المحتوى الرئيسى

ألمانيا: إيداع المشتبه به في قضية سوزانا السجن الاحترازي

06/11 08:02

بعد ساعات من الاستماع إلى أقواله، أمرت قاضية التحقيق في المحكمة الإدارية بمدينة فيسبادن الألمانية بإيداع علي ب. المشتبه به الرئيسي في اغتصاب وقتل الفتاة القاصر سوزانا السجن الاحترازي. هذا ما أعلنت عنه "شرطة غرب هيسن" في تغريدة لها اليوم الأحد (10 حزيران/ يونيو 2018) على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وحسب مصادر قضائية فإن المشتبه اعترف بقتل سوزانا، لكنه رفض بشدة واقعة الاغتصاب.

وكان المشتبه به البالغ من العمر 20 عاما قد خضع في مركز شرطة فيسبادن لتحقيق مطول استغرق عدة ساعات، حيث ذكرت مصادر متطابقة أنه أدلى باعترافات شاملة دون التطرق إلى فحواها. وحسب الشرطة فإن التحقيقات تمت بوجود مترجم. وذكرت الشرطة في تغريدة أخرى على موقع تويتر أن عملية نقل المشتبه به إلى السجن تمت على متن مروحية تابعة لها. 

وحسب الشرطة فإن المشتبه به اعترف بقيامه بقتل الفتاة القاصر سوزانا، لكنه نفى واقعة الاغتصاب. وتحوم شبهات قوية حول إقدام الشاب العراقي علي ب. على اغتصاب الفتاة سوزانا البالغة من العمر 14 عاما وقتلها فيما بعد.  

وأفادت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في موقعها على الإنترنت، استنادا إلى وكالة الأنباء الألمانية، أن المشتبه به أفاد باعترافات شاملة أمام القاضية. بيد أنه لم يعرف، حتى ساعة إعداد هذا الخبر، ما إذا كان قد كرر الاعترافات التي أدلى بها أمام شرطة إقليم كردستان العراق.

وتمت بعد ظهر اليوم الأحد إحالة المشتبه به على قاضية التحقيق في المحكمة الإدارية بفيسبادن. وتم نقل علي ب. مساء السبت من أربيل العراقية إلى ألمانيا بعدما سافر مع عائلته عبر إسطنبول إلى العراق. وأعلن عن الفتاة قبل أكثر من أسبوعين مفقودة وعُثر عليها مقتولة في فيسبادن. وذكرت مصادر عراقية أن المشتبه به اعترف أمام قوى الأمن الكردية بتنفيذ عملية القتل.

م.أ.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)

في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.

مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.

عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.

كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.

أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.

وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.

وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل