المحتوى الرئيسى

غدًا.. ترامب «صانع الصفقات» في مواجهة كيم «الرجل القوي»

06/11 16:56

غدًا الثلاثاء، تُعقد القمة التاريخية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة لمناقشة البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وأشارت شبكة "إيه بي سي"، إلى أن القمة تأتي في الوقت الذي وصلت فيه كوريا الشمالية لأوج قوتها العسكرية، فيما تمر الولايات المتحدة بأزمة ثقة حادة.

بالطبع أمريكا لا تزال قوية، ويبقى الاقتصاد الأكبر في العالم، وجيشها هو الأقوى إلا أن العالم السياسي والصحفي فريد زكريا، يؤكد أننا دخلنا ما أطلق عليه "عالم ما بعد أمريكا".

حيث اختبرت الحروب في العراق وأفغانستان عزم الولايات المتحدة، وهزت الأزمة المالية العالمية إيمان ملايين الأمريكيين ببلادهم.

وأصبحت أمريكا في الوقت الحالي أمة منقسمة سياسيًا، يقودها رجل لا يتحدث عن التعاون في واشنطن، بقدر حديثه عن المواجهة، وهو ما تمثل في الحروب التجارية وبناء الجدران الحدودية.

وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، أصبح للولايات المتحدة منافس، وهي الصين، حيث يقول المحلل الدفاعي الأسترالي هيو وايت، إنه في حالة نشوب صراع على السلطة في آسيا، "ستخسر أمريكا، وستفوز الصين".

اقرأ المزيد: لماذا يجب على الصين الحذر من عواقب قمة كيم وترامب؟

ومن جانبه كتب خبير العلاقات الدولية مايكل ويسلي، في مقال له "إن التراجع النسبي للقوة الأمريكية في آسيا، كان واضحا خلال العقد الماضي"، وأضاف أن دور الولايات المتحدة كقوة مهيمنة عالمية، "أصبح مشكوكا فيه".

كيم أيضًا يضغط على أمريكا

منذ أن تولى منصبه في يناير 2017، ويتحدث ترامب عن توقيع "أقصى قدر من الضغط" على كوريا الشمالية، لكن كيم ضغط أيضا على أمريكا.

حيث تمتلك كوريا الشمالية أسلحة نووية، ويتباهى كيم بالقدرة والرغبة في تحويل آسيا إلى "بحر من النيران"، وضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة.

بالتأكيد كان للقنبلة النووية دور في دفع واشنطن إلى التفاوض مع بيونج يانج، وهي ما تجعل كوريا الشمالية مختلفة عن الدول المارقة الأخرى.

وأشارت الشبكة إلى أن كيم كان يعرف هذا دائما، إنه درس تعلمه من والده، كيم جونج إيل، والذي تعلمه من والده قبله، الرئيس الأبدي للبلاد، كيم إيل سونج.

حيث روى فيكتور تشا الباحث الأمريكي في الشأن الكوري محادثة مع مبعوث كوري شمالي فى أثناء المفاوضات النووية قبل عقد من الزمن، وقال خلالها المبعوث إن "السبب في مهاجمتكم أفغانستان هو عدم امتلاكهم أسلحة نووية، وانظروا إلى ما حدث لليبيا، ولهذا لن نتخلى أبدا عن أسلحتنا".

اقرأ المزيد: قبل أيام من قمة سنغافورة.. ترامب يستعد وكيم خائف

عندما تولى كيم السلطة، وضع نصب عينيه الانتهاء من مهمة والده، حيث اعتمد على استراتيجية ذات شقين للفوز بالاحترام والاعتراف والبقاء في الحكم، تمثلت في بناء العضلات أولًا، ثم المال.

وأشارت "إيه بي سي" إلى أنه لا يوجد شيء جديد أو لا يمكن التنبؤ به هنا، لقد أخبر كيم العالم بما يريده بالضبط، ففي عام 2012، وقف أمام عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين في بيونج يانج، حيث تحدث الزعيم الشاب إلى شعبه للمرة الأولى.

وقال كيم: "لقد أصبح جيشنا جيشًا قويًا قادرًا على التعامل مع أي نوع من الحروب الحديثة، مع قدرات هجومية ودفاعية كاملة"، مضيفًا "أن القوى الأجنبية ليست الوحيدة التي تحتكر التفوق العسكري، وأيام تهديدها والكذب علينا بالأسلحة الذرية ذهبت إلى غير رجعة".

ومنذ ذلك الحين، سارع كيم بتطوير برنامجه النووي، حيث تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية، إلى أنه يمكن أن يكون لديه ما يصل إلى 60 قنبلة.

في العام الماضي، قامت كوريا الشمالية بتفجير قنبلة أقوى 17 مرة مما أسقطه الأمريكيون على هيروشيما، وبعد حصولها على هذه القوة، تحول كيم إلى الدبلوماسية، وهي الجزء الثاني والمهم من خطته، لإنهاء العقوبات المقيدة للاقتصاد، وفتح بلاده للعمل.

في عام 2012 قال: "أيها المواطنون، الذين هم أفضل مواطنين في العالم، والذين انتصروا على الكثير من الصعاب، نؤكد عزم حزبنا على عدم السماح لمواطنينا بالشعور بالجوع مرة أخرى".

اقرأ المزيد: ماذا يريد كيم من أمريكا في قمة سنغافورة؟

كيم يفهم كيف يقود البلاد

أكدت الشبكة أن كيم يفهم السلطة، وكيف يدير البلاد، حيث يرتكز نظامه بالكامل على التملق المفرط لرأس البلاد، وتصميمه على إخماد أي إشارة للتهديد الداخلي.

حيث جاع الكوريون الشماليون، بينما كانت البلاد تنفق كل مواردها على برنامج الأسلحة الخاص بها، كما قام كيم بإعدام عمه، حيث أُطلق عليه النار من مدافع مضادة للطائرات، ثم حرقه، ووصفه بأنه "خائن" و"كلب" و "حثالة بشرية"، وقتل أخاه في مؤامرة غريبة، بعد أن رشته امرأتان بالسم في مطار كوالالمبور.

وكتب الصحفي جافن جاكوبسون أنه "لا يوجد نظام يمكن أن يستمر منذ 70 عامًا، وهو معزول ومحاصر ماليًا، بدون الاعتماد على فكرة قوية تدعمه".

حيث تبنت عائلة كيم أفكارا غير عادية لزراعة أسطورة شبيهة بالإله بين الشعب، وكانت بالنسبة للغرب، في كثير من الأحيان مصدرًا للسخرية.

وشاركت كوريا الشمالية في العديد من جولات التفاوض في الماضي، وقد أتقن النظام الكوري الشمالي فن "الإغراء ومن ثم التراجع"، والمتمثل في تقديم تنازلات، والتوصل إلى اتفاق، ثم التراجع في النهاية.

وكانت كل هذه الخدع محاولة من المملكة المعزولة، لكسب المزيد من الوقت لبناء ترسانتها النووية، لتصبح الآن قوة نووية، على الرغم من أن العالم يجد أنه من غير المقبول الاعتراف بها.

اقرأ المزيد: لماذا أقال كيم جونج أون 3 من كبار قادة الجيش الكوري الشمالي؟

وتستضيف سنغافورة اجتماع الرجل القوي كيم، مع ترامب رجل الصفقات، وبالموافقة على عقد الاجتماع، قدم الرئيس الأمريكي الاعتراف بكيم واحترامه؛ ويسعى الآن الرئيس الكوري الشمالي إلى السماح له بالبقاء في منصبه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل