المحتوى الرئيسى

هل يؤثر حجب «يوتيوب» على مناخ الاستثمار في مصر؟

05/27 23:24

قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر، يوم السبت، بتأييد حكم محكمة القضاء الإداري الصادر بإلزام الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بإغلاق وحجب موقع الفيديو الشهير "يوتيوب" لمدة شهر، بعد سماحه بعرض الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، في عام 2011.

الموقع الأمريكي الذي أصبح نال شهرة واسعة منذ إنشائه في عام 2005، وهو الذي يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانًا ومشاهدتها عبر البث الحي، ومشاركتها والتعليق عليها، وغير ذلك، تلاحقه دعوات مستمرة بالحجب، خاصة في البلدان العربية والإسلامية، بسبب بعض المواد التي يتم بثها عليه، وطلب بعض الحكومات بمسح محتويات تضر بأنظمتهم السياسية.

فهل يتحكم الموقع في المادة المرئية المعروضة؟ وكم حجم استثماراته؟ وهل يتأثر هذا الموقع بسبب حجبه في مصر؟ وكم عدد مستخدميه؟

أنشأه 3 شباب واشترته جوجل

في 14 فبراير سنة 2005، شرع ثلاثة موظفين سابقين من شركة «باي بال» -موقع ويب تجاري يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت- هم جاود كريم ذو الأصول البنغالية، وتشاد هيرلي وستيف تشين، في مدينة سان برونو، يستخدم تقنية برنامج أدوبي فلاش لعرض المقاطع المتحركة، على أن يتنوع محتوى الموقع بين مقاطع الأفلام، والتلفاز، والموسيقى، وكذلك الفيديو المنتج من قبل الهواة، وغيرها.

بعد نجاحه الكبير، أعلنت شركة Google في أكتوبر 2006 -بعد عام واحد من إنشائه- التوصل لاتفاقية لشراء الموقع مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي.

يعتبر موقع يوتيوب حسب إحصائية موقع أليكسا ثالث أكثر المواقع شعبية في العالم حالياً بعد موقعي فيسبوك وجوجل.

على الرغم من أن شروط النشر بالموقع لا تسمح برفع مقاطع تحتوي حقوق نشر محفوظة، أو ملفات الأفلام التي تسيء لشخصية معينة، أو الفيديوهات الفاضحة أو المواضيع التي تشجع على الإجرام، فإنه تورط في نشر الفيلم الذي خرجت بسببه كثير من التظاهرات في عواصم عالمية كثيرة، وهو الذي أساء لنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم).

مليار مستخدم ومليار ساعة مشاهدة يوميًا

يروّج موقع يوتيوب بأن عدد المستخدمين له وصل إلى أكثر من مليار مستخدم، وهو ما يمثل تقريبًا ثلث عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم، ويصل عدد ساعات مشاهدة مقاطع الفيديو يوميًا من قِبل هؤلاء المستخدمين إلى مليار ساعة، ما يؤدي إلى تحقيق مليارات المشاهدات.

يركّز فريق الموقع على مساعدة المستخدمين في إنشاء محتوى من خلال برامج وورش عمل إستراتيجية مُدارة أساسًا في منشآت الإنتاج في مساحات يوتيوب الإبداعية في لوس أنجلوس ونيويورك ولندن وطوكيو وساو باولو وبرلين.

ويوضح الموقع أنه ابتداءً من مارس 2015، أنتج منشئو المحتوى، الذين يستخدمون مساحات الموقع الإبداعية لتصوير الأفلام، أكثر من 10 آلاف مقطع فيديو، ما أدى إلى تحقيق أكثر من مليار مشاهدة وزيادة إجمالي ساعات المشاهدة على 70 مليون ساعة.

2 مليار دولار حصل عليها الـ«يوتيوبرز»

تؤكد الصفحة الرسمية للموقع أنه تم دفع منذ شهر يوليو 2016 ملياري دولار أمريكي، لأصحاب الحقوق، الذين اختاروا تحقيق الدخل من المطالبات منذ إطلاق Content ID للمرة الأولى في العام 2007.

واعتبارًا من يوليو 2015، وصل عدد الشركاء الذين يستخدمون نظام Content ID إلى أكثر من 8 آلاف شريك، بما في ذلك الكثير من شبكات البث واستوديوهات الأفلام وشركات التسجيل الرائدة، وقد طالب هؤلاء الشركاء بملكية أكثر من 400 مليون فيديو، ما ساعدهم في التحكم في المحتوى التابع لهم على يوتيوب، وتحقيق الدخل من مقاطع الفيديو التي تحتوي على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر.

بكل تأكيد سيتأثر الموقع إذا تم حجبه، وهو ما سيسعى للتواصل مع الحكومة أو القضاء، لإيجاد صيغة قانونية لإلغاء الحجب أو تقليل مدته.

ولكن هناك آخرين سيتأثرون بسبب الحجب، على رأسهم المعلنون عن السلع والخدمات بمختلف أنواعها، ومالكو القنوات الفضائية الذين يملكون قنوات على اليوتيوب أيضًا، يقومون بعرض حلقات مسلسلات رمضان عليها، ويجنون من خلالها أرباحًا كبيرة من خلال ملايين المشاهدات، كما الأمر لشركات الإنتاج «التليفزيوني، أو الغنائي»، بالإضافة إلى أصحاب الشركات العقارية التي تعلن عن مشروعاتها على قنواتها على الموقع.

ثالث شريحة قد تتعرض للتأثير السلبي هم الـ«يوتيوبرز» الشباب الذين يملكون قنوات على اليوتيوب يعرضون بها مقاطع فيديوهات تحقق مشاهدات، وبالتالي يحصلون هم على دولارات من الشركة المالكة للموقع "جوجل".

عندما تشاهد أي فيديو على يوتيوب تظهر لك ثلاثة نوعيات من الإعلانات، الأولى إعلانات فيديو تظهر في بداية أو خلال الفيديو الذي تشاهده، وهي إعلانات قابلة للتخطي بعد 5 ثوان من عرضها. والنوعية الثانية هي الإعلانات الكتابية التي تظهر داخل مربع الفيديو بالأسفل، والثالثة إعلانات تظهر على يمين الفيديو.

وهذه الإعلانات مدفوعة من قبل الشركات المُعلنة حتى يراها الجمهور، وينال يوتيوب مكسبه منها، ومن ثم يمنح كل صانع فيديو نصيبًا من الربح على الإعلانات التي ظهرت خلال عرض المحتوى الخاص به.

ولأن الموقع يستقبل ملايين الفيديوهات الجديدة يوميًا، فالإعلانات وأرباحها تخضع لعملية معقدة، حيث يختار المعلن النطاق الجغرافي الذي يود عرض إعلانه فيه، ومواصفات المشاهد الذي يريد أن يعرض المنتج عليه، ومن ثم يعمل يوتيوب تلقائيًا على عرض هذه الإعلانات على أكثر الفيديوهات والمشاهدين المناسبين لمواصفات المعلن.

وعقب أن يظهر الإعلان على الفيديو المناسب، تبدأ مرحلة أخرى، فالغرض من الإعلان ليس الظهور فقط، بل الغرض الرئيسي هو ضغط المشاهد على الرابط في الإعلان، ليدخل موقع المعلن، أو يحمّل تطبيق هاتف جديد، أو يشترك في خدمة، أو يشتري منتجًا، فإذا تجاهل المشاهد الإعلان، أو لم ينتبه إليه، تقل الأرباح، فبعض المعلنين لا يدفعون قيمة إلا إذا تم الضغط على الرابط، أو من شاهد الفيديو الترويجي كاملاً، وهو ما يجعل العملية الحسابية معقدة وخاضعة لعناصر كثيرة.

هل يحقق الـ«يوتيوبرز» أرباحًا خيالية؟

يختلف الأمر باختلاف الجمهور والنطاق الجغرافي المستهدف، ونوعية المحتوى ومدى التفاعل معه ونوعيته، والمشاهدين وصفاتهم وبلادهم، وتتراوح قيمة المليون مشاهدة لمحتوى داخل مصر بين 100 إلى 200 دولار، وقد يزيد على ذلك قليلاً.

في المقابل تزيد القيمة باختلاف البلد المنشور به المحتوى أو المستهدف به، حيث نشرت مجلة فوربس الأمريكية مؤخرًا قائمة تضم الأكثر ربحًا من اليوتيوب لعام 2016 تنتهي بنهاية شهر يونيو المنصرم. وقد بلغ مجموع ما جناه أعلى عشرة مستخدمين -غالبيتهم أوروبيون- وحدهم 70.5 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 23% عن نفس الفترة من العام الماضي.

تضم القائمة مجالات عدة، حازت بينها الكوميديا والألعاب على النصيب الأكبر. ولا تقتصر أرباح المستخدمين على مشاهدات قنواتهم فحسب، بل تمتد لتشمل مبيعات كتب وإعلانات تجارية، بل وبطولة مسلسلات وأفلام في بعض الأحيان.

البرازيل.. منعت محكمة في البرازيل موقع يوتيوب في 6 يناير 2007 لمدة ثلاثة أيام إثر نشر الموقع فيلما فاضحا للمذيعة البرازيلية المعروفة دانييلا سيكاريللي (الخطيبة السابقة للاعب كرة القدم رونالدو).

إيران.. منع موقع يوتيوب في إيران في 3 ديسمبر 2006، بعد أن اعتبر الموقع «لا أخلاقياً».

نرشح لك

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل