المحتوى الرئيسى

روسيا تتطلع إلى استعراض حداثتها وأهميتها على الساحة العالمية عبر المونديال

06/05 12:26

عادة ما تخلو كأس العالم، أهم وأبرز بطولات كرة القدم حول العالم ، من الاعتبارات السياسية بشكل كبير ، حيث تنحى الجوانب السياسية جانبا وتفرض كرة القدم نفسها على المشهد ، لكن الوضع ربما يختلف في أول نسخة من البطولة تحتضنها روسيا.

ولا شك في أن كأس العالم تمثل فرصة لروسيا من أجل استعراض حداثتها وعالميتها ، ولكن يبدو أيضا أنها تمثل فرصة ثمينة لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل استعراض أهمية بلاده على الساحة العالمية من الزاوية الرياضية كما هو الحال على الصعيد السياسي.

وقال بوتين "لدينا ستة ملايين مواطن يمارسون كرة القدم في بلادنا ، إضافة إلى الكثيرين الذين يعشقونها."

وأظهر بوتين اهتماما كبيرا بالمونديال ، الذي تقام منافساته في 11 مدينة روسية خلال الفترة ما بين 14 يونيو و15 يوليو ، مثلما فعل قبل أربعة أعوام عندما استضافة بلاده دورة الألعاب الأولمبية الشتوية (سوتشي 2014).

وكان بوتين ، رئيس الوزراء حينذاك ، قد سافر إلى مدينة زيوريخ السويسرية في عام 2010 للترويج لملف روسيا لطلب استضافة مونديال 2018 ، قبل عملية التصويت المزدوجة المثيرة للجدل والتي شهدت منح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي 2018 و2022 على الترتيب.

وكانت عملية التصويت محور واحد من عدة تحقيقات في إدعاءات فساد بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وكانت فضائح الرشوة والفساد قد أسفرت عن توجيه اتهامات ضد مسؤولين كبار وكذلك تغييرات في رئاسة الفيفا.

ودائما ما نفت روسيا ادعاءات الفساد ، وظل السويسري جويزف بلاتر الرئيس السابق للفيفا ومواطنه جياني إنفانتينو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي ، مرحبا بهما في موسكو.

واهتزت أرجاء الرياضة الروسية بشكل كبير مع ادعاءات الانتشار الممنهج والمدعوم من قبل الدولة ، للمنشطات بين الرياضيين الروس خللال أولمبياد سوتشي الشتوي.

وشهدت الفترة التالية لتلك الدورة الأولمبية ، تزايد الأخطاء السياسية لروسيا من وجهة نظر الغرب ، بما في ذلك دعم متمردين انفصاليين في أوكرانيا ، والتدخل "الوحشي" في سوريا وكذلك الاشتباه في شن هجمات قرصنة على الحكومة الألمانية ، والتدخل في الانتخابات الأمريكية والفرنسية.

وجاءت محاولة قتل العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا لتوتر الأجواء أيضا بين الشرق والغرب ، ولكن الأمر بشكل عام يتمثل في وجهة نظر غرب أوروبا بينما لا تبدو صورة روسيا بنفس السلبية لدى دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

وتدرك القيادة السياسية في روسيا ، جيدا هذا الوضع ، وقد صرح فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسى،المجلس الأعلى للبرلمان خلال زيارة أجرتها مؤخرا لمدينة فولجوجراد المشاركة في احتضان فعاليات المونديال ، إن روسيا تواجه حرب معلومات.

وأضافت أن قنوات أجنبية تحاول تلطيخ صورة وسمعة روسيا ، "ولكن الآن ، سيأتي ملايين الضيوف ليروا روسيا على حقيقتها ، والروس الحقيقيين ، ولن يكون لحرب المعلومات تأثير عليهم."

كذلك ترى شخصيات معارضة ، مثل معلق كرة القدم الشهير فاسيلي أوتكين أنه لا يفترض الربط بين الأمور السياسية وكاس العالم.

وقال أوتكين في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "مثل أي ناخب في هذه البلد ، لدي اعتراضات على القيادة ، ولكن لا شيء أكثر أو أقل من المعتاد (يتعلق بكأس العالم)."

ولم تعلن أي دولة مقاطعتها لكأس العالم ، وقد أبدى المشجعون الأجانب إقبالا على الحضور إلى روسيا ، حسب ما قاله أوتكين.

وأوضح "كل التذاكر جرى بيعها. والكثير من الجماهير قادمة من أمريكا ، التي لا تشارك في البطولة."

ومع ذلك ، قال أوتكين "ولكن هل يفترض بنا أن نتناسى على مدار أربعة أسابيع من كرة القدم ، أن المخرج المسرحي الروسي كيريل سيريبرينيكو يخضع للإقامة الجبرية وأن الناشط الحقوقي الشيشاني أيوب تيتييف في الحبس؟".

وأضاف أوتكين "لن أنساهم ولو لثانية واحدة. ولكننا في روسيا يجب أن نحل هذه القضايا دون الإخلال بإطار عملنا وقوانيننا."

وبعد إنفاق نحو 40 مليون يورو (نحو 47 مليون دولار) في أولمبياد سوتشي ،ضخت روسيا ، حسب الأرقام الرسمية ، أكثر من عشر مليارات يورو من أجل كأس العالم.

ويذهب جزء كبير من المبلغ على تكاليف الاستادات كما جرى تحديث المطارات والبنى الأساسية لوسائل النقل بالمدن التي تستضيف الفعاليات.

وقال أركادي دفوركوفيتش رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2018 إن البطولة ساعدت روسيا على التعافي من التراجع الاقتصادي الذي شهدته الأعوام الثلاثة الماضي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل