المحتوى الرئيسى

تزايد زيارات المغاربة لإسرائيل رغم دعوات تجريم التطبيع

06/11 16:56

من الصحفيين لرجال الأعمال.. التطبيع مع إسرائيل يثير غضب المغاربة

رغم وجود دعوات في المغرب لإصدار قانون لتجريم كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وتنسيق الجهود من أجل التصدي لذلك، تزايدت الزيارات المغربية المثيرة للجدل إلى دولة الاحتلال خلال الآونة الأخيرة.

فمنذ بداية العام الجاري قام وفدان بزيارة دولة الاحتلال، أحدثها ما يقوم به حاليا وفد يشمل 11 شخصا يتشكل من مهندسين وكتاب ومخرجين ورجال أعمال مغاربة ممن يرون أهمية للحوار والتواصل مع نظرائهم الإسرائيليين، وتستمر هذه الزيارة خمسة أيام يلتقي خلالها المغاربة بأعضاء في الكنيست ومسؤولين في حكومة الاحتلال.

وسيقوم الوفد بزيارة متحف المحرقة النازية ومركز تراث يهود شمال إفريقيا، كما سيزور مدن القدس وحيفا ومقدسات إسلامية، وسيلتقي طلابا إسرائيليين يشاركون في دورة لتعلم اللغة المغربية اليهودية المحكية.

زيارة الوفد المغربي تزامنت مع إرسال المغرب مستشفى ميدانيا للقطاع، حيث وصل السفير المغربي في مصر أحمد التازي على رأس قافلة مغربية يضم طاقمها 165 شخصا من أطباء وفنيين للمستشفى الميداني المغربي المقرر إقامته في غزة.

اقرأ أيضا : «المقاطعة».. سلاح المغاربة لمواجهة لهيب الأسعار

كما تم إرسال قافلة مساعدات إنسانية عبرت من خلال معبر رفح البري بالتنسيق بين سفارة دولة فلسطين بالقاهرة والجهات الأمنية المصرية.

وقال التازي إن 17 طائرة حملت مساعدات إنسانية من المغرب إلى قطاع غزة مرورا بمصر، وإن القافلة تحتوي على مواد غذائية وأدوية ومستشفى عسكري طبي تخصصي، تضم مجموعة من الأطباء والممرضين والممرضات والطاقم الفني الذي سيدير المستشفى، حسب "القدس العربي".

زيارة الوفد المغربي الذي يضم مهندسين وكتاباً ومخرجين ورجال أعمال أثارت سخطاً شعبياً، كما دعا مراقبون وناشطون إلى تجريم هذا التطبيع.

من جانبه يرى المحامي المغربي خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، أن مسألة الإدانة لم تعد تكفي، خصوصا أن الجرائم الصهيونية وصلت ذروتها في المراحل الأخيرة، سواء في قطاع غزة أو المناطق الفلسطينية الأخرى.

واعتبر أن "مثل هذه الزيارات هي بمثابة زرع الحياة في كيان متهالك، وتأتي للتخفيف من وطأة المقاطعة والحصار الذي تفرضه الدول على إسرائيل، وكذلك لإعطاء نفس جديد لارتكاب جرائم ضد المقدسات" وأن "كل من يذهبون يلتقون بقيادات المخابرات الإسرائيلية في تمهيد لاستخدامهم لزعزعة استقرار المملكة".

وطالب السفياني المسؤولين المغاربة بالتعامل بجدية وإنفاذ القانون لمعاقبة المتخابرين مع دولة أجنبية عدوة مجرمة، مشددا على "استعجالية إخراج قانون معاقبة التطبيع مع إسرائيل إلى الوجود، في ظل وضوح موقف الملك الداعم للفلسطينيين بإقامة مستشفيات ميدانية وعسكرية وإرسال عدة مساعدات للمتضررين من الإجرام الإسرائيلي".

في المقابل نجد من يؤيد هذه الزيارات، فمن جانبه يرى منير كجي وهو ناشط أمازيغي، أن "الزيارة صحيحة وقائمة، ويتقدمها أطباء ومهندسون مغاربة رغم الوصاية الأيديولوجية التي تحاول بعض التنظيمات القومية والإسلامية تنفيذها على حرية الناس. وأن الزيارات المغربية إلى إسرائيل تنامت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية؛ وذلك في إطار ما يَكْفُلُهُ المنتظم الدولي من حقوق لزيارة أي نقطة في العالم".

اقرأ أيضا : هل حصل المغرب على أسلحة من إسرائيل؟

وأكد أنه لا عداوة للمغرب مع إسرائيل؛ فهو ثالث شريك اقتصادي لها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما تَضُمُّ ثاني أكبر جالية مغربية في العالم، مشيرا إلى أنه لا معنى لما يقوم به القوميون من إدانة في ظل توافد مسؤولين مغاربة كبار بدورهم على إسرائيل، حسب "هسبرس".

كما يرى الباحث الأكاديمي عبد الرحيم الشهيبي، الذي سبق له أن زار إسرائيل مثل هذه الزيارات مهمة سواء للمغاربة أو للإسرائيليين، من أجل تبديد سوء الفهم الذي أسهمت فيه وسائل الإعلام. مشيرا إلى أن "إسرائيل مجتمع متطور في العديد من المجالات، ولا يجب أن نحرم أنفسنا من هذا التبادل الثقافي"، على حد قوله.

فيما علقت مصادر حكومية أن زيارة الوفد تأتي بشكل شخصي ولأسباب مهنية، ولا تعني الحكومة المغربية، التي تُعرف بمواقفها المساندة للموقف الفلسطيني، ورفض التطبيع مع إسرائيل، حسب وكالة "مهر".

هذه الزيارة ليست الأولى خلال العام الحالي، فهذا الوفد هو الثاني الذي يصل إسرائيل خلال 2018، إذا وصل في فبراير الماضي، وفد مكون من تسعة صحفيين عرب بينهم 5 مغاربة يزور إسرائيل، بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية.

اقرأ أيضا : 5 أسباب وراء انضمام المغرب لقطار الدول المقاطعة لإيران

وأثار سفر صحفيين مغاربة إلى إسرائيل، بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، الكثير من الجدل، إذ طالبت وزارة الإعلام الفلسطينية بضرورة وقف كل أشكال التعامل معهم.

وانطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد زيارة الصحفيين وسرعان ما انتشر هاشتاج "أنا صحفي ضد التطبيع" الذي يحمل عددا من الانتقادات للصحفيين المعنيين، مع المطالبة بالكشف عن هوياتهم ومؤسساتهم الإعلامية.

وكتبت حنان رحاب، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي وعضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية، "تدوينة" تعلن فيها أن ثلاثة ممن زاروا الكيان الصهيوني لا يحملون بطاقة الصحافة حسب لوائح الصحفيين المهنيين الصادرة عن وزارة الاتصال برسم السنة الماضية، مؤكدة أن من بين الخمسة أيضا "من لا تجمعه أي علاقة رسمية بأي مؤسسة صحفية"، معتبرة أن الأمر فيه "انتحال صفة واضح يضاف إلى جريمة التطبيع"، على حد تعبيرها.

من جانبها اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية ضمن بلاغ لها، أن "الوقوف في صف إسرائيل وإرهابها يشكل خروجا عن الصف العربي وعلى قرارات الإجماع العربي الصادرة بالخصوص عن مجلس وزراء الإعلام العرب، وعار لا يمكن التماس العذر له، أو تبريره، أو التطهر منه".

هذه الزيارات تأتي وسط العديد من الدعوات في المغرب لإصدار قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، ففي مايو الماضي جددت هيئات سياسية ومدنية مغربية، دعوتها للبرلمان المغربي إلى التسريع بالإصدار الفوري لقانون تجريم التطبيع مع إسرائيل بجميع أشكاله ومستوياته.

جاء ذلك في بيان، صادر عن تنسيقية الهيئات السياسية والنقابية والجمعيات والمنظمات الشبابية الداعمة للشعب الفلسطيني بمدينة طنجة، في أقصى شمالي البلاد وفقا لـ"الأناضول".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل