المحتوى الرئيسى

الطبيب الساحر.. علاج الأطفال بالحديد الساخن في الهند

06/12 16:44

التوسيم بقطعة ساخنة من الحديد أو القماش

في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أصيبت نجلة "جامنا لال" بمشاكل في التنفس، ومثل عائلات عديدة في القرى المحيطة بمدينة بهيلوارا بولاية راجستان الهندية، لم يفكر والدها على الفور في اصطحابها إلى المستشفى، فالسكان في هذه المنطقة يلجؤون إلى "الأطباء السحرة". 

والأطباء السحرة يعتقدون أن حرق صدر الطفل بقطعة ساخنة من الحديد أو الطين أو القماش سيحرق عصبًا محددًا ويشفيه من أمراض بعينها، وفقًا لصحيفة "جارديان" البريطانية.

وبالفعل، حرقت قطعة قماش ساخنة صدر الرضيعة كيشبو (عامان)، وساءت حالتها الصحية وبعد اصطحابها سريعًا إلى المستشفى تمكنت من البقاء على قيد الحياة لـ8 أيام قبل أن توافيها المنية.

وقال لال (65 عامًا) إن أجداده يفعلون ذلك منذ سنوات عديدة وإنه أخذ نجلته الأكبر إلى الطبيبة الساحرة عندما كانت صغيرة وتحسنت صحتها وظن أن الرضيعة ستصبح أفضل أيضًا.

وبعد يوم من وفاة الرضيعة ألقت الشرطة القبض على والدها وأُخذت جثتها إلى المشرحة، ويقول لال إنه لم يكن لديه أي فكرة عن سبب وجود الشرطة هناك، ولكن بموجب قانون قضاء الأحداث الهندي لعام 2015، فقد تجاهل بتهور سلامة كوشبو باصطحابها إلى الطبيبة الساحرة.

ومنذ تعيين سومان تريفيدي رئيسة لجنة رعاية الطفل في راجستان عملت على إنهاء تقليد وسم الأطفال، وعندما اكتشفت عدم وجود منظمات تبحث في هذه الممارسة بدأت في طرح الأسئلة، ووجدت أن قانون قضاء الأحداث يغطي القسوة على الأطفال وقررت استخدامه لإحداث التغيير.

وأمرت تريفيدي المستشفيات حول المدينة بإبلاغها عند حدوث حالة من حالات التوسيم، وبالرغم من وفاة 3 أطفال إلا أنها قدمت 14 حالة للشرطة منذ 2016 وينتظرون المحاكمة. 

وإحدى المعتقلات هي الطبيبة الساحرة "لادي" التي تسببت في وسم الرضيعة القتيلة، وتقول إنها عالجت نحو 40 طفلا خلال العشرين سنة الماضية ولكن لم يمت أحد منهم، موضحة أنها شعرت بالصدمة والألم عندما سمعت بوفاة الرضيعة "ولكن والدها أراد مني القيام بذلك.. لقد جاء لي". 

وتؤكد لادي التي تنتظر المحاكمة أنها لن تقوم بوسم أي رضيع آخر، مضيفة "أخبر الجميع أنني لم أعد أفعل ذلك مجددًا وأخبر الأطباء السحرة الآخرين أن يتوقفوا.. الأمور قد تسوء ويتحتم أن يذهب أولئك الأطفال إلى المستشفى".

وشاهد رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى كلية الطب في المدينة، الطبيب راضي شيام شروتريا، 11 حالة توسيم في العامين الماضيين، موضحًا أن هؤلاء الأطفال يأتون إلى المستشفى مرضى جدًا ويصعب علاجهم، موضحًا أن التوسيم على جدار البطن وفي بعض الأوقات يكون شقًا، وفي أوقات أخرى يكون على هيئة بصمة الإبهام، ولكن الأهالي لا يفهمون أن ما يفعلونه خطأ.

وأشار إلى أنهم يخبرون الشرطة عندما يكتشفون أن الأطفال تم وسمهم، ومنذ القيام بذلك خلال العامين الماضيين شهدت أرقام الحالات انخفاضًا، مضيفًا أنه لا يمكن معاقبة الأهالي فقط وإنما ثمة حاجة لتقديم المشورة لهم، فإذا كان أطفالهم مرضى يجب عليهم الذهاب إلى المستشفى، موضحًا أن الأهالي لا يريدون قتل أطفالهم ولكنهم جهلة ومضللون جدًا "أشعر بتعاطف كبير معهم".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل