المحتوى الرئيسى

استقالة رئيس الوزراء الأردني بعد خمسة أيام من ضغط الشارع

06/04 14:28

قدم رئيس الوزراء الاردني هاني الملقي اليوم (الاثنين الرابع من يونيو/ حزيران 2018) استقالته للملك عبد الله الثاني على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع قانون ضريبة الدخل. ويذكر أن مدير الأمن العام الأردني قال إن قوات الأمن ألقت القبض على 60 شخصا خلال احتجاجات واسعة النطاق على زيادات ضريبية في الأيام القليلة الماضية. وأضاف اللواء فاضل الحمود في مؤتمر صحفي أن 42 من أفراد قوات الأمن أصيبوا وبعضهم أصيب بألعاب نارية لكن الاحتجاجات تحت السيطرة.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني دعا رئيس الوزراء هاني الملقي إلى لقاء على خلفية الأزمة السياسية في البلاد. وتجددت التظاهرات والتجمعات ليل الأحد وحتى فجر الاثنين لليوم الخامس على التوالي في عمان ومحافظات أخرى ضد مشروع قانون ضريبة الدخل الذي ينص على زيادة الاقتطاعات الضريبية من مداخيل المواطنين.

 وتجمع نحو خمسة آلاف شخص قرب مبنى رئاسة الوزراء الأردنية في عمان وسط اجراءات أمنية مشددة هاتفين "يا ملقي اسمع اسمع، شعب الاردن ما رح يركع" و"الشعب يريد إسقاط الحكومة".

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

 وحمل البعض لافتات كتب على بعضها "مستمرون حتى رحيل الحكومة" و"لن نركع" و"أنا مواطن ولست جهاز صراف آلي". وزار ولي العهد الأردني حسين بن عبد الله موقع التظاهرة فجر الاثنين وقال متوجها إلى الاجهزة الأمنية في المكان "يجب أن يعبروا عن أنفسهم وعن آرائهم. أما واجبنا فهو أن نحميهم. نحن وهم وراء الملك، نريد حماية هذا البلد".

 واتخذت الحكومة إجراءات تقشف ورفع أسعار شملت خصوصا المحروقات والخبز، في السنوات الثلاث الماضية استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي بإجراء إصلاحات اقتصادية تمكنها من الحصول على قروض جديدة في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة وتجاوز الدين العام 35 مليار دولار.

 ووفقا للأرقام الرسمية، ارتفع معدل الفقر مطلع العام الى 20%، فيما ارتفعت نسبة البطالة إلى 18,5% في بلد يبلغ معدل الأجور الشهرية فيه نحو 600 دولار والحد الأدنى للأجور 300 دولار.

 واحتلت عمان المركز الأول عربيا في غلاء المعيشة والثامن والعشرين عالميا، وفقا لدراسة نشرتها مؤخرا مجلة "ذي ايكونومست". ودعت النقابات المهنية الى تنفيذ اضراب واعتصام جديد الاربعاء.

ولدت المصورة فاطمة العبادي في أبو ظبي بالإمارت العربية المتحدة، إلا أنها أمضت العشر سنوات الأخيرة من دراستها في مدينة سلط الأردنية. تأسست السلط في عام 300 قبل الميلاد ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة وهي مدينة عالمية، حيث تمتزج الثقافة العربية والأوروبية بشكل متناغم.

بفضل طابعها المتنوع، تم ترشيح مدينة السلط، لتصبح من مواقع التراث العالمي لليونسكو. ولاتتميز هذه المدينة بتناغم الهندسة المعمارية الشرقية والغربية فقط، بل وكما يقول إسماعيل عبد الرحمن جيل، الباحث الذي ساعد العبادي في المشروع، "الأغلبية المسلمة والسكان المسيحيين في المدينة يعيشون جانبا لجنب دون أي تمييز".

وكما يوضح جيل أيضا، فإن مسيحيي السلط لعبوا دوراً مهماً في التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية للمدينة. فتاريخ الديانتين بالمدينة متداخل، ويتقاسم المسلمون والمسيحيون في الغالب نفس الأماكن. في هذه الصورة كنيسة القديس جورج محاطة بنقوش من القرآن ومشاهد من الكتاب المقدس.

شيد هذا الموقع المقدس في عام 1682 بعد أن شاهد راعي رؤيا، طلب القديس جورج منه فيها بناء كنيسة، بعد حمايته من الوحوش التي تهدد مواشيه. وعن هذا الموقع يقول عبد الرحمن جيل "حتى اليوم يزور الموقع العديد من المسيحيين والمسلمين، الذين يضيؤن الشموع إكراماً للقديس". وتتميز المدينة أيضا بوجود كنائس مختلفة (الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذوكسية ).

العلاقة بين الأردن والمسيحية قديمة جداً. إذ تبدأ مع معمودية يسوع المسيح على ضفاف نهر الأردن. العديد من الطوائف المسيحية استقرت في الأردن في بدايات القرن الأول، ويتمتع المسيحيون بحرية الاعتقاد حتى يومنا هذا، كما يشاركون في البرلمان الأردني ويشغلون مناصب حكومية مهمة.

وعلى الرغم من مئات السنين من التعايش السلمي وتأكيد الملك عبد الله الثاني على أن "المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الماضي والحاضر والمستقبل في منطقتي"، ازدادت التوترات مؤخراً بين المسلمين والمسيحيين في الأردن، مما أثار الاحتجاجات. لكن التعايش بين الديانتين يبقى سائدا في السلط. وعن ذلك تقول المصورة العبادي "وما يجعل من السلط مكاناً مميزاً هو أن العلاقة بين الديانتين لم تتغير على الإطلاق".

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل