المحتوى الرئيسى

عميد لغات وترجمة بالأزهر: يجب أن نحاور من يطالبون بتجميد آيات القرآن.. مكانة الأزهر عالميا أعلى من قيمته لدى المصريين.. بعثاته والأوقاف قوة ناعمة لمصر.. وطعم خاص لشهر رمضان فى أوروبا

06/07 01:16

عميد لغات وترجمة بجامعة الأزهر فى حوار لـ"صدى البلد" :

* مكانة الأزهر عالميا أعلى من قيمته لدى المصريين

* مدة الصوم فى ألمانيا تصل الى 19 ساعة ونصف الساعة

* إقامة الشعائر فى بلد غير إسلامية لها طعم خاص

* أقترح على الأزهر والأوقاف إرسال دُعاة يتحدثون لغة بلد الابتعاث

* إحتفال المسلمين فى الخارج بالعيد يشبه مصر

قال الدكتور طه بدري، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر،إن عادات وتقاليد شهر رمضان فى ألمانيا والنمسا وسويسرا تختلف الى حد كبير عن مصر.

وذكر "بدري" أن عدد ساعات الصوم فى ألمانيا تختلف فى الصيف عن الشتاء وتصل الى 19 ساعة ونصف الساعة لأن أذان المغرب فى بعض دول أوروبا يكون الساعة 10 ليلًا والعشاء 12 والسحور 2 فجرا، ولكن الذي يعوض ساعات الصوم الكثيرة هو أن الطقس لديهم أخف وطأة من الطقس لدينا.

وأضاف «بدرى» فى حواره لـ"صدى البلد" ، أن إحتياجات الأقليات المسلمة تختلف حسب حاجة البلد التى يعيشون فيها ولكن جميعهم فى حاجة لمن يوصل لهم رسالة الإسلام الصحيحة ووسطية الإسلام.

وأعرب عن إعجابه الشديد بجهود شيخ الأزهر وجولاته فى شرق وغربي العالم وذلك من أجل نشر الفكر الصحيح والإطلاع على أحوال المسلمين، فضلا عن البعثات التى يُرسلها الازهر والأوقاف للخارج سواء فى شهر رمضان أو في غيره.

- ما أبرز عادات وتقاليد الشعوب حول العالم فى رمضان؟

من خلال تجربتي في ألمانيا والنمسا وسويسرا تختلف عادات وتقاليد رمضان الى حد كبير بالنسبة لمصر، فالبعض فى هذه الدول يكون على تواصل مع ذويهم والمركز الإسلامي ويتابعون من خلال وسائل الإعلام المختلفة متى سيبدأ رمضان ويستعدون له.

والمركز الإسلامي يقوم بعمل موائد إفطار راقية يحضر فيها العائلات ويشاركون بالمأكل والمشرب وصندوق الزكاة والصدقات ويصلون العشاء والتراويح جماعة، فضلآ عن أن العادات والتقاليد داخل المركز متشابهة مثل مصر، مع العلم أن ألمانيا بلد غير إسلامية وللحق والإنصاف يعلنون فى نشرات الأخبار بداية شهر رمضان فى البلاد الإسلامية ولكن لا تشعر برمضان في شوارع ألمانيا ، فإقامة الشعائر الإسلامية فى بلد غير إسلامية لها طعم خاص.

- ما هو المركز الإسلامي ؟

هو عبارة عن مبني مستقل به كل ما يحتاجه المسلم حيث يضم مسجد ومكتبة إسلامية ومكان لتحفيظ القرأن الكريم ومكان لصلاة السيدات ويكون هناك مكان لإلقاء المحاضرات الشرعية والدينية ، فهو شعاع لتوصيل الصورة الصحيحة لغير المسلم، وموجود فى كل من النمسا وسويسرا وفى كل الدول الأوروبية.

وياتي للمركز زيارات من المدراس الألمانية فضلًا عن أن الأزهر له دور مشهود به فى إهتمامه بالأقليات المسلمة الموجودة فى البلاد غير الإسلامية فالأزهر والأوقاف يرسلون سنويا بعثات من المشايخ يقيمون شهر رمضان طوال الشهر حيث يوجد أكثر من مركز إسلامي فى المانيا بخلاف المساجد المنتشرة، ولكن على الجانب الألماني يوجد فى الجامعات الألمانية أقسام للدراسات الإسلامية.

- هل يوجد دار إفتاء فى الدول الأوروبية ؟

المسلمون فى الدول الأوروبية يصومون حسب الرؤية فى البلاد الإسلامية والمركز الإسلامي ياخذ الرؤية من مصر او السعودية فوجب على كل الموجودين فى البلد الأوروبية أن يلتزموا بهذا بحيث لا يتفرق المسلمون فى الصيام، فضلًا عن أن الأزهر الشريف نادى منذ فترة طويلة بأن يكون هناك مركز إسلامي فلكي عالمى حتى لا تحدث فروق للصيام.

- كم عدد ساعات الصيام فى ألمانيا ؟

عدد ساعات الصوم فى ألمانيا تختلف فى الصيف عن الشتاء وتصل الى 19 ساعة ونصف الساعة لأن أذان المغرب فى بعض دول أوروبا يكون الساعة 10 ليلًا والعشاء 12 والسحور 2 فجرا، ولكن الذي يعوض ساعات الصوم الكثيرة هو أن الطقس لديهم أخف وطأة من الطقس لدينا.

والذى لا يستطيع صيام الـ 19 ساعة فهناك بعض الفتاوى تتعلق بان من لا يستطيع صيام هذه المدة فله ان يصوم على عدد ساعات البلاد المجاورة له التى تكون عدد ساعات الصوم بها أقل أو على عدد ساعات مكة المكرمة.

- هناك جهود أكثر يمكن أن يقدمها الأزهر في نشر الإسلام عالميا؟

لم اعتقد انه لم يوجد اى مؤسسة فى العالم ولا فى اى دولة إسلامية تقوم بجهد من أجل الإسلام والمسلمين بقدر جهد الأزهر، قائلًا " الف تحية وسلام للأزهر"، فضلا عن جهود شيخ الأزهر فى شرق وغرب العالم و ذلك من أجل نشر الفكر الصحيح والإطلاع على أحوال المسلمين عن قُرب و البعثات التى يرسل بها الأزهر للخارج سواء فى شهر رمضان او فى غيره لبعض المعاهد الأزهرية فى الدول غير الإسلامية التابعة للأزهر خاصة فى دول أفريقيا ولكن نريد المزيد.

واقترح على الأزهر ووزارة الأوقاف انهم لا يرسلون الى الدول الغير ناطقة باللغة العربية إلا دُعاة يتحدثون بلغة البلد التى يبعثون اليها فغير معقول ان يذهب داعية إسلامى لفرنسا ولا يعرف الفرنسية بحجة ان المسلمون هناك يعرفون العربية، ولكن الأزهر بدأ يستعين بخريجي كلية الدراسات الإسلامية قسم اللغات والترجمة.

- كيف ترى دول العالم الأزهر وعلماءه ؟

حقيقةً الأزهر مكانته لدى غير المصريين ربما أعلى من مكانته لدى المصريين، فالأزهر له مكانته فى مصر والشعب المصري ولكن صورته أعلى بكثير لدى الشعوب الأخرى فينظرون اليه على انه شئ فوق الوصف وهذا ما لاحظناه فى الزيارات التى يقوم بها شيخ الأزهر لدول العالم حيث يستقبلونه إستقبال يفوق إستقبال رؤساء الدول وهذا لم يأت من فراغ.

فالأزهر له مكانته وسيبقي رغم كيد الكائدين سواء اكانوا من الداخل او الخارج ويجب علينا كمصريين ان نعرف قيمة الأزهر ونعطى لعلمائه مكانتهم التى تليق بهم.

- هل هناك دول لا تعرف شيئا عن الإسلام ؟

هناك دول تعرف الإسلام بصورة صحيحة وتليق بمكانه الإسلام والمسلمين وبعض دول لديهم الصورة مشوشه ومرجعها لأكتر من سبب اما لتصرفات بعض المسملين الخاطئة او ما يقصده بعض وسائل الإعلام بتوصيل فكرة معينة بأن الدين الإسلامي يدعو الى الإرهاب ولكن رسالة الإسلام وصلت الى أقاصى الأرض لأن وسائل الإعلام المتقدمة والحديثة لم تترك حُجة لأحد.

والمفترض علينا كمسلمين ألا نوصل رسالة الإسلام بالكلام فقط ولكن يجب ان نوصلها بالجهد والعمل والأخلاق كما فعل المسلمون الأوائل فما إنتشر الإسلام بالكلام والخطب ولكنه إنتشر بالأخلاق والفعل.

فهناك من يحتاج الى فهم الدين الإسلامي بطريقة صحيحة وهذا هو دور البعثات التى يرسلها الأزهر والاوقاف كذلك يجب على الدول القادرة ماديا مثل بلاد الخليج أن يكثفوا الأنشطة لنشر الوعى الإسلامي فى البلدان غير الإسلامية.

- هل الجماعات المتشددة لها تأثير على العالم ؟

إن الإسلام وجميع الأديان وكل إنسان عاقل يرفض التشدد كذلك الأخلاق ترفض التشدد حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ»، فالدين الإسلامي هو دين الوسطية.

وينشأ التشدد نتيجة جهل بأمور الدين وما يحدث فى الإعلام من بلبله بمن يفتى وهو ليس أهلًا للفتوى، فمن لا يعرف شيئا عليه أن يسأل المتخصص فيه ولا يلجأ الى غير المتخصص لأنه ربما يعطيه معلومة اما أن تؤدي به الى التشدد أو الى التسيب فالدين الإسلامى لا إفراط ولا تفريط بل انه الطريق الوسطي فى كل شئ لقوله تعالى {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.

ماذا تحتاج الأقليات المسلمة حول العالم؟

هناك أقليات تحتاج الى دعم مادى وقوافل طبية حتى يستطيعوا العيش وهناك من يعيشون فى رغد من العيش ولكن ينقصهم المعلومة الصحيحة، فإعتقد إن إحتياج الاقليات المسلمة تختلف على حسب حاجة البلد التى يعيشون فيها ولكن جميعهم فى حاجة لمن يصل لهم رسالة الإسلام الصحيحة ووسطية الإسلام، فلابد من الأخذ بأيد هؤلاء وهذا ليس دور أفراد ولكنه دور مؤسسات مثل مؤسسة الأزهر والاوقاف.

- ما رأيك فيمن يطالبون بتجميد بعض آيات القرآن الكريم؟

أن من يطالب بهذا فليس بعاقل، فضلًا عن أن هناك مسلمين لا يعترفون بالسُنة أو يهاجمونها ولكن يجب علينا أن نتناقش معهم حيث قال المولى فى كتابه الكريم } وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ فماذا يبقي للمسلم بعدما يفرط فى القرأن الكريم والسُنة النبوية فهما مصدرا التشريع.

كذلك يجب ان نستفيد من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى إصلاح أحوالنا المعيشية لأن الدين ليس بطقوس بل انه تفعيل فى أرض الواقع فالسيدة عائشة رضى الله تعالى عنها عندما سئلت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لم تقل حافظا القرأن كله ولكنها قالت هو قرأن يمشى على الأرض" فالقرأن الكريم تطبيق وكل حرف له قدسيته.

- هل مسلمو أوروبا بالفطرة ام تبعا لأبيهم ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل