المحتوى الرئيسى

إسبانيا تستقبل سفينة تقل أكثر من 600 مهاجر بعد رفض إيطاليا ومالطا لها

06/12 13:42

قررت إسبانيا استقبال سفينة مهاجرين تقل 629 مهاجرا تم إنقاذهم قبالة السواحل الليبية بعد أن أقفلت إيطاليا ومالطا موانئهما بوجهها على الرغم من النداءات الدولية للسماح برسو السفينة. وأفاد بيان لرئاسة الحكومة الإسبانية "من واجبنا المساعدة في تجنب كارثة إنسانية وتقديم مرفأ آمن لهؤلاء الأشخاص"، موضحا أنه تم اختيار مرفأ فالنسيا لاستقبال سفينة المهاجرين.

رغم استمرار مفاوضات البريكست، تسعى بريطانيا إلى الحفاظ على خيوط متينة في علاقاتها مع اليابسة الأوروبية، فمساعد وزير الدفاع البريطاني أعلن عن أن بلاده تدعم خطة فرنسا الهادفة لتشكيل قوة تدخل سريع أوروبية. (05.05.2018)

ما يزال اللاجئون يجتازون طريق البلقان إلى أوروبا، حيث كان من المفترض أن تقطع الصفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، طريق المهربين. تقرير لماريانا كاراكولاكي، و ديمتريس توسيديس من خيوس، سالونيك، بلغراد وسيد. (14.12.2017)

وقبل الإعلان الصادر عن رئاسة الحكومة الإسبانية كانت سفينة اكواريوس، المستأجرة من منظمة "اس او اس متوسط"، تنتظر قبالة السواحل المالطية بعد أن رفضت إيطاليا ومالطا استقبالها متجاهلتين النداءات الدولية. وتابع بيان الحكومة الإسبانية أن "رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أعطى توجيهاته بان تحترم إسبانيا التزاماتها الدولية في ما يتعلق بالأزمة الإنسانية"، وأعلنت رئاسة الحكومة أن إسبانيا ستستقبل "سفينة اكواريوس وعلى متنها أكثر من 600 شخص تركوا ليواجهوا مصيرهم في البحر المتوسط".

وتعرضت إيطاليا ومالطا لضغوط دولية الإثنين لمساعدة السفينة التي تقلّ 629 مهاجراً بينهم ست حوامل، و11 طفلا و123 قاصرا، بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وهي المرة الأولى التي تغلق فيها إيطاليا مرافئها منذ وصول تحالف الرابطة وحركة خمس نجوم إلى الحكم.

وبعد إعلان الحكومة الإسبانية قرارها كتب وزير الداخلية الايطالي وزعيم حزب الرابطة (يمين متطرف) ماتيو سالفيني الإثنين على تويتر "انتصار". وتابع سالفيني "أنها المرة الأولى التي ترسو فيها سفينة أنقذت مهاجرين قبالة ليبيا في مرفأ غير إيطالي، انه مؤشر على أن شيئا بدأ يتغير".

ي.ب/ ح ز (رويترز، ا ف ب)

المهاجرون غير القانونيين الى إيطاليا لا تقتصر أصولهم على جنسية واحدة، إذ يتدفقون إليها من كل من دول أفريقيا. من نيجيريا وبنغلاديش وغينيا، ومن ساحل العاج وغامبيا والسنغال. كما يهاجر إليها كثيرون من المغرب ومالي وإريتريا، فضلا عن السودان والصومال ومصر وتونس وليبيا... وفي السنين الأخيرة أضيف السوريون إلى قائمة القاصدين لهذا البلد، سواء من ليبيا أو عن طريق تركيا.

عام 2006، بلغ عدد المهاجرين غير القانونيين الآتين عبر البحر 22 ألفا. وفي 2014، وصلوا إلى 220 ألفا؛ أي بزيادة 296 في المائة. عام2017، قالت وزارة الداخلية الإيطاليّة، إن أعداد المهاجرين غير القانونيين تجاوزت الـ94 ألفًا منذ بداية 2017، وهو ما يعني التزايد المهول في عدد المهاجرين غير النظاميين القاصدين للبلد، إذ يشكلون ما يقارب 8.3 في المائة من السكان هنالك. آلاف من هؤلاء يعيشون في مخيمات مؤقتة.

أشارت بيانات أصدرها المعهد القومي للإحصاء في روما، عام 2015، إلى أن عدد المهاجرين غير القانونيين القادمين إلى إيطاليا لا يقل عن ألف من كل وجهة. فمن المغرب، هاجر 449 ألف شخص. في حين تم استقبال حوالي 104 آلاف شخص من مصر. ومن رومانيا، دخل إلى البلد 2.1 مليون مهاجر. أما بالنسبة للفلبين وتونس وبنغلاديش وباكستان فيناهز عدد القادمين منها 90 ألف. وأوضحت البيانات، أن معظمهم يسكنون روما، ميلانو وتورينو.

ليس كل المهاجرين إلى إيطاليا ينوون الاستقرار فيها أو الإقامة على أراضيها. جزء مهم منهم يريد الوصول إلى مدن أوروبية أخرى كفرنسا والسويد وألمانيا التي يرونها أكثر ترحيبا باللاجئين. وتعتبر منطقة فانتيمي الحدودية إحدى الوجهات التي يعقد عليها هؤلاء أملا في العبور إلى فرنسا. كما أن القطارات التي تسمح بالتنقل داخل الإتحاد الأوروبي، تمثل حلا لبعض هؤلاء المهاجرين الذين يركبونها للوصول إلى وجهاتهم.

رحلة قدوم المهاجرين غير القانونيين إلى إيطاليا، لا يمكن وصفها سوى بالقاتلة والخطيرة. فكثير من المهاجرين يركبون البحر، وهو ما يعرضهم لمتاعب قد تصل حد الموت. وإلى جانب انقلاب قواربهم الصغيرة والمتهالكة نتيجة رداءة الطقس أحيانا، يتعرض كثير منهم للابتزاز والنهب من طرف المهربين. الرحلة لا تقتصر على جنس معين ولا تقف عند سن، لذلك تتضرر النساء غالبا، وخاصة الحوامل الواتي يصعب عليهن إكمال الرحلة.

يشكل الفقر والمجاعة والبطالة أسباباً رئيسية للهجرة غير القانونية، وحتى لو اختلفت جنسيات المهاجرين فإن أسبابهم تبقى واحدة. في السنين الأخيرة، أضيف إلى هذا الجانب ما هو أمني وسياسي. فقد هرب البعض خوفا من الإرهاب والحرب والدمار في بلدانهم الأصلية، أو بهدف البحث عن سبل تحسين ظروفهم الاقتصادية الصعبة وضمان العيش الكريم لعائلاتهم.

يضطر المهاجرون إلى إيطاليا في غالب الأحيان إلى العيش في ظروف مؤسفة، تصفها بعض الجهات بـ"غير الإنسانية". بعضهم يتوسد الطرقات ويأكل من بقايا النفايات. في حين يقصد آخرون مخيمات تنعدم فيها إمكانية الحصول على أكل وشرب ولباس. وفي مرات عديدة خرج هؤلاء للتنديد بوضعهم المزري، كما تحدثوا عن غياب مرافق مهمة بهذه المخيمات كالمدارس والدورات المهنية المدفوعة، وفرص العمل التي قدموا من أجلها.

بعد الوصول إلى إيطاليا يسعى مهاجرون كثر إلى البحث عن طرق تعفيهم من وصف "غير قانوني"، فيعتمدون تقديم طلبات اللجوء. ووفق تقرير لمنظمة العفو الدولية، فإن السلطات الإيطالية توصلت بـ130 ألف طلب لجوء في 2017 . وحصل 40 بالمئة منهم في العام الجاري على الحماية منذ الفترة الأولى. إلا أن عدد المهاجرين الذين يستقبلهم المركز من يوم لآخر يتغير بين الفينة والأخرى.

يواجه طالبو اللجوء في إيطاليا عراقيل بيروقراطية، سبق لمنظمات عديدة أن أدانتها ونددت بالتعقيدات الإدارية التي تشمل طالبي اللجوء والحاصلين على الحماية الدولية. وأشارت هذه المنظمات إلى عامل اشتراط توفر المسكن من أجل إصدار أو تجديد تصريح الإقامة، مثلا، وهو ما لا يتوافر للعديد ممن يعيشون خارج نظام الاستقبال، على عكس ما ينص عليه القانون الإيطالي، الذي يضمن التسجيل السكاني كحق للشخص الأجنبي.

تعتبر بعض التقارير فتح إيطاليا الباب أمام المهاجرين غير القانونيين، يضعها وجها لوجه أمام مشاكل يتسبب فيها بعضهم. فقد قدرت بعض التقارير نسبة المسؤولين عن الجرائم في البلد، والذين ينتمون إلى شريحة المهاجرين غير الشرعيين بـ50 بالمائة من الجرائم، و40 بالمائة من حوادث السرقة. كما يتسببون في 37 بالمائة من العنف الجنسي، فضلا عن 25 بالمائة من جرائم القتل، و50 بالمائة من الجرائم الأخرى كالبغاء.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل