المحتوى الرئيسى

تاريخ البجاحة فى مصر

06/10 15:39

ماهذه البجاحة؟، بمجرد أن تقول لأحد هذا المصطلح فى مصر، قد يحدث ما لا يحمد عقباه، فمدلول هذه الكلمة فى وقتنا هذا عند المصريين يشير إلى الانفلات الأخلاقى وتحديدا إلى الشخص الذى يرتكب جرما ولا يخجل أى «المجاهر بالفعل الذميم»، لكن ما المدلول الحقيقى لهذه الكلمة وكيف كانت تستخدم قديما ولماذا تحولت دلالتها؟، هذا ما سنعرفه من خلال هذا التقرير.. أبرز المواقف التى استخدمت فيها كلمة البجاحة

فى معاجم اللغة العربية، كلمة بجح تعنى فرِح، ويقال فلان بجحه أى: فرحه، وكان يوصف بها التفاخر أيضا، فعندما يقال إن هذا الشخص يتبجح ويتمجح، معناها أنه يتباهى ويتفاخر بشىء ما.

ويقول عبد الرحمن البجاوى، الباحث اللغوى، والحاصل على ليسانس دار العلوم، إن كلمة بجاحة تعنى الفخر أو التعظيم، وقد وردت فى حديث رواه البخارى ومسلم عن عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهما، حينما جلست مع 11 امرأة قررن ألا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن، وكانت المرأة الأخيرة تروى عن زوجها "أبو زرع" وتقول: «زوجى أبو زرع، فما أبو زرع، أناس من حلى أذنى، وملأ من شحم عضدى، وبجحنى فبجحت إلى نفسى».

ويشير البجاوى إلى أن معناها فى الحديث أنه كان يفتخر بها ويعظمها، موضحا أن الكلمة فى الأصل للتعبير عن الفخر بشىء أو بعمل، وهذا يعنى أنها لا تستخدم للذم.

ويضيف محمود عبد الرازق جمعة، الصحفى والمدقق اللغوى، وصاحب صفحة «نحو وصرف» على موقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك، «أن كلمة بجاحة معناها فى الأصل الفرح، وتُستعمل للفخر بالشىء، والشخص اللى بيفخر بنفسه بَجِح، أى أن المفتخر بجح، حتى لو افتخر بشىء غير جيد فهو بجح أيضا لأنه مفتخر».

البجاحة هى الفخر أو الزهو، هذا ما أكده أيضا الدكتور أحمد كشك، عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا، وأستاذ النحو والصرف والعروض، لافتا إلى أن استخدام الكلمة جاء فى الأصل للتعبير عن الفخر والفرح بشىءٍ ما أو بعمل، وليس لوصف عمل مذموم، ولكن مع الأيام تغيرت دلالات الكلمة عند المصريين فتعلّقَت بالافتخار بالشىء السيئ.

لماذا تغيرت دلالة كلمة البجاحة؟

وفى هذا يؤكد محمود عبد الرازق، أن الانتشار، وكثرة استعمال الكلمة فى سياقات مختلفة عن أصلها، تسببا فى ذلك، موضحا أن ذلك تحول وحدث فى كلمات كثيرة منها على سبيل المثال كلمة «بهلول» والتى نستعملها الآن للدلالة على الشخص «الأهطل» أو «غير المدرك» فى حين أن معناها «السيد الذى يلجأ إليه قومه فى الشدائد»، لكن فى بعض الأزمان كان الملوك يقتلون أو تُفقأ عيونهم ويُمثَّل بهم، فأصبح البهلول شخصا هزيلا ضعيفا، والبهلوان فى السيرك، كانت فى الأصل تُطلَق على الفارس الذى يتقافز ويجرى وله فنون ومهارات فى المعركة، ولكن بعد استعمال الطيران والمدفعية أصبح البهلوان هو من يعمل فى السيرك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل