المحتوى الرئيسى

سياسيون: عوامل داخلية وراء الاحتجاجات.. وإسرائيل المستفيد الأكبر منها

06/08 10:06

على مدار أشهر ماضية، دأبت إسرائيل على استضافة الندوات التى تتحدث عن مستقبل النظام السياسى فى المملكة الأردنية الهاشمية، وتدعم فكرة سقوط النظام الملكى، خاصة مع وقوف الأردن مع بعض الدول العربية كحجر عثرة أمام بعض المخططات الإسرائيلية التى تهدف إلى تمرير مشروعات ما تتعلق بتسوية النزاع الفلسطينى الإسرائيلى وحول مستقبل الفلسطينيين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتهجير أو أن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين المهجرين كأحد الخيارات المطروحة.

مستشار عاهل الأردن السابق: «تل أبيب» تريد إسقاط النظام الأردنى الحالى.. والصهيونية متمسكة بالمملكة الهاشمية وطناً بديلاً لتهجير الفلسطينيين

وقبل نحو 5 أشهر استضافت إسرائيل، المعارض الأردنى مضر زهران، إلى جانب قادة من اليمين الإسرائيلى وتم تقديم الندوة تحت عنوان: «الأردن هى فلسطين»، وبحث مسألة الوطن البديل للفلسطينيين وآلية تطبيق تلك الخطة. وبحسب فيديو تم تداوله للمعارض الأردنى، فإنه قال للمشاركين إن جعل الأردن كوطن بديل للفلسطينيين لن يكون إلا من خلال إحداث تغيير فى النظام الحاكم بالأردن، ومع اندلاع الاحتجاجات الأخيرة فى المملكة على خلفية زيادة ضريبة الدخل، وهى أقوى موجة احتجاجات واجهها النظام الحالى، وبعيداً عن دور العامل الخارجى فى تحريكها، أثيرت التساؤلات حول مآلات تلك الاحتجاجات وتأثيرها على مستقبل النظام، فى الوقت الذى يدور فيه الحديث عما يعرف بـ«صفقة القرن» وهى الصفقة التى يجهز لها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كتسوية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلى.

وقال عدنان أبوعودة المستشار السياسى للعاهل الأردنى الراحل الحسين بن طلال، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «العامل الخارجى غير مباشر فى الاحتجاجات الأخيرة، ويأتى من خلال الاضطرابات التى تحدث فى سوريا والعراق، لأن الأردن بموقعه الجغرافى أغلق حدوده البرية مع هاتين الدولتين ما أضر بالأوضاع الاقتصادية، ولكن فى الداخل هناك عوامل أخرى داخل الدولة ترتبط بترهل الجهاز الإدارى، ونتائج برامج الخصخصة، وغياب دور البرلمان كقوة رقابية للقيام بدور المساءلة، وهذه الأمور نتج عنها هذا الواقع الذى ليس من صنع الأمس أو اليوم».

وحول استفادة إسرائيل من ذلك، أكد «أبوعودة» أن المستفيد الأكبر من كل ما يجرى فى المنطقة، بما فى ذلك الواقع الاقتصادى فى الأردن وارتفاع البطالة، هى إسرائيل. وأضاف: «لكى تعرف كيف تستفيد إسرائيل من ذلك، فإن عليك أن تفهم أولاً ما هى الصهيونية، الصهيونية لا تريد فى داخل فلسطين التى تحتلها غير اليهود، ولا تريد وجود أى فلسطينى، وتريد أن تحدث ذلك من خلال ظاهرة الهجرة التى ترتبط بأسباب اقتصادية غالبا وهذه الفترة التى تحولت إلى ظاهرة كونية موجودة».

وتابع: «إسرائيل تعمل على توظيف هذه الظاهرة الكونية لتخدم السياسة، بالضغط على من هم فى الداخل من فلسطينيين حتى يهاجروا إلى الخارج. الهجرة الجماعية لا تتم إلا فى الحروب كما حدث مثلاً مؤخراً فى سوريا، إسرائيل حتى تهجرهم لا بد من حرب، كما حدث وهجرت الدفعة الأولى من فلسطين عام 1948، والدفعة الثانية هجرت بعد حرب 1967، أى دفعتين بعد حربين، لكن بقى فلسطينيون فى الداخل وهى لا تريد ذلك، فاعتمدت على فكرة استقدام اليهود وتوطينهم مكان الفلسطينيين، وبالتالى إسرائيل هى المستفيد من هذه العملية، بتحقيق الركيزة الثانية للصهيونية بعد احتلال فلسطين وهذا حدث عام 1967، والركيزة الثانية هى إخراج الفلسطينيين من الأرض، وهو ما يسمى بالاستيطان الإحلالى، هنا يتضح كيف تستفيد إسرائيل مما يحدث فى الأردن والمنطقة».

وقال «أبوعودة»: «لكن لا أحد يقبل فكرة أن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، لا الفلسطينيين ولا الأردنيين، ولكن هذا ما يريده الإسرائيليون وهكذا يفكرون، يفكرون أن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين منذ زمن بعيد، ومنذ بدأت الصهيونية وهى تفكر بهذه الطريقة، والصهاينة صبورون جداً، إذاً لديهم هدف يتمسكون به، مع الدعم الذى يتخذونه من الغرب المسيحى فى أوروبا والولايات المتحدة، أو ما تسمى بالمجموعة المسيحية المتصهينة الموجودة فى الإدارة الأمريكية ومن بينهم نائب الرئيس الأمريكى».

واستطرد «أبوعودة»: «من مصلحتهم أن يسقط النظام الأردنى، بعيداً عن أن الاحتجاجات الحالية أمر داخلى محض». وعمن يوصفون بأنهم معارضون أردنيون تستضيفهم إسرائيل ويتحدثون عن إسقاط النظام، قال المستشار السياسى لملك الأردن الراحل: «هؤلاء مأجورون، ليس تياراً أو حزباً، بل مجرد أفراد مستأجرين لا تهتمون بهم». وقال «أبوعودة»، حول المخرج الحالى من أزمة الاحتجاجات: «المخرج الحالى هو أن الملك عبدالله اتخذ إجراء مهماً بتغيير رئيس الوزراء، ورئيس الوزراء الجديد مؤهل اقتصادياً ومحبوب على المستوى الشعبى، ونأمل أنه مع حكومته الجديدة أن يتخذوا سياسات عاقلة تضع فى اعتبارها كل ما قلته ونحن بالانتظار».

معارض أردنى من إسرائيل: تنفيذ مقترح «الوطن البديل» لن يتم دون تغيير.. و«فهمى»: المؤامرة بدأت بإسقاط إشراف «عمّان» على المقدسات

من جهته، قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمى، لـ«الوطن»، إن «فكرة أن يكون لإسرائيل يد بهذه الاحتجاجات مستبعدة، وهناك لبس فى مواقف كثير من الدول العربية بشأن التعامل مع الأردن، والتأكيد أن المملكة ستعارض ما يسمى بصفقة القرن». وأضاف: «الواقع يشير إلى ضغوطات تتعرض لها الأردن اقتصادياً بالأساس، ولأول مرة فى تاريخ الحركات الشعبية فى الأردن ألا يركب الحدث جماعة الإخوان، وإنما تقوده نقابات فنية ومهنية، ما يشير إلى أن الموضوع بالأساس مرتبط بظروف اقتصادية فشلت الحكومة الأردنية الحالية والحكومة الأردنية السابقة فى التعامل معها».

وتابع «فهمى»: «وثانياً: أقصى ما يمكن أن يصل إليه الحراك الشعبى أن المطالب تذهب إلى إنشاء ملكية دستورية فى الأردن، أى نظام ملكى لكن بنظام دستورى جديد لوضع الملك، والأمر الثالث أن شرعية الحكم فى الأردن مستمدة من بعد دينى هى الحكم الهاشمى، هى شرعية دينية أصلها فى هذا الإطار. وبالتالى موضوع إسقاط نظام الحكم بهدف تهيئة الأجواء لصفقة القرن أمر مستبعد». واستدرك أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: «ولكن يبقى الأردن هو الخيار البديل، وليس الوطن البديل، أى يتم توطين الفلسطينيين فى أماكنهم، ويحصل الأردن على عائد مالى كبير وتتم الترضية بصورة أو بأخرى. والمؤامرة بدأت على الأردن فى الفترة الأخيرة بإسقاط إشراف عمان على المقدسات الإسلامية فى القدس المحتلة، حيث كان هناك اتفاق ثلاثى أردنى فلسطينى إسرائيلى، وهذا حدث مع تحول القدس إلى عاصمة لإسرائيل، وبالتالى لم يعد للأردن وجود قوى».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل