المحتوى الرئيسى

مونديال 2026.. كثير من السياسة وقليل من الرياضة

06/13 18:59

خسر المغرب فرصة استضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم لعام 2026 وفاز بشرف تنظيم البطولة ملف مشترك قدمته أمريكا وكندا والمكسيك. هذه هي خسارة المغرب الخامسة، حيث فشل أربع مرات في تحقيق حلم استضافة العرس العالمي (1994 و1998 و2006 و2010).

البنية التحتية.. مشكلة الملف المغربي

ووفق تصريحات عدد غير قليل من الدول، فإن الملف المغربي عانى من مشكلة أساسية وهي عدم اكتمال جانب كبير من البنية التحتية اللازمة لاستضافة البطولة، خصوصاً بعد تعديلات أدخلتها الفيفا مؤخراً، ومنها زيادة عدد الدول المشاركة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً ما يستدعي توافر بنية تحتية قوية للغاية من ملاعب وطرق وفنادق وغيرها.

وفي مطلع حزيران/يونيو، صادقت لجنة التقييم التابعة للفيفا على ملفي الترشيح، مانحة أفضلية للملف المشترك الذي نال علامة 4,0 من أصل 5، في مقابل 2,7 للملف المغربي.

ولعل ألمانيا كانت من أكثر الدول وضوحاً في موقفها من ملف المغرب حين قال رينهارد غريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم في تصريحات صحفية إنه "من الصعب على دول أصغر مساحة وتفتقر إلى إمكانات رياضية شاملة أن تنجح في تنظيم البطولة"، ولذلك قررت برلين التصويت لصالح الملف الأمريكي المشترك.

وفي مقابلة له معDW عربية قال منصف اليازغي، الباحث في مجال السياسات الرياضية إن "المغرب لم يدعِ أبداً أن لديه البنية التحتية الكاملة والجاهزة الآن لاستضافة البطولة، وإنما قال إن لديه بنية تكونت منذ ملف عام 2010 وأن مدة الـ 8 سنوات الفاصلة عن البطولة كافية للوفاء بالالتزامات، وهو ما جعل لجنة تقييم الملفات تقبل الملف المغربي وتوافق على خوضه المنافسات التالية."

انتقد مغردون السعودية بعد تصويتها لصالح ملف "يونيتد 2026" الذي يضم أمريكا والمكسيك وكندا، بينما رأى أخرون أن السعودية غلبت مصالحها، مستغربين تركيز النقد على لسعودي في وقت صوتت فيه أربع دول عربية أخرى ضد الملف المغربي. (13.06.2018)

من بين المنتخبات العربية المشاركة في مونديال روسيا منتخب "اللاعب الواحد" ومنتخب "خط الدفاع القوي" ومنتخب "المستوى المتوسط" ومنتخب يعتبر "الأضعف" في البطولة، فما هي حظوظها للعبور إلى الدور الثاني في مونديال روسيا؟ (12.06.2018)

الاتحاد الدولي للعبة أكد أن مكاسبه من فوز الملف الأمريكي المشترك بتنظيم البطولة قد تصل إلى نحو 11 مليار دولار فيما لم تكن أرباحه لتتعدى نصف هذا الرقم لو فاز الملف المغربي. لكن منصف اليازغي يقول إن هذا التقدير الاقتصادي للأرباح تحدث عن عام 2026 أي بعد 8 سنوات من الآن "وفي خلال هذه السنوات بالتأكيد ستطرأ تغييرات على الاقتصادات العالمية بما فيها أمريكا ما يعني أن التقدير يفتقد للواقعية".

ولم يكتف اليازغي بذلك بل اعتبر أن تقديرات الفيفا ربطت العائدات بالدخل القادم من الملاعب التي تقام عليها مباريات البيسبول في الولايات المتحدة وليس كرة القدم قائلا: "وهذا تقدير مختلف تماماً فمن قال إن جمهور البيسبول هو نفسه جمهور كرة القدم". وأضاف أن الأكثر من ذلك ورود تقارير مصورة من الولايات المتحدة أكدت أن الأمريكيين أنفسهم لا يعلمون أن بلادهم قدمت ملفاً لاستضافة كأس العالم في حين أن لدى المغرب شغفا واهتماما هائلين على المستويين الرسمي والشعبي.

وبدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن ليترك ملف بلاده المشترك لتنظيم البطولة يمر دون أن يضع بصمته، حيث لوح بمعاقبة الدول التي لن تصوت للملف:

"قدمت أمريكا عرضاً قوياً بالاشتراك مع كندا والمكسيك لاستضافة مونديال 2026. سيكون من العار أن تقوم الدول التي لطالما دعمتها الولايات المتحدة بحشد الدعم ضد العرض الأمريكي. لماذا علينا مساندة هذه الدول فيما هم لا يساندوننا (بما في ذلك الأمم المتحدة)؟". 

DW  عربية تواصلت مع أحد مرافقي الوفد المغربي المسؤول عن ملف 2026 في روسيا – رفض ذكر اسمه –  والذي أكد أن المغرب علم من خلال سفاراته في إفريقيا أن السفارات الأمريكية مارست ضغوطاً هائلة على عدد من الدول الإفريقية "وهو ما حدث مع ليبيريا التي تحصل على أكثر من ثلثي ميزانيتها من الولايات المتحدة ما دفعها للتصريح بأنها ستصوت للملف الأمريكي المشترك"، مضيفاً أن بلاده "استغربت كثيراً من تغريدة الرئيس الأمريكي التي حوت تهديدا".

وينبغي الإشارة إلى أن DW لم تتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر محايدة.

دول عربية لم تصوت لصالح المغرب  

ومع ظهور نتائج التصويت بدا واضحاً الدعم الخليجي للملف الأمريكي، حيث صوتت عدة دول عربية منها السعودية والإمارات والكويت ولبنان لصالح الملف الأمريكي، ولعل الموقف السعودي كان الأكثر وضوحاً في هذا الصدد:

ويقول منصف اليازغي إن المغرب تأكد أن التصويت لا يحتكم للعلاقات ولا الروابط التاريخية مع الدول الأخرى بقدر ما يتعلق بالمصلحة الخاصة، "وبالتالي هناك صدمتان في المغرب: الأولى صدمة الخسارة والثانية صدمة من موقف الدول التي كان يعتبرها في الأمس القريب حليفة".

كأس العالم.. حل سحري لمشكلات المغرب

ويواجه المغرب منذ عدة أشهر أزمات داخلية أساسها اقتصادي بالدرجة الأولى لعل إحدى تجليات تلك الأزمة حملة مقاطعة المواطنين لعدد من السلع الهامة بسبب اعتراضهم على أسعارها. كانت الحكومة المغربية تأمل في الفوز بتنظيم كأس العالم ما يقد يؤدي لحلحلة الأزمة وتشغيل الشباب في مشروعات البنية التحتية وتخفيف الضغط والتوتر السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

ويقول منصف اليازغي في مقابلته معDW عربية إن المغرب "كان يعول كثيراً على خلق تنمية اقتصادية واجتماعية باحتضان كأس العالم وأن تحقق الرياضة ما لم تحققه السياسة لأن المغرب كان سيلتزم أمام الفيفا بتنفيذ ما هو مطلوب منه وهذا يقتضي حركة بناء وإعمار ومشروعات كبرى على مستوى الدولة".

وأضاف اليازغي أن المغرب استفاد من تجربة 2010 وقام بمجهود تنموي كبير وطور من بنيته التحتية من طرق وفنادق ومستشفيات، وعليه اليوم استكمال البناء والتطوير كما لو كان سيستضيف كأس العالم المقبل. وختم قائلا: "صحيح ليس بالقدر نفسه من الضغط، لكن حتى تكون هناك إمكانية في المنافسة على ملف 2030 ولحل جزء من المشكلة الاقتصادية".

فاز الملف المشترك لأمريكا والمكسيك وكندا اليوم الأربعاء (13 حزيران/يونيو 2018) بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026. جاء ذلك بعد تفوق هذا الملف على ملف المغرب في التصويت خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وحصل الملف المشترك الذي يحمل شعار "متحدون 2026" على 134 صوتا مقابل 65 صوتا فقط حصل عليها ملف المغرب.

صوتت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اختيار الولايات المتحدة والمكسيك وكندا لتنظيم مونديال 2026، وذلك على حساب المغرب التي فشلت بعد ضغوطات الرئيس ترامب، بالإضافة إلى "ضعفه" في المنافسة لاستضافة مونديال يضم 48 منتخبا.

سيشارك في المونديال 48 منتخبا بدلا عن 32. وتحتاج البطولة إلى إمكانيات تنظيمية هائلة وتكاليف كبيرة. وهو ما شكل ربما عامل الحسم للملف المشترك للكثير من الدول المترددة في التصويت، وخاصة أن الولايات المتحدة وشريكاتها كانت قد عرضت 14 مليار دولار لتنظيم المونديال، 11 مليار منها ستصب لصالح الاتحاد الدولي لكرة القدم، بينما لم تقدم المغرب سوى أقل من نصف ذلك المبلغ.

نجحت الضغوطات التي مارسها الرئيس ترامب في الأسابيع الأخيرة بالتصويت لصالح الملف المشترك. وهدد الرئيس ترامب في شهر نيسان/أبريل الماضي الدول التي لا تساند ملف استضافة بلاده، وكتب ترامب على حسابه في تويتر: "سيكون من المخجل أن تعارض الدول التي نساندها دائما عرض الولايات المتحدة. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا (بما في ذلك في الأمم المتحدة)؟".

اتحادات أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى صوتت بأجمعها تقريبا للملف المشترك، وذلك كون الملف يشمل عدة دول في المنطقة. وصوتت اتحادات دول أمريكا الوسطى دعما للولايات المتحدة، فيما صوتت اتحادات دول أمريكيا الجنوبية، ومن أبرزها الأرجنتين دعما للمكسيك. لكن وعلى عكس ذلك صوتت البرازيل لصالح المغرب.

هذا وشهدت القارة الأوروبية انقساما واضحا فيما يتعلق بالتصويت على استضافة كأس العالم 2016. وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أنه لم يعط "توجيهات" لممثلي القارة. وأضاف: "مندوبو الويفا (الاتحاد الأوروبي) أذكياء بما يكفي لاختيار ما هو أفضل لكرة القدم".

أعلنت فرنسا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا تأييدها لاستضافة المغرب ولأول مرة في تاريخها نهائيات كاس العالم، فيما ذكر الاتحاد الألماني لكرة القدم في بيان أنه سيصوت لصالح الملف الثلاثي الأمريكي-المكسيكي-الكندي. وقال رئيس الاتحاد رينهارد غريندل: "بسبب النسخة الجديدة من البطولة الدولية حيث سيشارك 48 منتخباً، فإن من الصعب على دول أصغر مساحة وتفتقر إلى إمكانات رياضية شاملة أن تنجح في تنظيم البطولة".

لم يخف رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد دعمه للملف المغربي. رغم ذلك أثار الترشيح انقساما بين الدول الأفريقية لاسيما الناطقة منها بالإنكليزية، مثل ليبيريا وجنوب أفريقيا، إذا أعلنت كل من هاتين الدولتين دعم الملف الثلاثي. وقد صوتت الجزائر وتونس ومصر لصالح المغرب.

الاتحاد الأسيوي والذي يملك 47 اتحادا صوت بغالبية أعضائه لصالح الملف المشترك. ولم يدلي رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بتصريحات لدعم أحد المرشحين.

أعلن الاتحاد السعودي أنه يدعم الملف المشترك، وصوتت الأردن والكويت والبحرين والعراق ولبنان أيضا لصالح الملف المشترك، على عكس قطر وعُمان واليمن وفلسطين وسوريا وتركيا التي صوتت للمغرب، فيما صوتت إيران ضد الملفين.

حاول المغرب إبراز موقعه الجغرافي الوسطي لاسيما قربه من القارة الأوروبية، والتوقيت الزمني الملائم لإقامة مباريات كأس العالم، إضافة إلى عوامل سياحية عدة كانت من ضمن الحجج التي قدمها لحشد التأييد لملفه. في الصورة رئيس لجنة الترشيح المغربية مولاي حفيظ العلمي.

في المقابل يعول الملف الثلاثي على 23 مدينة ضمن لائحة أولية (بما في ذلك 4 مدن كندية و 3 مكسيكية)، على أن تتضمن اللائحة النهائية 16 مدينة بملاعب تصل الطاقة الاستيعابية لكل منها إلى 68 الف متفرج. في الصور ملعب روبرت أف كينيدي الذي أقيمت عليه عدة مباريات في مونديال الولايات المتحدة 1994.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل