المحتوى الرئيسى

منتخب إيران - عندما يكون الشتات الأمل في كسر القيود الدولية | Goal.com

06/11 08:01

نجح المنتخب الإيراني، في حجز مقعده في كأس العالم روسيا 2018، مبكرا بعد أن أصبح ثالث منتخب يضمن تواجده في كأس العالم، بعد كلا من الدولة المستضيفة والمنتخب البرازيلي من قارة أمريكا الجنوبية.

الثاني عشر من يونيو الماضي، شهد تأهل إيران لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها، بعد أن تواجدت في نسخ 1978، 1998، 2006، 2014، لكنها فشلت في ترك انطباع جيد طيلة تاريخها بالمونديال.

المنتخب الإيراني الملقب بـ"تيم ملي" والذي تعني "المنتخب القومي" خاض تصفيات استثنائية ويعيش أجواءا رائعة تجعله الأفضل في القارة الصفراء، وإن كانت القرعة ظلمته بالتواجد في مجموعة تضم إسبانيا وبطل أوروبا البرتغال والمغرب، ليكون الأقل حظا في خطف بطاقة التأهل.

لأول مرة تصعد إيران بقيادة المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش، إلى كأس العالم مرتين متتالتين، فخاض المنتخب الإيراني سابقا 12 مباراة في 4 نسخ، حقق الفوز الوحيد له على حساب الولايات المتحدة الأمريكية بنسخة 1998، وتعادل في 3 مباريات وخسر في 8، سجل لاعبيه 7 واستقبلت شباكهم 22 هدفا.

أما في التصفيات فتعد تلك المرة الثانية التي تصعد فيها إيران لكأس العالم دون أن تخسر أي مباراة، بعد تصفيات نسخة 1978، وثاني أقوى خط دفاعي في تاريخ إيران بالتصفيات فاستقبلت شباكهم 5 أهداف، علما بأن في المرحلة النهائية من التصفيات لم تستقبل إيران أي أهداف، سوى الهدفين الذي سجلهما لاعبي المنتخب السوري في الجولة الأخيرة من التصفيات.

الجميع يعرف المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش، الذي سبق وأن عمل مساعدا للسير أليكس فيرجسون في تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي، ثم تدريب منتخب البرتغال، قبل أن يصبح صاحب أطول مدة لتدريب المنتخب الإيراني، حيث وصل إلى 7 سنوات على رأس القيادة الفنية، مع واحد من أنجح الأجيال في تاريخ الكرة الإيرانية.

المنتخب الإيراني تحت قيادته خاض 87 مباراة سجل 54 هدفا وتعادل في 23 وخسر 10، سجل 166 وسكنت شباكه 51، علما بأن المدير الكرواتي برانكو إيفانوفيتش يعد صاحب ثاني أطول تجربة مع "تيم ملي" برصيد 42 مباراة في 3 سنوات.

تعاني إيران منذ فترة طويلة الغياب عن المشهد الآسيوي، لكنها نجحت في فرض هيبتها مرة أخرى في السنوات الأخيرة، بجيل جديد من اللاعبين أغلبه من المحترفين في الأراضي الأوروبية، فنجد أن المنتخب الإيراني الذي شارك في النسخة الأولى له بكأس العالم، كان مقصورا على لاعبي الدوري الإيراني فقط، في نسخة 1998 تواجد 3 محترفين بالأراضي الألمانية أبرزهم علي دائي الهداف التاريخي للمنتخبات دوليا، في 2006 شارك 7 محترفين على رأسهم علي كريمي لاعب بايرن ميونيخ الألماني، وبالنسخة الماضية شارك 9 لاعبين خارج الدوري الإيراني.

النسخة الحالية التي تبدأ نهاية الأسبوع الحالي، يشارك المنتخب الإيراني بقائمة تضم 14 لاعبا محترفا، بالإضافة إلى 6 لاعبين من فريقي بيرسوبوليس واستقلال طهران اللذان يتواجدان في ربع نهائي دوري أبطال آسيا، في تطور قوي للأندية الآسيوية وتفوق على الأندية السعودية والإماراتية، كما تحتل المركز الثامن في ترتيب أقل معدل سني في البطولة بـ27.2 عاما، متفوقة على منتخبات مثل كرواتيا وكولومبيا والبرتغال والبرازيل والأرجنتين والمكسيك.

المنتخب الإيراني على يمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين، خاصة في المراكز الهجومية، فيتواجد سردار آزمون لاعب روبن كازان الروسي والذي سبق له هز شباك بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد بدوري الأبطال، ويحتل المركز الثالث في ترتيب هدافي التصفيات برصيد 11 هدفا، وهداف الدوري الهولندي علي رضا جنهبخاش الذي أصبح أول آسيوي يحرز لقب الهداف في القارة الأوروبية، بالإضافة إلى مهدي ترامي مهاجم الغرافة القطري وأحد هدافي دوري أبطال آسيا السابق، وعدد كبير من المحترفين لم يتم استدعائهم أيضًا.

رفضت المنتخبات الأوروبية خوض أي لقاء ودي أمام إيران، من أجل أن تصقل خبراتها قبل مواجهة كلا من البرتغال وإسبانيا، فخاضت عام 2018، لقاءات أمام سيراليون وتونس والجزائر وأوزبكستان وتركيا وليتوانيا استعدادا لكأس العالم، فإذا نظرنا إلى منتخبات الصف الأول التي خاضت مباريات ودية أمام إيران في السنوات الأخيرة منذ 2006 أي قبل الاستعداد لكأس العالم حتى الآن، خاضت لقاءات أمام، كرواتيا، البرازيل، روسيا، تشيلي، السويد، فلم تخض أي مباراة كبيرة قبل كأس العالم 2014 و2018.

يرجع السبب الرئيسي لعزوف المنتخبات الكبيرة عن خوض لقاءات ودية أمام إيران سواء على ملعب أزادي أو خارجه، العقوبات الأمريكية والصراع النووي الدائر الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الكرة الإيرانية دوليا، وضعف الموارد المالية للكرة الإيرانية، فيكفي أن الأرجنتين وإنجلترا رفضا اللعب أمام إيران بسبب انتخاب أحمدي نجاد سابقا كرئيس للبلاد وبسبب عدم اعتراف إيران بـ"الهولوكوست"، المنتخب اليوناني قام بالغاء المباراة الودية أمام إيران منذ أيام قليلة، لتقوم إيران بقطع العلاقات الكروية معها خاصة أن الأسباب غير معروفة.

الأمر لا يصل إلى ذلك الحد، بل أن شركة نايكي الأمريكية التي تمول المنتخب الإيراني بالمنتجات الرياضية من أحذية ومستلزمات، قامت منذ أيام قبل كأس العالم بإعلان رفضها لتزويد المنتخب الآسيوى، لأن القوانين الأمريكية تسرى على الشركة وبالتالي لابد من الامتثال لتنفيذ العقوبات الموقعة، ليلجأ المنتخب الإيراني للاتحاد الدولي "فيفا"، خاصة أن الأمر يأتي في وقت لا يسمح له، خاصة أن إيران هي أول منتخب يصل إلى الأراضي الروسية.

الشتات الإيراني، هو الإيرانيين المولودين خارج بلادهم لأب أو أم إيرانية، أو بمعنى أخر هم إيرانيون يعيشون خارج البلاد ويمتلكون جنسيات أخرى،  فنجد أن المنتخب الإيراني في النسخة الحالية يمتلك ثلاثة من الشتات الإيراني وهم المهاجم المخضرم رضا قوتشانجاد ويمتلك الجنسية الهولندية ويلعب لصفوف هيرنفين مهاجرا منذ الصغر بالأراضي الهولندية، وأشكان ديشجاه ويمتلك الجنسية الألمانية ويرتدي قمصان فريق نوتنجهام فورست، ولد بطهران وعاش طيلة حياته في ألمانيا، وسمان جادوس المولود في السويد ويلعب لصفوف أوسترسوند السويدي.

الأمر في ذلك يعود كارلوس كيروش الذي ظل يتابع لاعبين أصحاب جذور إيرانية واقنعهم بارتداء قميص المنتخب الفارسي، فساعد هذا على زيادة جودة المنتخب الإيراني متفوقا على أقرانه في آسيا وزادت المنافسة على مقاعد المنتخب الوطني، خاصة أنهم يلعبون في دوريات كبيرة.

 أندريك تايموريان لاعب إيراني من أصول إيرانية أصبح في 2014 أول لاعب مسيحي يرتدي شارة قيادة المنتخب الإيراني، باختير رحماني لاعب المنتخب الذي لم يتم استدعائه للنسخة الحالية صاحب أصول كردية، حتى علي دائي الهداف التاريخي لإيراني صاحب أصول من أذربيجان، ستفيان بيتاشور لاعب لوس أنجلوس الأمريكي والذي خرج من القائمة النهائية لكأس العالم يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ولد بها، فالاتحاد الدولي لكرة القدم يسمح للمنتخبات بضم اللاعبين المولودين باراضيها أو عاشوا فيها على الأقل 5 سنوات وهو ما يفعل كيروش والاتحاد الإيراني في الاستفادة من القاعدة الإيرانية التي هاجرت عقب الثورة الإيرانية حيث يقدر العدد المتواجد خارج البلاد من الشتات الإيراني ما يزيد على 5 مليون نسمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل