المحتوى الرئيسى

الحنة في غَرب سهيل.. صَنعة وفَن في بيت "أم عبير"

06/07 02:37

داخل منزلها الكبير بغرب سهيل النوبية، تجلس "أم عبير" السيدة الأربعينية، أمامها فتاة أجنبية، تُمسك بيديها، تَنقش عليها مفتاح الحياة، تعمل بدقة وهدوء واهتمام، فيما يقف بجانبها عدد من الأجانب في انتظار دورهم حتى تضع السيدة النوبية لمساتها الفنية بـ "الحنة" على أياديهم وذراعهم، كونها واحدة من أشهر النساء في هذا المجال بالنوبة.

منذ نحو 11 عاما، كانت "أم عبير" عاشقة للرسم على "الكراسة" كما تقول، تضع بخطها أشكال من وحي التراث النوبي، أو الرسوم الفرعونية، ثم تطور الأمر إلى نقشها بالحنة على أيادي ذويها وجيرانها "لحد ما اتعلمتها لوحدي، وبقيت أعملها للأجانب" منذ ذلك الوقت بيتها مفتوح للجميع من التاسعة صباحا حتى الثامنة مساءا.

تتذكر السيدة ذات الابتسامة الصافية أول مرة في التجربة "عملت لواحدة أسبانية، طلبت عين حورس، وقالتلي حلوة، حمستني إني أكمل" وصارت مع الوقت مهنتها، وملاذها الوحيد بعد وفاة زوجها منذ سنوات، تقضي اليوم في العمل، تستريح في منتصف اليوم ساعة "وأكمل لحد بليل، لأن الضغط على المكان كبير".

اشتهرت "أم عبير" يأتيها الأجانب خصيصًا "عشان بيسمعوا عني من صحابهم اللي جُم قبل كدا" ويحرصون على التقاط الصور التذكارية معها كتقدير لموهبتها في رسم الحنة على كفوفهم وأجسادهم.

لم تكن الحياة تمضي بوتيرة واحدة، مع زيادة الوافدين على بيتها، منحت المكان مزيدا من التفاصيل التي تُعجب الأجانب "الناس تقدر تقعد تشرب حاجة، وعندنا تماسيح، وهدايا" الدنيا ضحكت كثيرًا لها، غير أنها مرت بفترة صعبة "في فترة الصورة، البيت كان بينش، قعدنا سنتين تلاتة لحد ما الأمور بدأت ترجع واحدة واحدة".

الحنة التي تستخدمها "أم عبير" طبيعية، لا توافق على التعامل بأشياء مصنعة "عشان متضرش الزباين" تأتي بالحنة خصيصًا من السودان "وأنا اللي بعمل الرسومات بنفسي" لديها أكثر من كتالوج داخله العشرات من الأشكال النوبية والفرعونية "الأجانب بيحبوا العين ومفتاح الحياة".

في الآونة الأخيرة، عادت الحركة من جديد إلى بيتها النوبي الجميل "دلوقتي أحسن كتير من السنين اللي فاتت" يأتي الأجانب من جنسيات متعددة، وبات للمصريين تواجد أيضًا "خاصة في فترة الإجازات".

على بُعد أمتار قليلة منها، وفي الغرفة ذاتها، تنهمك ابنتها في نَقش الحنة على يد فتاة مصرية "اتعلمت الحنة من أمي، كنت بقعد أشوفها بتعمل إزاي وحبيت الموضوع" تدرس عبير في معهد تمريض، تُحب دراستها لكنها ترغب في استكمال مشوار والدها في عالم "الحنة".

"بحب موضوع الحنة، بتعامل معاه إنه فن مش مجرد شغلانة" تقولها عبير بينما تلمع عيناها، تؤكد أن مازالت في طور التعليم إذ ترى الأم قدوتها وفنانة كبيرة "وعندي أفكار جديدة بحاول أطبقها في الحنة" إذ تحصل على أشكال أخرى من الإنترنت وتعرضها على الأجانب "بيفرحوا أوي، وهما كمان بيرشحولي حاجات جديدة".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل