المحتوى الرئيسى

الشحاذون في رمضان.. رواد دائمون للمساجد طيلة الشهر والمصلون يتناقصون

06/13 22:19

همهمات الأطفال تطغى على المكان، وإمام المسجد منهمك في شرح دروسه الدينية، والشباب وكبار السن ينصتون إليه، وبعض المصلين يتوجهون إلى الصلاة في الطابق بسبب الأعداد الكبيرة داخل بيت الله، مشهد يتكرر كل عام مع دخول شهر رمضان الكريم، لكن كل ذلك الزحام سيختفى بعد أيام، كما هي العادة، ويظل الزائرون الوحيدون الذين لا ينقطعون عن بابه طيلة الشهر، هم "الشحاذون".

يصلى مروان محمد يوميا فى مسجد الدالي، الذى يقع على بعد خطوات من منزله، وفي العادة فإن الصف الثالث خلف الإمام لا يكتمل في الصلوات العادية، عدا صلاة الجمعة فقط، التي يمتلأ فيها المسجد عن آخره.

كان الزحام سيد الموقف، مع أول أيام رمضان: "بس ده مؤقت، أول يوم الناس بتبقى ملمومة فيه، سواء على التروايح بتاعت الليلة الأولى، أو فجر أول يوم عشان السحور".

يحكى ذو الـ28 عاما وهو يجلس داخل المسجد مستندا على عمود رخامي، كان من حظه أن وجد المكان أمامه فارغا: "بتبتدى الدنيا تِخفّ شوية شوية، لحد ما ترجع الأعداد زي ما كانت، والأعداد دي بتخف، بس اللي مابيمشيش خالص طول الشهر، الناس اللي بتيجي تِشْحَت على باب الجامع".

سيدة تضع طفلة على قدمها، وتمد يدها للداخلين أو الخارجين من المسجد، دون أن توجه لهم كلمة واحدة، لكن الشهر الذي يُخرج فيه الكثير من جيوبهم للصدقات، يعد بالنسبة لها مصدر رزق لا يتكرر على مدار العام، وبالتالي فوجودها بشكل يومي أمر طبيعي لا يقل، حتى مرور أيام رمضان: "ده رزقي ورزق عيالي، ربنا بيكرم في الشهر ده أكتر من أي شهر تاني، وعشان كده ماينفعش مانزلش".

تحكى "أم سيد" عن كلمات البعض التي تؤذيها، ونهرهم لها، ومنعهم إياها من الجلوس أمام المسجد، لكنها تتحايل على تصرفاتهم، إما بالابتعاد قليلا أو الصمت التام: "مابكلمش حد، لا أقول عايزة جنيه ولا غيره، اللي بيديني حاجة يشكر واللي مايدينيش برضه يُشكر".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل