المحتوى الرئيسى

مجلسنا المبارك

06/09 22:39

"دولة الإمارات مع السعودية قلبا وقالباً.. المفروض علينا أن نقف وقفة رجل واحد وأن نتآزر فيما بيننا فنحن نؤمن بأن المصير واحد".

بهذه الكلمات وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" دستور العلاقة الاستراتيجية بين الإمارات والسعودية، هذه الرؤية التي سار على نهجها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بوصفه العلاقات بين البلدين بأنها علاقات استراتيجية تستند إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتكاملة.

هذه العلاقات بين السعودية والإمارات ولدت كبيرة وترسخت عبر الأجيال، وتحمل رؤية ثاقبة للقيادة الحكيمة في البلدين، ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقيادة تعرف أن الفرص التاريخية لن تتكرر متمثلة في الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان.

في هذا الإطار يمكننا أن نفهم الخطوة المباركة بعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الإماراتي السعودي في جدة، وتوقيع العديد من اتفاقيات التفاهم الاستراتيجي التي تجعل من المجلس بمثابة لبنة حقيقية للتكامل بين البلدين ونموذجا لدول المنطقة.

إن رسائل هذا المجلس المبارك تتعدد ويمكننا رصد 6 رسائل رئيسية..

أولى هذه الرسائل أن تطوير العلاقات الاستثنائية بين السعودية والإمارات التي تزينت بلقاء "أهل العزم" تعد دعما لمسيرة مجلس التعاون الخليجي، فخطوات التكامل الإماراتي-السعودي تصب في صالح العمل الخليجي المشترك، فمهام المجلس التنسيقي لا تخل بالتزامات الدولتين ولا بالتعاون القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي، بل تشكل قوة تعزز منظومة مجلس التعاون.

الرسالة الثانية، هي أن خطوات التكامل يجب أن تسبقها تحضيرات على أعلى مستوى، فخلوة العزم المشتركة بين الإمارات والسعودية اللتين عقدتا في أبوظبي والرياض العام الماضي شارك فيهما أكثر من 350 من وزراء وكبار المسؤولين والمديرين في 139 جهة من البلدين، فخلوة العزم 1 و2 كانت بمثابة التحضير الحقيقي لإنشاء المجلس التنسيقي الإماراتي السعودي، فدرس الماضي البعيد والقريب بيّن لنا أن إعلان الخطوات التكاملية، بل الاتحادية في عالمنا العربي، كانت في الأغلب دون عملية تحضير حقيقي وعلمي، ومن هنا كانت خلوة العزم هي أداة التحضير التي أسهمت في أن يكون إعلان المجلس التنسيقي خطوة جادة وحقيقية ومدروسة نحو التكامل بين الإمارات والسعودية.

الرسالة الثالثة تمثلت في اغتنام الفرص التاريخية، وهو درس جديد في السياسة العربية التي اعتادت ضياع الفرص التاريخية، هذه الفرصة التاريخية التي تتمثل في الاقتراب الاستثنائي بين قيادة البلدين، وكونهما يمثلان أكبر اقتصادين عربيين والقوتين الأحدث تسليحا، إلى جانب كونهما نسيجاً اجتماعياً واحداً. 

الرسالة الرابعة هي لأصحاب الأجندات والعملاء والخونة من الإخونجية ومرتزقة قطر الذين ملؤوا الدنيا صراخاً في زعمهم وجود توتر بين الرياض وأبوظبي، بل وصل بهم الأمر للحديث عن صراع بين الإمارات والسعودية، وجاءت صورة الشيخ محمد بن زايد وأخيه الأمير محمد بن سلمان بمثابة الصاعقة التي أخرست ألسنتهم، فكانت الرسالة أن من يراهن على خلاف بين الإمارات والسعودية فإن رهانه خاسر، فهي علاقة استثنائية لا يفهمها ولن يفهمها أو يدركها المتآمرون والمأجورون.

الرسالة الخامسة تكشف لنا أن التكامل الحقيقي لا يكون على المستوى السياسي فقط بل يجب أن يستند على المجالات الاقتصادية والعسكرية والإعلامية والتنمية البشرية، فقوة التكامل تتطلب دعائم ثابتة، وأهم هذه الدعائم هي الاقتصاد والعلاقة بين البشر والإعلام والجانب العسكري.

الرسالة السادسة هي أن التكامل الحقيقي هو تكامل يستفيد منه البشر، فمواطنو الإمارات والسعودية خاصة الشباب هم الهدف الرئيسي من إنشاء المجلس التنسيقي، فالهدف هو زيادة الاستثمارات والشراكة وتطوير القدرات البشرية لأبناء البلدين وتنمية المهارات، وهو ما انعكس في اتفاقيات التفاهم التي شملت في أغلبها مجالات التعاون المشترك في الصناعة والشراكات الخارجية والسياحة والتعليم والبحث العلمي والشباب وريادة الأعمال.

بل تضمنت الاتفاقيات اتفاقاً خاصاً للتعاون في شؤون الشباب، بهدف تمكين الشباب لمواجهة التحديات المستقبلية، والمشاركة الفعالة في وضع خطط ومبادرات إنمائية واجتماعية، وتوفير برامج وخدمات لمساندة رواد الأعمال الشباب السعوديين والإماراتيين للعمل على إقامة المشاريع الخاصة بهم.

إن القيادة الحكيمة هي التي تسعى إلى تحقيق هدف رئيسي هو رخاء وسعادة المواطنين، وهذا هو الدرس الذي تقدمه قيادتا السعودية والإمارات للمنطقة والعالم، واليوم نسعد جميعاً بمجلسنا المبارك.. فمبارك لنا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل