المحتوى الرئيسى

ألمانيا - تقرير يكشف عن تلاعب بطلبات اللجوء في بريمن لدوافع إجرامية

06/08 02:08

ذكر تقرير صحفي الخميس (السابع من حزيران/ يونيو 2018) أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، والمعروف اختصارا باسم "بامف"،  قد توصل، وفق مراجعة داخلية، إلى نتائج تثبت أن الرئيسة السابق لمكتب بريمن تعمدت التلاعب في طلبات اللجوء لدوافع إجرامية.هذا ما كشفته شبكة التحرير الصحفي "دويتشلاند" اعتماداً على تقرير للمحققين الداخليين في مكتب الهجرة يعود إلى تاريخ 25 من شهر أيار/ مايو الماضي.

وباختصار، واستناداً إلى فحص العديد من الملفات، يمكن القول إن المديرة السابقة لفرع المكتب في بريمن قد قامت على مدى سنوات "بانتهاك القانون الواجب التطبيق والأحكام القانونية، والمبادئ التوجيهية المتعلقة بالسلامة والتعليمات الداخلية في عدد غير محدد من الإجراءات"، على حد قول الشبكة الإعلامية الألمانية استناداً إلى التقرير الداخلي لمكتب الهجرة وشؤون اللاجئين.

مهمل وفاسد، هكذا يرى حاليا الكثيرون مكتب الهجرة واللاجئين والعاملين فيه. الصحفي عبد الله خان عمل كموظف في المؤسسة. وهو يشرح في مقابلة لدويتشه فيله كيف شعر أنه يعمل في خط انتاجي على القطعة. (07.06.2018)

تلاحق أزمة اللاجئين المستشارة ميركل، فهي مطالبة بتوضيح ما كانت تعرفه عن الظروف الكارثية داخل مكتب الهجرة واللاجئين ـ وفي أحسن الأحوال أمام لجنة تحقيق برلمانية، كما يحبذ كريستيان تريبه في تعليقه التالي. (04.06.2018)

وكانت وزارة الداخلية الألمانية، قد أكدت في وقت سابق أن مكتب بريمن منح منذ عام 2000، وضع الحماية إلى شخص مصنف على أنه خطر وإلى آخر منتمي للطيف الإسلامي. ويذكر أن الأشخاص المصنفين على أنهم خطرون هم من تعتقد السلطات الأمنية فيهم أن بإمكانهم شن هجمات إرهابية.

وتأتي هذه الأرقام بناء على مراجعة أجراها مكتب حماية الدستور"الاستخبارات الداخلية" لـ18 ألف قرار إيجابي أصدره المكتب في بريمن. وجاء إعلان الداخلية لتصحيح ما ذكرته شبكة التحرير الصحفي "دويتشلاند" في تقرير لها من أن مكتب بريمن، منح منذ عام 2000، وضع الحماية لأكثر من 80 متطرفاً.

وقالت متحدثة باسم الوزارة إن المراجعة أوضحت أن مكتب بريمن منح وضع الحماية لـ 46 شخصاً لهم صلة بالإسلام السياسي، و40 آخرين ممن لهم صلة بأيدولوجيات أجنبية وليست إسلامية. وأضافت أنه ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء متطرفين، كما أن من الممكن أن يكونوا أشخاصاً لهم مجرد صلة بآخرين مشتبه في صلتهم بمثل هذه الأطياف.

ويشار إلى أن هناك اشتباهاً في أن فرع هيئة الهجرة واللاجئين في بريمن منح حق اللجوء لما لا يقل عن 1200 شخص بدون أساس قانوني كاف في الفترة بين 2013 حتى 2016، الأمر الذي نفته مديرة الفرع السابقة في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الشعبية الألمانية.

أ.ح/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب، ك ن أ)

في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.

مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.

عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.

كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.

أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.

وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.

وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل