المحتوى الرئيسى

مآسٍ في حياة إسماعيل ياسين.. أستاذ الكوميديا الذي مات حزينًا

06/07 03:16

"أبو ضحكة جنان"، "أستاذ الكوميديا"، "الضاحك الباكي".. ألقاب كثيرة أطلقها الجمهور على الفنان الراحل الكبير إسماعيل ياسين، الذى لم يرَ جمهوره سوى صورته الضاحكة، ويستمتع بمونولوجاته، بينما عاش هو وأسرته الكثير من المآسي اختتمها بوفاته فقيرًا ووحيدًا.

ولد إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر 1912، في ميدان الكسارة بمنطقة الغريب بالسويس، لأسرة ثرية معروفة بتجارة الذهب، وتوفيت والدته وهو صغير فتزوج الوالد من سيدة أخرى كانت سببًا في تراكم الديون عليه والزج به في السجن، وكان إسماعيل يعاني من ذلك، لذا حاول البحث عن عمل ليبعد عن السويس وبطش زوجة والده.

لم يُكمل إسماعيل تعليمه الابتدائي، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، وعمل مناديًّا أمام محل بيع أقمشة، ثمّ هجر المنزل خوفًا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديًّا للسيارات بأحد المواقف بالسويس.

في كتابه "رجال صنعوا السويس"، يقول المؤرخ حسين العشي، إنّ إسماعيل ياسين ترك السويس وعمره 16 عامًا ليبدأ رحلة حياة صعبة، حيث عمل في فرقة للرقص بشارع محمد علي، ثم في كازينو بديعة مصابني، وكانت من رائدات المسرح الاستعراضي.

تمتع "إسماعيل" بمواصفات عديدة جعلت منه مونولوجستًا وممثلًا بارعًا، وقدم أكثر من 166 فيلمًا خلال مشواره الفني، منها 16 فيلمًا قدمها خلال عام واحد، بجانب تقديمه 60 مسرحية. 

لكن على الرغم من كل المجد الذي عاشه الفنان الراحل في فترة الخمسينيات، والنجاح الباهر الذي جعله نجم الشباك بلا منازع، فإن إسماعيل ياسين عاش- كما يقول المؤرخ السويسي- حياة بائسة، فقد تعرض إلى الكثير من اللحظات المحزنه في حياته.

من تلك الوقائع، أنّه عندما كان يؤدي منولوجًا أمام الملك فاروق، قال: "مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك"، فثار الملك ورد غاضبًا: "إنت بتقول إيه يا مجنون؟"، فحاول إسماعيل أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء وسقط مغشيًّا عليه بالفعل لينجو من غضب الملك.

وأرسل الملك فاروق طبيبه الخاص لفحص إسماعيل، وفهم الطبيب ما حدث، فكتب تقريرًا للملك أكد فيه أن الفنان الكوميدي تعرض لحالة عصبية سيئة دفعته ليقول ذلك، وأن هذه الحالة جعلته يفقد وعيه مؤقتًا.

ويبدو أن تقرير الطبيب، وإن كان يحاول إنقاذ اسماعيل، إلا أنه تسبب في زجه في مستشفى الأمراض العقلية، حيث أمر الملك بعلاجه في المستشفى، ومكث فيه بالفعل لمدة 10 أيام.

وأيضًا فكر إسماعيل ياسين في إجراء عملية تجميل لتصغير فمه بسبب تعليق جارح، حيث رُشح لأداء دور ضمن فيلم "علي بابا والأربعين حرامي" مع الفنان علي الكسار، إلا أن المخرج توجو مزراحي قال له: "مش هتنفع في السينما لأن وشك كله بُق، روح لجراح خليه يعملك عملية تضيق بيها بُقك شوية وبعدين تعالى".

لكن ما منعه من إجرائها هو أجر الطبيب العالي، حيث طلب منه 30 جنيهًا لإجراء العملية، لكن عندما علم الفنان علي الكسار بما حدث غضب بشدة، فما كان من المخرج إلا أن وافق لأداء إسماعيل ياسين هذا الدور.

وكانت الصدمة الكبرى في حياته، عندما فوجئ بأنّ رصيده في البنك اختفى، حيث كان يمتلك في حسابه 300 ألف جنيه إلا أنه وجد 2 جنيه فقط، بعدما حجزت الضرائب على رصيده، وهو ما تسبب في إصابته بأعراض الشلل النصفي لأسبوع بسبب ما جرى، فذهب إلى لبنان وحيدًا ليعمل هناك بالمونولوج، وعاد من جديد إلى مصر بعد أن أرهقه مرض ''النقرس".

في حوار صحفي له قبل وفاته، قال الكوميدي الراحل: "هل من المعقول أن يتحول إسماعيل ياسين إلى شخص يقرع باب عبدالحميد جودة السحار (كان حينها يشغل منصب رئيس هيئة مؤسسة السينما) ليسأله أن يتيح له فرصة عمل في السينما، أو يتصل بالمسئولين في المسرح من أجل فرصة عمل بمسارح الهيئة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل