المحتوى الرئيسى

حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.. الملف المسكوت عنه في قمة كيم وترامب

06/04 01:44

يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون وجهًا لوجه، قريبًا، في القمة المرتقبة بينهما في الثاني عشر من يونيو الجاري.

وتقول الأمم المتحدة إن الكوريين الشماليين يعيشون في ظل "انتهاكات منظمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان"، إلا أن شبكة "بي بي سي" البريطانية، أكدت أن حقوق الإنسان لن تكون على طاولة المفاوضات بين الجانبين.

فيما يلي بعض المشكلات التي لن تكون على قائمة أولويات القمة، في الوقت الحالي:

كانت كوريا الشمالية تحت حكم أسرة كيم على مدى ثلاثة أجيال، معزولة عن بقية العالم، ويتعين على مواطنيها التعهد بالولاء الكامل للعائلة وقائدها الحالي، كيم جونغ أون، حيث تسيطر الدولة على كل شيء، وتتجسس على مواطنيها باستخدام شبكات مراقبة واسعة.

كما يخضع الاقتصاد لرقابة صارمة، وتقوم الحكومة بتحويل معظم الأموال إلى برنامجها النووي والصاروخي، على الرغم من نقص الغذاء والوقود وغيرها من الضروريات الأساسية.

وقال براد آدامز، مدير "منظمة هيومان رايتس ووتش" في آسيا، لهيئة الإذاعة البريطانية، إن كوريا الشمالية تمكنت من تطوير برنامج نووي باهظ الثمن لأنها دولة استبدادية، وقد تم ذلك من خلال "منع الطعام عن الكوريين الشماليين الجوعى".

يمكن القول إن وسائل الإعلام الكورية الشمالية هي الأكثر رقابة في العالم، حيث تحتل بيونج يانج المرتبة الأخيرة في مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة.

اقرأ المزيد: هل تنهي دبلوماسية «البرجر» أزمة كوريا الشمالية؟

ويستقي الكوريون الشماليون جميع أخبارهم، ومعلوماتهم من وسائل الإعلام الحكومية، التي لا تتوقف عن الإشادة بقيادة البلاد.

ووفقا لـ"مراسلون بلا حدود"، يمكن أن يُسجن المواطنون بسبب مشاهدة أو قراءة أو الاستماع إلى المحتوى الذي توفره وسائل الإعلام الدولية.

وأوضح أرنولد فانغ الباحث في منظمة العفو الدولية، لـ"بي بي سي" أن الهواتف المحمولة شائعة الاستخدام في كوريا الشمالية، ولكن إجراء مكالمة هاتفية دولية ليس أمرًا سهلًا، حيث قال "يجب أن تحصل على هاتف خلوي صيني من السوق السوداء، وأن تقود سيارتك إلى الحدود الصينية، وقد يتم القبض عليك طوال الطريق".

استخدام الإنترنت متاح لقلة من النخبة في العاصمة، بيونج يانج، والذين يعيشون حياة مريحة نسبيا، وقد يتمكن البعض من استخدام الإنترنت بشكل مقيد، حيث يمتلك البلد شبكة داخلية خاصة بها، لكن معظم الكوريين الشماليين لم يستخدموا الإنترنت من قبل.

يمنح الدستور الكوري الشمالي "الحق في الإيمان"، حيث تضم البلاد البوذيين والشامانيين وأتباع الديانة الكورية "الكندو"، كما تضم البلاد كنائس تسيطر عليها الدولة.

لكن أرنولد فانغ أكد أن هذا كله من أجل الاستعراض فقط، وقال "في الواقع، لا توجد حرية دينية، الجميع يتم تلقينهم تعاليم أسرة كيم كتعاليم للعبادة".

اقرأ المزيد: كيف تتمكن كوريا الشمالية من تمويل وارداتها رغم العقوبات؟

وقال تقرير الأمم المتحدة لعام 2014، إن المسيحيين يواجهون "الاضطهاد والعقوبات الشديدة" إذا مارسوا دينهم خارج كنائس تسيطر عليها الدولة.

وتفرض كوريا الشمالية رقابة كبيرة على المبشرين الأجانب، حيث حكمت على كينيث باي وهو كاهن أمريكي من أصل كوري، كان ينظم رحلات تبشيرية إلى كوريا الشمالية، بالسجن لمدة 15 عامًا بالأشغال الشاقة في عام 2013 بسبب اتهامه "بمناهضة الحكومة"، وتم إطلاق سراحه في عام 2014 لأسباب صحية.

نقلت الشبكة البريطانية عن براد آدامز قوله "يقال إن كوريا الشمالية تعد أكبر معسكر مفتوح للاعتقال في العالم"، حيث كشف تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أنه هناك ما بين 80 ألفا إلى 120 ألف شخص في السجن في كوريا الشمالية.

ويقول النشطاء إنه يمكن سجن المواطنين لأي شيء تقريبًا، وتتراوح الجرائم من مشاهدة أسطوانات "دي في دي" قادمة من كوريا الجنوبية إلى محاولة تشويه البلاد.

وغالبًا ما يتم إرسال الأشخاص المدانين بارتكاب جرائم سياسية إلى معسكرات عمل وحشية، تتضمن أعمالًا جسدية مثل التعدين وقطع الأشجار.

ووصفت منظمة العفو معسكرات الاعتقال بأنها "قاسية ولا يمكن تحملها"، حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب والضرب من قبل الحراس، وتُترك النساء عرضة للاعتداء الجنسي.

اقرأ المزيد: قبل قمة «كيم وترامب».. انفراجة في أزمة المعتقلين الأمريكيين بكوريا الشمالية

وقالت "بي بي سي" إنه ليس كل من في السجن قد ارتكبوا جرائم، حيث تمارس كوريا الشمالية العقاب الجماعي، لذلك إذا تم إدانة فرد من أفراد العائلة، فمن المحتمل أن تتم معاقبة جميع أفرادها، كما تطبق كوريا الشمالية عقوبة الإعدام وتنفذ عمليات إعدام علنية.

تعتقل كوريا الشمالية المواطنين الأجانب لفترات طويلة، وغالبًا ما يتم احتجازهم لأسباب سياسية واستخدامهم كرهائن دبلوماسية، لاستغلالهم في الوقت المناسب.

وكانت بيونج يانج قد أطلقت سراح ثلاثة مواطنين أمريكيين، من السجن في وقت سابق من هذا الشهر، كبادرة حسن نية قبل القمة، والذين تم سجنهم بسبب أنشطة مناهضة للدولة وتم وضعهم في معسكرات العمل.

وأشهر حالات الاعتقال كانت للطالب الأمريكي "أوتو وارمبيير"، والذي اعتقل في عام 2016 بتهمة سرقة لافتة دعائية، وأفرج عنه لأسباب صحية بعد 17 شهرًا في السجن، لكنه توفي بعد أيام من عودته إلى بلده.

ولا تزال كوريا الشمالية تحتجز ستة سجناء كوريين جنوبيين، كما اعترفت باختطاف 13 مواطنا يابانيا على الأقل في السبعينيات من القرن الماضي، لتدريب جواسيسها على اللغة والعادات اليابانية.

ومن بين عمليات الخطف الأخرى التي قامت بها كوريا الشمالية، كانت عملية اختطاف الممثلة الكورية الجنوبية الشهيرة وزوجها السابق مخرج الأفلام، في السبعينيات، حيث أُجبروا على صنع أفلام للدولة لكنهم تمكنوا من الفرار فيما بعد.

اقرأ المزيد: أوتو وارمبير.. مأساة أمريكي اتهم بـ«تدمير عزيمة» الكوريين

أكد تقرير صادر عن منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن غالبية الكوريين الشماليين قاموا بعمل غير مدفوع الأجر، في مرحلة ما من حياتهم.

وقال الطلاب الذين فروا من كوريا الشمالية للمنظمة، إن المدارس أجبرتهم على العمل مجانًا في المزارع مرتين في السنة، في وقت الحرث والحصاد، لمدة شهر واحد في كل مرة.

كما ترسل كوريا الشمالية مئات الآلاف من الأشخاص للعمل في الخارج كعمالة منخفضة التكلفة، حيث يعمل الكثير منهم أساسا في ظروف شبيهة بالرق.

وأرسلت بيونج يانج مواطنيها للعمل في الصين والكويت وقطر، وعلى الرغم من توقف معظم الدول عن تجديد تأشيرات العمل للكوريين الشماليين امتثالًا لعقوبات الأمم المتحدة، فإن تقارير جديدة كشفت أن الكوريين الشماليين ما زالوا يعملون في بعض الأماكن على الرغم من العقوبات.

وقال مدير منظمة "هيومان رايتس ووتش" إن "العديد من العمال في الخارج يعيشون في أماكن مراقبة، حيث لا يسمح لهم بالتنقل بحرية، مما يجعلهم سجناء بشكل أساسي"، وعادة ما تستولي الدولة على نسبة كبيرة من رواتب العمال، وهي مصدر دخل هائل للبلاد.

يقول أرنولد فانغ "إن التمييز ضد المرأة موجود إلى حد كبير في كوريا الشمالية، ولكن لا توجد طريقة لقياس عدم المساواة بين الجنسين، مثل كيفية قياس فجوة الأجور بين الذكور والإناث".

وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية تقدم نفسها كمجتمع متساو، فإنه يُقال إن النساء محرومات من الحصول على التعليم وفرص العمل.

اقرأ المزيد: توقف الدورة الشهرية عند المجندات في كوريا الشمالية.. وهذا هو السبب

وأشار براد آدامز إلى أن "النساء عرضة للخطر، حيث يتعرضن للعنف الجنسي، لكن لا يمكن أن يتقدمن بشكوى".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل