المحتوى الرئيسى

بلجيكا وإنجلترا فى المضمون.. وتونس تحاول

06/14 07:20

صراع شرس فى المجموعة السابعة بين منتخبات إنجلترا وبلجيكا وتونس، فيما يبقى بنما الفريق الرابع ضيفا غير محظوظ بالمرة، فعندما يذهب لأول مرة فى تاريخه للمشاركة بالمونديال يصطدم بخصوم ناريين بهذا الشكل، ما قد يجعله مرشحًا للوداع المبكر. فى هذا التحليل، نتوقع من الأقدر على تصدر هذه المجموعة؟، وهل يمتلك الفريق العربى التونسى حظوظًا للعبور فى ظل وجود منتخبين بحجم إنجلترا وبلجيكا، وما نقاط القوة وجوانب القصور عند كل فريق؟.

بلجيكا.. نصف ملعب نارى.. وكاراسكو ثغرة فى اليسار

قبل انطلاق منافسات هذه المجموعة السابعة، فإن الفريق البلجيكى هو المرشح الأول للعبور للدور الثانى، لما يمتلكه من قوام قوى ومجموعة لاعبين تزداد نجوميتهم عن نظرائهم فى الفريق الإنجليزى.

لكن ثمة لعنة تطارد الفريق، وهى رهان «الحصان الأسود» الذى ينتظر منه الجميع فى كل بطولة الوصول إلى الأدوار البعيدة، وهو ما يمثل ضغوطات كبيرة على اللاعبين والفريق.

الفريق البلجيكى يلعب بنفس استراتيجية الفريق الإنجليزى التى تعتمد على الكثافة العددية فى وسط الملعب، لكن الشكل الرقمى يتغير قليلًا من «٣٥٢» إلى «٣٤٣».

فى الخط الخلفى يراهن المنتخب البلجيكى على وجود ثلاثة مدافعين الدرفيريلد، فيرتونجن، سيمان، وفى اليسار يلعب بكاراسكو واليمين مونييه، وهنا تبرز أولى أزمات الفريق فى وجود كاراسكو فى هذا المركز الغريب عليه.

كاراسكو بالأساس لاعب جناح هجومى يحب ممارسة الأدوار الهجومية والتحرر من العودة الدائمة بالقرب من منطقة جزاء فريقه، وفى هذه الطريقة تكون أدواره الدفاعية كبيرة جدًا، رغم أنه لا يرتاح سوى فى وجود ظهير يلعب خلفه يُريحه دفاعيًا، ويُعينه فى التوغل بمساعدته فى خلق حلول بالثلث الأخير من الملعب.

فى هذه الطريقة يقيد الإسبانى روبيرتو مارتينز، المدير الفنى للفريق، نجمًا بحجم كاراسكو، ويخلق أزمات خلفه، لكن خلاف ذلك، فالفريق يمتلك منتصف ملعب ناريا فى وجود أكسيل فيتسل فى محور الارتكاز وأمامه دى بروين وإدين هازارد، وميرتينز، خلف المهاجم الوحيد لوكاكو.

تتمثل قوة الفريق البلجيكى فى كم المهارات الكبيرة فى عمق الملعب، فى وجود ثلاثى ربما يكون أفضل تركيبة لصناع لعب فى المونديال مكونة من دى بروين، هازارد، وميرتينز. أولى مواجهات الفريق البلجيكى ستكون فى غاية السهولة أمام بنما، والفوز مؤكد بنسبة تصل إلى ١٠٠٪، فى حين ستبدأ الصعوبات أمام تونس فى الجولة الثانية لكن الفوارق تنحاز للفريق البلجيكى القادر على خلق مصاعب كبيرة لتونس وتخطى الفريق العربى أيضًا.

إنجلترا.. انضباط تكتيكى.. وهارى كين الأمل فى الأمام

هل تمتلك إنجلترا فريقًا قويًا فى هذا المونديال؟.. نعم، لكن هل يستطيع الوصول إلى الأدوار النهائية؟

وفق الأسماء الموجودة بالقائمة، هو فريق مرعب، وتشكيلته تضم كوكبة من النجوم التى تلعب لأقوى أندية العالم، وتقع فى مقدمة الأعلى تسويقا دائما، لكن التاريخ يقول إن إنجلترا هو منتخب الأسماء فقط، منتخب يلمع بنجومه على الورق، لكنه يتساقط داخل المستطيل الأخضر. هل هناك تغيير بين هذه النسخة الإنجليزية وغيرها من النسخ التى شهدت سقوطًا مخزيًا؟

نعم، فى هذه المرة وتحت قيادة جاريث ساوثجيت، يبدو الفريق الإنجليزى أكثر انضباطًا تكتيكًيا عما كان عليه فى الماضى، ويعتمد مدربه فى الأساس على إغلاق المساحات وتأمين الدفاعات قبل البحث عن الهجوم والدفع بالأسماء ذات الطابع الهجومى على حساب الخطوط الخلفية.

يعتمد الفريق الإنجليزى على أكثر من طريقة لعب أبرزها «٣٥٢» فى وجود ثلاثى دفاعى قلبه جون ستونز وعلى يمينيه والكر، ويساره ماجوير، وفى منتصف الملعب من الناحية اليسرى دانى روز، وفى اليمنى تيربيير وبينهما هندرسون محور ارتكاز خلف صانعى ألعاب لينجارد وديلى آلى، وفى الهجوم يلعب هارى كين ورحيم ستيرلينج.

فى هذه الطريقة يضمن الفريق الإنجليزى مميزات متعددة، أولاها الكثافة العددية الكبيرة فى منتصف الملعب فى وجود خماسى قوى، فضلًا عن قدرات هذا الخماسى فى الاحتفاظ بالكرة والوقوف عليها ومنح الفريق الاستحواذ والسيطرة. وتمنح هذه الكثافة العددية الفريق القدرة على ممارسة الضغط بقوة وخطف الكرة فى مناطق متقدمة، بما فيها المنتخبات الكبيرة، كما يستطيع الفريق الهجوم عبر الأطراف من خلال روز فى الناحية اليسرى، وبعودة سترلينج للتمركز فى الناحية اليمنى.

وفى نفس التوقيت، يظل الفريق قويًا فى عمق الملعب فى وجود لينجارد وديلى آلى، اللذين يمتلكان قدرات رائعة فى اختراق مناطق الخصم والتكملة كمهاجم آخر، وهى ميزة كبيرة جدًا أن يكون لديك فى منتصف ملعب هذا الكم من اللاعبين الفاعلين والقادرين على تأدية الأدوار الهجومية، فضلًا عن الانضباط الخططى الذى يتمتعون به.

ويمتلك الفريق الإنجليزى مرونة كبيرة فى التحول إلى طرق لعب أخرى بسبب الوفرة الكبيرة فى اللاعبين، وتوافر دكة بدلاء شرسة فى وجود فاردى وراشفور وأرنولد.

تونس.. لا يترك مساحات.. ومواجهة الإنجليز تحدد المصير

يقع الفريق التونسى غير المحظوظ فى التصنيف الثالث بالمجموعة السابعة، ورغم قلة فرصه ومحدوديتها مقارنة بـ«بلجيكا وإنجلترا»، يدخل «نسور قرطاج» هذه النسخة بفريق منظم قادر على تقديم شكل جيد وإحراج الخصوم على أقل تقدير. يتبع نبيل ملعول، المدير الفنى للفريق، طريقتى لعب «٤٣٣» و«٤٢٣١» ولديه قوة كبيرة فى منتصف ملعبه المكون من إلياس السخيرى، وهبى الخزرى، وفرجانى ساسى، بالإضافة إلى الجناحين السريعين والمهاريين أنيس البدرى فى اليمين، وفخر الدين بن يوسف فى اليسار. وبعودة الجناحين إلى منتصف الملعب فى حال افتقاد الكرة، تتحول الطريقة إلى «٤٥١» وهو شكل يخلق أزمات كبيرة لأى خصم مهما كانت قوته ويصعب مهمة الحصول على مساحات وخلق فرص تهديف.

كما يتمتع الفريق التونسى بأطراف قوية فى وجود على ملعول فى الجهة اليسرى، وديلان براون فى الجهة اليمنى، ويمتلك الثنائى سرعات كبيرة على الأطراف، كما أنهما يستطيعان تكوين جبهات قوية مع الجناحين بن يوسف والبدرى، وتُعد أطراف تونس من نقاط القوة الكبيرة، التى ستخلق صعوبات أمام إنجلترا وحتى بلجيكا. بينما ترتكز نقاط ضعف الفريق، بدءًا من حارس المرمى أيمن المثلوثى، صاحب فضيحة الستة التاريخية مع النجم الساحلى أمام الأهلى الموسم الماضى، والذى يعد ثغرة كبيرة، بالإضافة إلى بطء قلبى الدفاع ياسين مرياح وصيام بن يوسف. الافتتاح الصعب أمام إنجلترا سيحدد إلى مدى كبير فرص استمرارية تونس فى المونديال من عدمها، فالهزيمة المبكرة ستعنى بشكل كبير توديع المونديال لصعوبة الفوز على بلجيكا فى ثانى المباريات.

بنما.. ظهور مونديالى للمرة الأولى.. وأحلام متواضعة بتسجيل هدف أو حصد نقطة واحدة

كافحوا كثيرًا من أجل أن تُصبح بنما دولة مستقلة عن إسبانيا، وعانوا أكثر بمقاومة الاحتلال الكولومبى، وكان وصولهم إلى كأس العالم فى التصفيات الأخيرة بمثابة الحلم الذى لم يخطر ببالهم من الأساس.

فى المونديال، يشارك الفريق البنمى بلا أى آمال أو طموحات، ويعرف جيدًا الجميع هناك معنى مقولة «رحم الله امرءا عرف قدر نفسه»، فهو فريق أقصى طموح له أن يسجل هدفًا فى المونديال ليصنع تمثالًا لمسجله ويعيشوا على ذكراه طويلًا، أو حصد نقطة وحيدة تبقى فى رصيدهم الصفرى.

بنما فريق يضم لاعبين مجهولين يشاهدهم العالم للمرة الأولى لكنهم يتمتعون بخبرات طويلة ناتجة عن مشاركات عمرها طويل فى الملاعب أمثال جابرييل توريس الذى يلعب لفريق هاتشيباتو بالدورى التشيلى، صاحب الـ١٤ هدفًا، سجلها خلال ٧١ مبارة شارك فيها مع المنتخب، وبيلاس بيريز، الذى يلعب فى أحد أندية الدورى الهندوراسى، وجابريل جوميز الذى يلعب فى الدورى الكولومبى وفى رصيده ١٤٢ مباراة دولية.

الفريق يعتمد على طريقة لعب «٤٤٢» فى شكلها التقليدى، لكنه ضعيف بدنيًا وفنيًا، وسيواجه صعوبات كبيرة، وربما يستقبل عددًا كبيرًا من الأهداف.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل