بعد شطبها من القائمة السوداء.. كيف تحافظ مصر على مكانتها بـ«العمل الدولية»؟

في مثل هذه الأيام من العام الماضي، كانت منظمة العمل الدولية قد أدرجت القاهرة على القائمة "السوداء" وهي قائمة بالدول المنتهكة للحريات النقابية وحقوق العمال. في ذلك الوقت كانت الإضرابات تضج بقطاعات عمالية ضخمة وأوساط العمال الذين تعرض زملائهم للفصل والحبس بسبب نشاطهم النقابي.

إلا أن وزارة القوى العاملة استجابت لما طلبته المنظمة من إعداد قانون للحريات النقابية -اختلف عليه نقابيون- والإعداد لانتخابات جديدة -شهدت عددا من الانتهاكات- حتى تحذف مصر من القائمة ولا تتأثر أوضاعها الاقتصادية بوضعها في هذه القائمة؛ وبالفعل لم يتم وضع القاهرة بالقائمة هذا العام، إلا أن الحفاظ على هذا الوضع مرهون بعدة أمور أخرى.

محمد سعفان وزير القوى العاملة كان قد وصل جنيف 29 مايو الماضي لحضور مؤتمر العمل الدولي للمشاركة بالمؤتمر، واستعرض ما أنجزته مصر في ملف قانون النقابات والانتخابات العمالية، والتقى مدير عام المنظمة وأوضح له أن 125 نقابة مستقلة وفقت أوضاعها بها 105 آلاف عضو مؤكدًا له أن الحكومة ممثلة في وزارة القوى العاملة تسعى لتذليل كافة العقبات أمام النقابات المستقلة.

محمد عيسى رئيس اللجنة العليا للانتخابات أكد أن استحقاق الانتخابات العمالية وصدور قانون النقابات ساعد في عدم إدراج القاهرة هذا العام في القائمة السوداء "القائمة القصيرة" أو القائمة الطويلة للدول التي ترتكب مخالفات لاتفاقيات المنظمة الخاصة بحقوق العمال وتشريعات العمل.

كما أكد عيسى "للتحرير" أن المنظمة بعد أن استجابت القاهرة لملاحظاتها لم تدرج الحكومة مرة أخرى بالقائمة معلقًا: المنظمة كده معندهاش مشكلة معانا تمامًا.

وأدرجت منظمة العمل الدولية مصر في يونيو 2017 على لائحة الحالات الفردية المعروفة بـ«القائمة السوداء» للمنظمة الخاصة بالدول التي تمارس انتهاكات بحق العمال، لمخالفتها ما تعهدت به من التزامات أمام المنظمة الدولية.

كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية يقول إن هذا الوضع لن يستمر، وعدم إدراج منظمة العمل الدولية للقاهرة في القائمة السوداء العام الجاري بسبب إعداد قانون النقابات العمالية وإجراء انتخابات عمالية بعد 12 عامًا بدون ممثلين منتخبين للعمال.

وتابع عباس "للتحرير": المنظمة رأت في تقريرها أن الحكومة قامت بما التزمت به بخصوص القانون والانتخابات، لكن الوضع لن يستمر بسبب الانتهاكات والتجاوزات لأن المنظمة ستقوم بعمل تقرير جديد لها عن الأوضاع، وستضع القاهرة مرة أخرى في قائمة الدول المنتهكة للحريات النقابية وحقوق العمال.

سعد شعبان الذي كان قد تقدم بشكوى ضد الأوضاع التي تتعرض لها النقابات المستقلة العام الماضي ما أدى إلى وضع القاهرة بالقائمة السوداء؛ وحضر اتفاقات عديدة مع الحكومة ممثلة في وزير القوى العاملة لعمل لائحة تنفيذية لقانون النقابات، تم استبعاده من خوض الانتخابات الجارية ودعا لمقاطعتها وإنشاء كيانات نقابية موازية، بعد التجاوزات التي وصلت للاستبعاد رغم عدم مخالفة أي من المستبعدين لقانون النقابات العمالية الجديدة.

شعبان قال "للتحرير" إنه بدأ بالفعل في إنشاء نقابات مستقلة موازية للجان التي نجحت بالتزكية والتجاوزات -حسب قوله- مشيرًا إلى أن الحق في تقديم الطعون لم يعط للعمال الفرصة في معرفة أسباب استبعادهم لضيق الوقت المحدد.