -رفض ذكر اسمه- أكد لــ DW عربية أشار إلى أن الوفد السعودي أقام حفلاً كبيراً دعا اليه عدد من الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية لحشد الدعم للملف الأمريكي المشترك. هذه الموافق المتباينة والتي جاءت على خفية أزمات سياسية حادة وخلافات بشأن عدد غير قليل من القضايا انتقلت الى ساحات مواقع التواصل الاجتماعي

مظاهرة حب بين المصريين والمغاربة

كانت مصر من الدول التي ساندت الملف المغربي، لكن يبدو أن الأمر جاء مفاجئاً لبعض المغردين الذين اعتقدوا أن مصر ستساند الملف الأمريكي لاعتبارات العلاقات السياسية العميقة. وخلال ساعات من إعلان نتائج التصويت انطلقت تظاهرة حب بين المغردين من البلدين العربيين:

فيما أشاد مصريون بموقف بلادهم الداعم للملف المغربي:

وأكد عدد كبير من مشجي المنتخبين المصري والمغربي في روسيا دعمهما للمنتخب الروسي في مباراته أمام المنتخب السعودي، معبرين عن غضبهم من تصويت السعودية للملف الأمريكي.

ويبدو أن موقف المغرب "المحايد" من الأزمة الخليجية والذي لم يعجب الإمارات والسعودية، بجانب التطور غير العادي في العلاقات الأمريكية-السعودية منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأمير محمد بن سلمان مقاليد الحكم في بلديهما، كلها أمور أدت إلى الدعم السعودي القوي للملف الأمريكي. .

اتسمت كثير من تغريدات المدونين السعوديين بالغضب من ردود فعل مدونين عرب، حيث رأى المغردون السعوديون أن بلادهم قدمت الدعم بكافة أشكاله لكثير من الدول العربية ولم تحصل في المقابل إلا على الاتهامات بالخيانة بحسب ما قالوا:

 الكويت الرسمية تدعم .. والكويت الشعبية تعترض

كانت الكويت من الدول العربية التي دعمت الملف الأمريكي، وعزا الكثيرون الموقف الكويتي والخليجي بصفة عامة إلى العلاقات السياسية القوية التي تربط هذه الدول بالولايات المتحدة، فيما أشار آخرون إلى خشية بعض الدول من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدول التي تحصل على مساعدات أمريكية بوقف الدعم إن هي ساندت ملف المغرب.

لكن على المستوى الشعبي، أثار الموقف الكويتي الرسمي غضباً شديداً، حتى أن النائب وليد الطبطبائي اعتبر ان الاتحاد الكويتي لم يعد يمثل الكويتيين معربا عن اعتزامه مناقشة الأمر في البرلمان الكويتي.

وذهب مغردون كويتييون حتى لاطلاق وسم اعتذروا من خلاله للمغرب

كانت إحدى مفاجآت التصويت مساندة الجزائر للمف المغربي، وذلك على الرغم من التوترات السياسية طويلة الأمد بين البلدين وهو ما أثار إعجاب المغردين المغاربة فراحوا يكيلون المديح للجزائر حكومة وشعباَ

عمار على حسن: "دام الود ما دام العتاب"

وحول الكلمات الحادة المتبادلة بين المغردين العرب على إثر ظهور نتائج التصويت يقول الدكتور عمار على حسن الروائي والخبير في علم الاجتماع السياسي في مقابلة مع DW عربية إنه إذا كان هناك جانب سلبي في التعليقات الحادة التي تمتلئ بالغضب واللوم بين المدونين العرب إلا أن هناك جانب إيجابي في الأمر وهو أن أولئك المغردون يشعرون في قرارة أنفسهم بأن هناك ما يستحق اللوم

، وطالما يلوم الإنسان شخصاً آخر فهذا معناه أن الود قائم، ويقولون "دام الود ما دام العتاب"، فهذا النوع من اللوم أو العتاب هو دليل على أن "العشم" كان قوياً وما كنا لنرى ذلك الغضب إذا صوتت دول أوروبية أو آسيوية غير عربية ضد الملف المغربي، ما يعني أنه في قرارة النفس لازال الناس يؤمنون بفكرة الرابطة المشتركة في العالم العربي بغض النظر عن موقف الحكومات.

ويضيف الدكتور عمار على حسن في مقابلته مع DW عربية أن الخلافات العربية عموماً ليست تقليداً جديداً في حياة العرب وأن الأمر مستمر منذ تصدع فكرة القومية العربية التي كانت قائمة في الستينات وبداية الانشقاق والخلاف مع الحرب العربية الباردة بين مصر والسعودية أيام عبد الناصر وانقسم بسببها العرب بين معسكر ثورى ومعسكر رجعي بتعبير عبد الناصر، وهذا الانقسام تعمق بعد إبرام مصر لمعاهدة كامب ديفيد وانعكس فيما بعد على مواقف العرب في المحافل الدولية كما حدث في التصويت لاختيار رئيس لليونيسكو.

يضيف الخبير في علم الاجتماع السياسي أنه ومع انحسار فكرة القومية العربية بدأت الدول العربية في البحث عن مصالحها القطرية الضيقة الخاصة بغض النظر عن المصلحة العربية العامة ولم تعد تلتزم بما تمليه فكرة القومية والوحدة العربية وساهم في ذلك تغييب صوت الشعوب العربية و"الحقيقة أنا لا أرى التصويت الذي حدث مؤخراً إلا تصويت سياسي".

فاز الملف المشترك لأمريكا والمكسيك وكندا اليوم الأربعاء (13 حزيران/يونيو 2018) بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026. جاء ذلك بعد تفوق هذا الملف على ملف المغرب في التصويت خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وحصل الملف المشترك الذي يحمل شعار "متحدون 2026" على 134 صوتا مقابل 65 صوتا فقط حصل عليها ملف المغرب.

صوتت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اختيار الولايات المتحدة والمكسيك وكندا لتنظيم مونديال 2026، وذلك على حساب المغرب التي فشلت بعد ضغوطات الرئيس ترامب، بالإضافة إلى "ضعفه" في المنافسة لاستضافة مونديال يضم 48 منتخبا.

سيشارك في المونديال 48 منتخبا بدلا عن 32. وتحتاج البطولة إلى إمكانيات تنظيمية هائلة وتكاليف كبيرة. وهو ما شكل ربما عامل الحسم للملف المشترك للكثير من الدول المترددة في التصويت، وخاصة أن الولايات المتحدة وشريكاتها كانت قد عرضت 14 مليار دولار لتنظيم المونديال، 11 مليار منها ستصب لصالح الاتحاد الدولي لكرة القدم، بينما لم تقدم المغرب سوى أقل من نصف ذلك المبلغ.

نجحت الضغوطات التي مارسها الرئيس ترامب في الأسابيع الأخيرة بالتصويت لصالح الملف المشترك. وهدد الرئيس ترامب في شهر نيسان/أبريل الماضي الدول التي لا تساند ملف استضافة بلاده، وكتب ترامب على حسابه في تويتر: "سيكون من المخجل أن تعارض الدول التي نساندها دائما عرض الولايات المتحدة. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا (بما في ذلك في الأمم المتحدة)؟".

اتحادات أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى صوتت بأجمعها تقريبا للملف المشترك، وذلك كون الملف يشمل عدة دول في المنطقة. وصوتت اتحادات دول أمريكا الوسطى دعما للولايات المتحدة، فيما صوتت اتحادات دول أمريكيا الجنوبية، ومن أبرزها الأرجنتين دعما للمكسيك. لكن وعلى عكس ذلك صوتت البرازيل لصالح المغرب.

هذا وشهدت القارة الأوروبية انقساما واضحا فيما يتعلق بالتصويت على استضافة كأس العالم 2016. وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أنه لم يعط "توجيهات" لممثلي القارة. وأضاف: "مندوبو الويفا (الاتحاد الأوروبي) أذكياء بما يكفي لاختيار ما هو أفضل لكرة القدم".

أعلنت فرنسا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا تأييدها لاستضافة المغرب ولأول مرة في تاريخها نهائيات كاس العالم، فيما ذكر الاتحاد الألماني لكرة القدم في بيان أنه سيصوت لصالح الملف الثلاثي الأمريكي-المكسيكي-الكندي. وقال رئيس الاتحاد رينهارد غريندل: "بسبب النسخة الجديدة من البطولة الدولية حيث سيشارك 48 منتخباً، فإن من الصعب على دول أصغر مساحة وتفتقر إلى إمكانات رياضية شاملة أن تنجح في تنظيم البطولة".

لم يخف رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد دعمه للملف المغربي. رغم ذلك أثار الترشيح انقساما بين الدول الأفريقية لاسيما الناطقة منها بالإنكليزية، مثل ليبيريا وجنوب أفريقيا، إذا أعلنت كل من هاتين الدولتين دعم الملف الثلاثي. وقد صوتت الجزائر وتونس ومصر لصالح المغرب.

الاتحاد الأسيوي والذي يملك 47 اتحادا صوت بغالبية أعضائه لصالح الملف المشترك. ولم يدلِ رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بتصريحات لدعم أحد المرشحين.

أعلن الاتحاد السعودي أنه يدعم الملف المشترك، وصوتت الأردن والكويت والبحرين والعراق ولبنان والإمارات أيضا لصالح الملف المشترك، على عكس قطر وعُمان واليمن وفلسطين وسوريا وتركيا التي صوتت للمغرب. فيما صوتت إيران ضد الملفين.

حاول المغرب إبراز موقعه الجغرافي الوسطي لاسيما قربه من القارة الأوروبية، والتوقيت الزمني الملائم لإقامة مباريات كأس العالم، إضافة إلى عوامل سياحية عدة كانت من ضمن الحجج التي قدمها لحشد التأييد لملفه. في الصورة رئيس لجنة الترشيح المغربية مولاي حفيظ العلمي.

في المقابل يعول الملف الثلاثي على 23 مدينة ضمن لائحة أولية (بما في ذلك 4 مدن كندية و 3 مكسيكية)، على أن تتضمن اللائحة النهائية 16 مدينة بملاعب تصل الطاقة الاستيعابية لكل منها إلى 68 الف متفرج. في الصور ملعب روبرت أف كينيدي الذي أقيمت عليه عدة مباريات في مونديال الولايات المتحدة 1994.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل