تحديد النسل وتنظيمه .. «جدلية فقهية» تسببت في الانفجار السكاني - صوت الأمة

«لا تحديد نسل في الإسلام»، يرى شيوخ ومنظري التيار السلفي بحرمانية تحديد النسل، يؤمنون بمقولة «العيل بيجي برزقه»، غير آبهين بالانفجار السكاني في ظل ظل جهود التنمية التي تتخذها الدولة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي حذر من الزيادة السكانية، وأكد بشكل دائم أن النمو السكاني في مصر يأكل كل جهود التنمية ويضيعها، ويزيد عن 2.5 مليون نسمة سنويا، وكل فرد منهم يحتاج لفرصة تعليم جيدة، وفرصة عمل جيدة، وحياة جيدة.

أحد دعاة السلفية، الشيخ محمود لطفي، قال إن الأصل في الإسلام تشجيع  زيادة أعداد المسلمين، لأن الكثرة البشرية مصدر قوة عند العقلاء، ولازالت الدول الواعية تتباهى بكثرة سكانها، والدول القوية هي التي تشجع زيادة النسل، والدول الفاشلة هي التي تسعى لتحديد عدد سكانها لأن البشر هم أساس وهدف التنمية ومصدر القوة» حسب قوله.الداعية السلفي، يرى دعاوى تحديد النسل دليلا على فشل العقلية المدنية في التعامل مع الأزمة، حسب قوله، مستندا بقول الله تعالى «ويمددكم بأموال وبنين» وما ورد فى الآثر: «تزوجوا الودود الولود».

ليس محمود لطفي وحده. ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أفتى في وقت بأنه لا يجوز للزوجين الاتفاق على تحديد النسل بولد وبنت فقط، لأن ذلك مكروه، وليس في قلة النسل بالضرورة تفرغ للتربية، وأما التحريم فلا، إلا مع فساد الاعتقاد كخوف الفقر.

فتاوى التيار السلفي نابعة من الأساس من فتوى ابن عثيمين، والذي حرم «تحديد النسل» إذا كانت الدولة تتخذه سياسة لها، فقال إن منع الحمل على نوعين: أحدهما : أن يكون الغرض منه تحديد النسل بمعنى أن الإنسان لا يتجاوز أولاده من ذكور أو إناث هذا القدر فهذا لا يجوز لأن الأمر بيد الله عز وجل ولا يدري هذا المحدد لنسله فلعل من عنده من الأولاد يموتون فيبقى ليس له أولاد.

ابن عثيمين: تنظيم النسل حلال لكن في حالات وبشروط

النوع الثاني اشترط إذن الزوج، قال: «من حمل لتنظيم النسل بمعنى أن تكون المرأة كثيرة الإنجاب وتتضرر في بدنها أو في شؤون بيتها وتحب أن تقلل من هذا الحمل لمدة معينة مثل أن تنظم حملها في كل سنتين مرة فهذا لا بأس به بإذن الزوج لأن هذا يشبه العزل الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه ولم ينهى عنه الله ولا رسوله».

وورد في السنة النبوية، حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تناكحوا، تكاثروا، تناسلوا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة»، يقول علماء الحديث إن وقت الحديث، كان تعداد المسلمين يضع مئات، لذا كان الحث على الإنجاب للكثرة العددية.

وترى دار الإفتاء المصرية ، أنه لا ضير في تنظيم النسل من تحديد النسل، بحسب فتوى نشرت على موقعها الرسمي بتاريخ 17 يناير 2016، تقول: «كما أن الأولاد هبة مهداة إلى الإنسان فهم أيضًا أمانة وفتنة واختبار ومسئولية معلقة في عنقه لا بد من أن يرعاها حق رعايتها كما في فتنة الأموال، قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 28]، وقد أمر الله عز وجل المؤمنين بالعمل على إصلاح النفس والأهل والنأي بهم بعيدًا عن الهلاك فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» رواه أبو داود والنسائي في «السنن الكبرى» واللفظ له.

يضيف نص الفتوى: «الإضاعة كما تكون بعدم الإنفاق المادي تكون أيضًا بالإهمال في التربية الخلقية والدينية والاجتماعية، فالواجب على الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم دينيًّا، وجسميًّا، وعلميًّا، وخُلُقيًّا، ويوفروا لهم ما هم في حاجة إليه من عناية مادية ومعنوية».

دار الإفتاء: من لم ينظم «الإنجاب» كلف نفسه ما يفوق وُسْعَها

وتابعت دار الإفتاء: «ما لم يغلب على ظن الإنسان أن لديه القدرة على تحمل مسئولية الأولاد، فإنه ما لم ينظم عملية الإنجاب عرض نفسه لتكلف ما يفوق وُسْعَه من واجبات، بل تعرض بذلك للوقوع في إثم الإخلال بحقوق من سيعولهم من الأبناء، بما يعود عليه وعلى زوجته وأولاده بالمشقة والضرر، والله تعالى لا يرضى أن يُضارَّ والد ولا والدة بسبب ولدها؛ قال الله تعالى: ﴿لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾ [البقرة: 233]، وهذا وإن كان خبرًا في الظاهر لكن المراد منه النهي. انظر: «تفسير الإمام الرازي» (6 /462، ط. دار إحياء التراث العربي- بيروت).

وفق دار الإفتاء: هذا النهي يشمل كل المضار سواء كانت مضارًّا في الدنيا بتكلف الإنسان ما لا يطيقه ويجعله تعيسًا في حياته، أو في الآخرة بتحمل الإنسان مسئولية يعلم من نفسه أنه سيعجز عنها وسيحاسب على إضاعتها حسابًا شديدًا في الآخرة، ولهذا قال نبي الله نوح عليه السلام في شكواه قومه إلى ربه عز وجل: ﴿رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا﴾ [نوح: 21]، ففي هذا دلالة على أن الذرية لا بدَّ معها من الصلاح والإصلاح، وإلا فالقلة الطيبة خير من الكثرة الفاسدة المستتبعة للخسار.

والإسلام لم يفرض على كل مسلم أن ينجب عددًا معينًا من الأبناء، لكن حث عموم المسلمين على النكاح والتكاثر، وذلك لمن كان منهم مستطيعًا، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» رواه أبو داود والنسائي.

وزارة الزراعة تنصح بزراعتها.. "النيم" شجرة تحديد النسل ومقاومة الأمراض والحشرات

أزمة «تحديد النسل» تعود.. وزير الأوقاف يجيزها.. والسلفيون :«الأرزاق بيد الله»

وزير الأوقاف يناقش تحديد النسل بمحاضرة للأئمة