المحتوى الرئيسى

عادات المصريين في شهر رمضان بعيون "الرحالة"

06/08 19:00

صورة أرشيفية أثناء إطلاق مدفع رمضان بالقلعة

ارتبط شهر رمضان الكريم بالعديد من العادات والتقاليد المصرية المتوارثة منذ عصر الفاطميين والمماليك، وسجل العديد من المؤرخين والرحالة عادات المصريين خلال شهر رمضان بداية من استطلاع هلال رمضان وحتى إضاءة الشوارع والطرقات بالأنوار والزينة.

وسجل الرحالة ارتباط شهر رمضان مع المصريين بالعديد من الأكلات المميزة في الإفطار والسحور، كما عرفت مصر مدفع رمضان في الإفطار  والسحور ونقلته لباقي الشعوب الإسلامية، وضرب الطبول وتجول "المسحراتي" قبل وقت السحور. 

يقول الرحالة "دي بريدنباج" إنه حين زار القاهرة لم يستطع النوم من الغناء ودق الطبول طوال الليل، إذ كانت الليلة هي ليلة استقبال المصريين لشهر رمضان، أما الرحالة "ابن بطوطة" المغربي وصف استقبال المصريين لهلال رمضان واحتفال العامة به في القرن الثامن الهجري وصفاً دقيقاً.

ودهش الرحالة "فابر"، الذي زار مصر سنة 1483ميلادية ليلة دخوله القاهرة لكثرة الأنوار والمشاعل في الطرقات، والفوانيس مختلفة الأشكال التي يحملها الكبار والصغار، ولما استفسر عن سبب كل هذه الجلبة قيل له إنه شهر رمضان، والمسلمون يحتفلون به على ذلك الوجه.

كذلك لاحظ الرحالة سيمون سيجولي أن الحوانيت، لا سيما محال الطعام، تظل أبوابها مفتوحة طوال ليالي شهر رمضان، ويذكر ابن الحاج في كتابه "المدخل" أن المدن المصرية في عصر المماليك اختلفت في طريقة التسحير، وجرت العادة أن يطوف أصحاب الأرباع وغيرهم بالطبلة على البيوت وهم يضربون عليها".

ارتبطت هذه الجملة في أذهان المصريين مع أذان المغرب معلناً نهاية يوم صيام، والمقولة لها جذور تاريخية بدأت مع عصر الإخشيديين عام 859 هـ، في أثناء حكم الوالي "خوشقدم"، والغريب أنها جاءت مصادفة ولم يكن مقصوداً بها إعلان فترة الصيام وبدء الإفطار، بل عرفت عندما قام الوالي بإطلاق طلقة من المدفع الجديد على سبيل تجربته.

وعندها توجه الأهالي إلى قصره للتهنئة بالمدفع وتوجيه الشكر لهم على تذكيرهم بالإفطار، وتوقفت هذه العادة بعد ذلك، قبل أن تقرر "الحاجة فاطمة" زوجة السلطان إعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، وعرف بعد ذلك بمدفع "الحاجة فاطمة" تقديراً لموافقتها على طلبهم.

انتقلت فكرة مدفع رمضان إلى بعض الدول الإسلامية منها الكويت عام 1907، وباقي بلدان الخليج العربي، ثم العديد من الدول الأفريقية منها تشاد والنيجر ومالي والسودان، كما عرفته دول شرق آسيا.

وتعيد بعض الروايات ضرب المدفع إلى محمد علي الكبير، والي مصر، الذى كان يشهد تجربة مدفع جديد من المدافع التي استوردها من ألمانيا في إطار خطته لتحديث الجيش المصري، وانطلقت أول طلقة وقت أذان المغرب خلال شهر رمضان.

رواية أخرى تعيد إطلاق المدفع إلى عهد الخديوي عباس الأول عام 1853م، بتخصيصه مدفعاً لشهر رمضان في قلعة محمد علي، وكان طوال أيام العيد يطلق 21 طلقة يومياً.

وزعت المدافع الرمضانية على العديد من المناطق في القاهرة ليسمعها كل سكان القاهرة، مثل مناطق القلعة، العباسية، وحلوان، واستمر ضرب المدفع ولم يتوقف سوى خلال فترات الحروب، وكانت المرة الأخيرة التي عاد فيها عام 1983 حتى الآن، لكن نقل المدفع من القلعة حتى لا تتأثر المنطقة الأثرية بالمدافع.

"موائد الرحمن" من العادات الاجتماعية التي اشتهرت بها مصر وتمثل تكافلاً اجتماعياً، ومن خلالها يطعم القادرون والأغنياء الفقراء والمسافرين في الشوارع والطرقات العامة والحدائق.

وتعود هذه العادة المتوارثة إلى الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي"، الذي نظم مأدبة إفطار كبيرة بجوار جامع عمرو بن العاص لإطعام الفقراء.

لا يمكن أن يحل شهر رمضان دون تزيين شوارع مصر بـ"فانوس رمضان"، وبدء ارتباط الفانوس بشهر رمضان خلال عهد المعز لدين الله الفاطمي، عندما خرج أهالي القاهرة من رجال ونساء وأطفال للترحيب بالخليفة ليلاً يحملون الفوانيس والمشاعل لإضاءة الطريق أمامه.

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل