المحتوى الرئيسى

حكايات مساجد الصوفية فى رمضان - برلمانى

05/26 22:07

"شيخ العرب" ملتقى المحبين من كل انحاء مصر فى الغربية

" أبوجرير" أشهر مساجد سيناء قبلة الطرق الصوفية المختلفة

العارف بالله يلجأ إليه عشاق ومحبى الصعيد فى سوهاج

احتفالات يومية فى رمضان فى ساحة مسجد أبو الحجاج الأقصرى

مسجد عبدالرحيم القنائى ملتقى للطرق الصوفية

"السيل الجديد" مسجد عامر  بحلقات العلم فى أسوان

من مآذنها يصدح ذكر الله، وفى ساحاتها تعلو أصوات المريدين من محبى رجال الله الصالحين، وهم يمدحون وينشدون فى حلقات الذكر، ويتسابقون إذا ما حانت لحظات الإفطار لتقديم لقيمات الخبز للحضور من مريدين وزوار وفقراء على موائد تقدم أشهى الطعام مجانا.

مشهد يتكرر فى كل المساجد التابعة للطرق الصوفية على أرض مصر، بينها مساجد تحتوى على أضرحة شيوخ صالحين تحمل أسمائهم، ومساجد اخرى تضم مريدين لطرق صوفية جمعهم الحب فى الله وأقاموا  بجوار زواياهم وساحاتهم.

هذه البيوت يقصدها من كل حدبا وصوب التابعين لكل طريقه وهم " المريدون"، يقطع بعضهم مئات الكيلو مترات، وفيها يلتقون جمع لاتفرقهم المقامات الدنيوية بينهم الفقير والغنى وصاحب المنصب الكبير والموظف العادى، يعيشون اجواء الفة ومحبة فيما بينهم، يجتمعون على فعل الخير للأخرين وصقل ارواحهم وتهذيب نفوسهم بذكر الله وسيرة الرسول والصحابة والتابعين من الصالحين، والعمل على خدمة المحتاجين بلا تكلف، وحضور مجالس علم شرعية حيث لامكان للتشدد والعصبية ولا مناهج ودروس تدعو للتطرف والتكفير.

"برلمانى" رصد هذه المشاهد الرمضانية  فى ساحات مساجد الصوفية فى عددا من المحافظات.

"شيخ العرب" ملتقى المحبين من كل انحاء مصر

" شيخ العرب"  أطلقه عليه محبيه فى كل ديار المعمورة، وفى شهر رمضان يبرز حبهم له بشد الرحال والبقاء بجوار مرقده فى مسجده الشهير فى محافظة الغربية، إنه العارف بالله سيدى أحمد البدوى القطب الصوفى الكبير، الذى يشهد مسجده  طوال أيام وليالى شهر رمضان توافد المئات لقضاء ليالى شهر رمضان المبارك فى رحاب مقامه، وإقامة الفروض، وحضور الأمسيات الدينية، والمدائح النبوية التى تقام كل ليلة فى رحابه، فضلا عن بقاء الفقراء والمحتاجين فى ساحة المسجد للإفطار فى موائد الرحمن التي تقام بالقرب من المسجد، وأيضا إفطار الصائمين بتوزيع زجاجات المياه والتمور والعصائر وأيضا والوجبات، ممن أتوا من كل حدب وصوب بعضهم من عدد من مدن المحافظة والبعض الأخر من محافظات صعيد مصر.

من قنا وصولا للغربية كانت رحلة المحب للعارف بالله سيدى احمد البدوى " مصطفى نصر"  الذى يتردد على المسجد منذ السبعينيات كل عام بداية من شهر شعبان ويترك رحاب المسجد الأحمدى فى منتصف شهر رمضان.

قال " نصر"  لـ"برلمانى"، إن الروحانيات فى رحاب القطب الصوفي الكبير تختلف عن غيرها من المساجد، حيث يوجد تجليات ومدائح فى آل بيت رسول الله وتلاوة للقرآن الكريم، مشيرا إلى أنه لا يعتبر نفسه غريبا عن أهل مدينة طنطا، مشيرا إلى أن هناك موائد رحمن تقام بالقرب من المسجد الأحمدى ويحرص عدد كبير من الأهالى على توزيع الوجبات والتمور والمياه على المريدين، وهذا يدل على مظاهر الحب والأخوة التى يظهرها ابناء طنطا للغرباء.

" أبوجرير" أشهر مساجد سيناء

وفى شمال سيناء، حيث مساجد الصوفية عامرة بمحبى التصوف، وفى كل قرية توجد مساجد تتبع طرق صوفية معروفة فى المحافظة، منها " التيجانية"، و " الجريرية الأحمدية"، و" العلاوية الشاذلية"، " وأبو العزايم".

ومن بين أهم مساجد الصوفية فى شمال سيناء فى مدينة العريش، مسجد آل جرير أشهر مساجد سيناء، ويسمى مسجد سيدى الشيخ عيد أبو جرير الذي يرجع نسبه إلى الصحابى الجليل عكاشة بن محصن (رضى الله عنه )، احد ابرز اقطاب الصوفية من بدو سيناء.

ويرجع إنشاء هذا المسجد الى  الثانى من رجب 1344 هجرية الموافق الأول من فبراير 1958م  حيث أقيم على تبرعات المريدين للشيخ أبو جرير،ووفقا لما يتناقله أبناء الطريقة أن التبرعات كانت عينية ونقدية من الرجال والنساء والأطفال والتبرعات العينية كانت عبارة عن أغنام وذهب النساء ومصروف الأطفال، وبعضهم كان يقدم البيض كتبرع، وكان التعاون فى أسمى معانيه من أجل الانتهاء من إنشاء المسجد فى ذلك الوقت.

ويقول الباحث عبدالقادر مبارك " وهو أحد أبناء الطريقة الجريرية"، أن المسجد يقع على مساحة  600 متر مربع ويعتبر أول مسجد تم انشاءه فى سيناء بعد المسجد العباسي الذي تمت ازالته ويضم المسجد أعلى  مئذنة بالعريش وكان يرفع الآذان للصلاة منها يوميا قبل وصول التيار الكهربائى للمسجد فى عام 1968 ويضم المسجد مكتب لتحفيظ القرآن  للنشئ كما يضم مكتبة دينية ويتسع المسجد لأكثر من ألف شخص فى فترات الزحام .

ويشير الباحث لدور هام للمسجد أثناء فترة احتلال سيناء حيث كان مركزا للقاء المجاهدين الذين قاوموا الاحتلال الإسرائيلى لسيناء فى 1967م، وقد تعرض المسجد لعدة هجمات من الجنود الصهاينة بحثا عن المجاهدين إبان فترة الاحتلال، كما كان المسجد والساحة مقصدا لمحبى مريدى الشيخ من جميع الأقطار العربية لحضور حلقات الذكر فى رحاب الشيخ والتبرك به والجلوس معه والاستماع للدروس التى يلقيها بعد صلاة المغرب، قبل أن ينتقل مهاجرا إلى جزيرة سعود بمحافظة الشرقية بعد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء 1967م لينشئ مسجدا هناك، ويكون مركزا لتوجيهات الشيخ للمجاهدين من مريديه فى سيناء، وإرسال مريديه من المجاهدين من محافظة الشرقية إلى سيناء فى عمليات جهادية بين الحين والآخر وكان لهم الدور الاكبر فى انتصارات اكتوبر ودحر العدو.

وأمام المسجد توجد ساحة، يطلق عليها الأهالى اسم " زاوية" فيها يلتقى أبناء الطريقة وزوارهم وأحبابهم من مناطق أخرى، يقوم على خدمتها 60 شخصا، وخلال شهر رمضان تزداد الحركة داخل المسجد فى صلاة العشاء والتراويح، حيث يمتلئ المسجد بالكامل، ويتم إلقاء الدروس يوميا بعد صلاة العصر، وبعد صلاة المغرب يلتقى الجميع من الضيوف وعابري السبيل على الإفطار داخل الساحة المجاورة للمسجد، وبعد صلاة العشاء  يتم إلقاء التواشيح الدينية وترتيل أوراد الشيخ أبو جرير وأذكاره التى تصب فى شىء واحد، هو الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم )، والدعاء لآل بيته وللمسلمين.

طقوس الصوفية فى مساجد سوهاج

وتعتبر محافظة سوهاج من أكثر المحافظات التى تشتهر بها مساجد الصوفية وتشهد خلال شهر رمضان بعد صلاة التراويح إقامة حلقات الذكر والأناشيد وغيرها ويسبقها  تقديم افطار مجانى للفقراء .

ويعد أشهر هذه المساجد "العارف بالله"، وهو أعرق مساجد  المحافظة، ويرجع بناؤه للقرن الثامن الهجرى، ومساحته تزيد عن 7 آلاف متر مربع.

يقول" الشيخ محمد السيد" إمام وخطيب مسجد العارف بالله  ، أن الشيخ العارف بالله ولد يوم 4 ذي القعدة سنة 724 هـ بتلمسان بالمغرب وحفظ القرآن وهو ابن 7 سنوات وهو من أولياء الله الصالحين وكان عالما فى علوم الفقه والحديث والسنة وكان له مريدون كثيرين من مديرية جرجا وغيرها من عموم مصر والدول الإسلامية وتوفي يوم الجمعة 2 رجب 795 هـ وحكم مديرية جرجا 23 عاما، ويقام مولده فى كل عام يحضره جميع الطرق الصوفية من شتى المحافظات والعالم الاسلامى كما تقام فيه أسبوعيا حلقة ذكر .

من بين مئات المريدين فى المسجد رجل بلغ من العمر عتيا، ولا يزال محافظا على حضوره وخدمة زوار المكان، وهو " عبد المنعم العشرى" 70 عاما، الذي بلغت مدة خدمته للمكان 50 عاما، يفتخر انه خلالها كان عونا ومساعدا لكل القادمين من زوار ومحبين .

قال " العشرى"، أن الاحباب يأتون فى زيارات متواصلة لمقام العارف بالله بسوهاج حيث تعقد فيه حلقات الذكر  والسهرة القرآنية فى صحن المسجد يوميا بعد صلاة التراويح، لافتا ان أبرز معالمه " ضريح العارف بالله"، من الجهة الغربية للمسجد ، كما للمسجد طراز معمارى اسلامى بديع تزينه مئذنتان كبيرتان غاية فى الإبداع ، كما يوجد فى المسجد مستوصف طبى خيرى بأجر رمزى فى جميع التخصصات الطبية ويخدم قطاع عريض من أبناء سوهاج ، كما يحيط  بالمسجد بعض المطاعم والمقاهي من كل الجوانب والمحلات التجارية، لافتا إلى أنه  تقام يوميا مائدة الرحمن فى الساحة الغربية من المسجد تسع لـ 300 شخصا .

أما عن مرتادي المسجد فهم من القرى والأرياف بمحافظة سوهاج الذين يأتون إلى المسجد، وزيارة الضريح  وبعضهم يتواجد داخل المسجد طوال الشهر، كما تقام مائدة للسحور، وبعد صلاة الفجر يرددون الأذكار حتى الصباح .

و ثانى أشهر مساجد الصوفية  بسوهاج "سيدي أبو القاسم الطهطاوي" فى بمدينة طهطا وهو مسجد أثرى ينسب الى الشيخ ابو القاسم الطهطاوي .

ويقول الشيخ أحمد محمد ، إمام المسجد أن المسجد مر بثلاث مراحل من مراحل الإنشاء آخرها فى عام 1273 هـ ، ويعتبر  لطيف باشا سليم الحجازى هو أحد قواد الجيش المصرى في عهد محمد على باشا وهو جركسي الأصل تخرج من مدرسة أركان الحرب واشتغل بالتدريس في المدرسة العربية ثم عمل مفتش في وزارة المعارف ومديرا للفيوم ثم رئيسا للمحكمة المختلطة وكان واسع الاطلاع محبا للأدب بالتصوف لديه مكتبة بها الكتب أصدر أوامره عندما كان مفتش في وزارة المعارف بإنشاء مسجد يليق بصاحب الكرامات الباهرة جلال الدين أبو القاسم.

وتعقد الطرق الصوفية كل عام مولدا للشيخ يأتى اليه الرواد  من جميع أنحاء الجمهورية ويقيمون خلال المولد المخيمات والسرادقات التى يعقدون فيها احتفالاتهم وأذكارهم ومدائحهم طوال أيام المولد، كما أن الصوفيون يعقدون مجلسا للذكر مرة كل أسبوع .

من بين المريدين، "محمد صلاح" وهو من رواد المسجد  منذ سنوات طويلةـ يقول أن المسجد يقصده أهالى مدينة طهطا لما فيه من السكينة والنفحات ولما فيه أيضا من مقام سيدى أبو القاسم الطهطاوى الذى يأتيه  المريدون والاحباب من كل مكان فى سوهاج ، ويحيط بالمسجد المحلات التجارية والمطاعم والمقاهى نظرا للاقبال الشديد على هذه المنطقة .

ومن بين طقوس الصوفية فى المسجد فى شهر رمضان اقامة مائدة الرحمن بجوار المسجد للمغتربين الذين يأتون لزيارة الشيخ يقوم عليها المريدين، وبعد إقامة صلاة التراويح  تقام حلقات للذكر.

احتفالات رمضان فى ساحة مسجد أبو الحجاج الأقصرى

وفى محافظة الأقصر، حيث روحانيات أولياء الله الصالحين تجذب لساحاتهم آلاف المحبين من كل أنحاء مصر، يبرز أهم هذه المساجد، وهو  " مسجد الإمام أبو الحجاج الأقصري".

ويعمر خلال شهر رمضان محيط المسجد وساحته بعدد كبير من الحضور، بينهم المحبين للشيخ أبوالحجاج، وزائرين، وحتى زوار المحافظة الأجانب من السائحين، يحرصون على الحضور لمعايشة احتفالات الأهالى بشهر رمضان.

وتعقد فى المسجد حلقات ذكر خلالها يردد المريدون من زوار المسجد أذكار وأوراد جماعية، كما يتعاونون فى تقديم الخدمة للزوار وتقديم الإفطار مجانا لهم .

ويعود تاريخ مسجد وضريح أبو الحجاج الأقصري، بحسب "محمد عثمان "، خبير سياحي ورئيس لجنة التسويق السياحى بالأقصر، إلي الإمام العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى، الذى يعود نسبه إلى الإمام على زين العابدين بن الإمام أبي عبد الله الحسين بن الإمام على بن أبى طالب وأمه السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الأولين والآخرين سيدنا "محمد".

ويؤكد الطيب غريب كبير مفتشى معابد الكرنك، أن تاريخ بناء المسجد يعود إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، وتم تسجيله ‏كأثر‏ ‏إسلامى ‏فى 21 يونيو 2007، وهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو.

مسجد ينشده المحبين فى قلب الجبال

ولاتغيب الاحتفالات بشهر رمضان عن ساحة  مسجد قطب الأقطاب سيدى أبو الحسن الشاذلى، الواقع بين منحنيات جبال وعرة بوادى يسمى وادى حميثرة،  يبعد قرابة 150 كيلو متر من مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر.

حب الأقطاب الصالحين، دفعت كثير من المحبين لقطع مسافات طويلة ومعايشة احتفالات شهر رمضان، بينهم " صالح عبدالرحمن" حضر من أسوان، وقطع الرحلة بقليل من الزاد ولسان حاله يقول " من جاور الصالحين بيرزق ببركتهم"، لافتا إلى أن المكان مناسب لتجلى كل الروحانيات، والتعبد فى صمت بين الجبال، وإدراك قيمة الدنيا، وقيمة حب الصالحين، وخدمة الزوار.

ويشير الشيخ أحمد العارف أحد أبناء الطريقة الشاذلية الحريص على زيارة المكان، أن سيدى أبو الحسن الشاذلي يعد أحد أقطاب الصوفية ، ووافته المنية فى ذلك الوادى عند مروره به إلى "ميناء عيذاب" التى تقع جنوب البحر الأحمر، للذهاب لقضاء فرائض الحج.

واضاف أن قطب الصوفية سيدي أبو الحسن الشاذلي اسمه الحقيقي هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربى، الزاهد، الصوفي إليه تنتسب الطريقة الشاذلية ولد عام  571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة شاذلة التونسية ونسب إليها، وتوفى ابو الحسن الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب عندما كان فى طريقة لأداء فريضة الحج سالكا الطريق لميناء عيذاب على شاطئ البحر الأحمر قادما من وادى النيل فى أوائل ذى القعدة عام 656هـ .

وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن محافظة البحر الأحمر للمسجد انه تم  مؤخرا تطوير المنطقة المحيطة بمسجد وضريح الشيخ أبو الحسن الشاذلى، وأن عمليات التطوير تضمنت حل عجز المياه الذى كان يعاني منه دائما زوار المكان بتركيب  100 صنبور مياه، كما تم إنشاء 50 دورة مياه، كما تم رصف الطريق المؤدى إلى المسجد بطول 8 كم ، وتبلغ مساحة المسجد 4 آلاف متر، وبلغت تكلفه تجديده 12 مليون جنيه، ان المساحه التى تم تخصيصها، أقيم عليها مسجد كبير وضريح للعارف بالله الشيخ ابو الحسن الشاذلي، بالإضافة لساحة كبيرة للزوار.   

مسجد عبدالرحيم القنائى ملتقى للطرق الصوفية

وفى وسط مدينة قنا تجد مسجد العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائى، أحد أكبر أقطاب الصوفية فى العالم الإسلامى، الذى تتوافد عليه العديد من الطرق الصوفية من أبرزهم الطرق الرفاعية والعزمية والعزازية والأحمدية والشاذلية والادريسية الأحمدية و الدندراوية وغيرهم الكثير من الطرق، لكن الطريقة الرحيمية القنائية تكون الأكثر رعاية لشئون المسجد.

وبحسب ما يذكره أبناء الطريقة، وتشير إليه البيانات الرسمية، أن العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائي ولد فى الأول من شعبان من عام 521 هـ - 1127 م فى بلدة " تراغى " في مقاطعة " سبتة " بالمغرب العربى نشأ نشأة دينية وحفظ القرآن الكريم، وهو فى الثامنة من عمره، ودرس الحديث والتفسير والبلاغة والفقه، وتفقه على مذهب الإمام مالك، هاجر إلى دمشق ومكة والمدينة، والتقى فى المدينة بالشيخ مجد الدين القشري من قوص، وصحبه من مكة إلى قوص، ثم إلى قنا، حيث استقر به المقام، وأخذ يدعو الناس ويعرفهم بتعاليم الدين الإسلامى ويعمل نهاراً، ويجتمع بمريديه ليلاً، ويتم الاحتفال بمولده سنوياً لمدة خمسة عشر يومأً من أول شهر شعبان حتى الخامس عشر منه.

المسجد يقع مقام على مساحة 12 ألف 259 متر، وهو أحد المساجد المسجلة ضمن المعالم الأثرية الإسلامية بالمحافظة المسجد دائما ما يكتظ بالمصلين والزائرين منذ صلاة الفجر، وحتى بعد صلاة العشاء، ويتنوع الزائرين ما بين مصريين من مختلف محافظات مصر، أو من إحدى الدول العربية الشقيقة والأفواج السياحية.

وفى مطروح  تعتبر أهم مساجد الصوفية هو "جامع الروضة"، وجامع أبو العزايم بمنطقة الكيلو 4، غير أن الأنشطة والأمسيات الصوفية انتهت فى الجامع الأخير منذ سنوات قليلة، لانتقال تبعيته لوزارة الأوقاف، ويوجد أيضا نشاط  محدود للطريقة الإبراهيمية الصوفية التى غيرت مقرها عدة مرات داخل مدينة مرسى مطروح، غير أن هذا النشاط قاصر فقط علي مجموعة صغيرة من رواد المقر.

وبحسب منعم العبيدى الباحث فى الشأن البدوى، أن للصوفية أثر فى مطروح من خلال الحركة السنوسية الصوفية الليبية، ويبرز فى المسميات التاريخية لبعض المناطق في محافظة مطروح، والتى سميت نسبة لهذه الزوايا ومشايخها، منطقة سيدي برانى والتى سميت نسبة إلى شيخ سنوسى يسمى برانى الساعدى، مكث بها فترة طويلة حتى اشتهرت المنطقة باسمه ومنطقة السنوسية بمرسى مطروح نسبة إلى زاوية سنوسية كانت بها، كذلك العديد من المناطق التى سميت بالمدرسة، نسبة إلى الأدارسة وهم مشايخ الحركة السنوسية، كما انتشرت العديد من الموالد فى مطروح حتى وقت قريب.

وأضاف "العبيدي" بأن الموالد وزيارة الناس للأضرحة، توقفت بعدما ظهرت الدعوة السلفية بمطروح، مع نهاية سبعينيات القرن الماضي، وطغت على الصبغة الصوفية خلال العقود  الأخيرة، وكان من أهم هذه الموالد مولد سيدى العوام والذى كان يقام على شاطئ البحر بجوار جامع العوام الشهير، والذى ضم ضريح سيدى العوام، الذى تقول الروايات الشعبية عنه، أن جثته كانت فى البحر على لوح خشبى، وكان ينبعث منها ضوء كل ليلة حتى وصلت إلى الشاطئ، فتم دفنها على الشاطئ، وأقيم بجوارها مسجد سمى بمسجد سيدى العوام، وكذلك ضريح سيدى حمزة الذى يبعد حوالي 50 كيلومتر جنوب مطروح، وغيرها من الأضرحة القديمة، التى كان الناس يحرصون على زيارتها باستمرار.

ميدان مساجد الإسكندرية مجمع للطرق الصوفية

ويعتبر ميدان المساجد بالإسكندرية أشهر مساجد الطرق الصوفية، فهو مقر لعشرات الأضرحة الذى جعل الله منها مساجد لذكر الله، والصلاة فيها والأشهر فيها هو مسجد المرسى أبو العباس شيخ الإسكندرية، وتلاميذه سيدى ياقوت العرش والبوصيرى.

وفى شهر رمضان المبارك يوجد ليالى رمضانية، وجو روحانى خالص داخل هذه المساجد منذ صلاة الفجر، وحتى العشاء يتجمع فيها الفقراء والأغنياء، لذكر الله والتعبد ويجتمعون على حب الله ورسوله.

بمنطقة بحرى المميزة التى تعتبر قلب الإسكندرية، وفى الجهة المقابلة للكورنيش يقع مسجد المرسى أبو العباس، كما يطلق عليه المواطنون باللغة العامية، وهو اسمه الحقيقى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، ولد بالأندلس عام 616 هـ، ويصل نسبه إلى الصحابى سعد الدين بن عبادة وكان جده الأعلى قيس بن سعد بن عباده أمير مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب، واستقر فى تونس ومن بعدها انتقل إلى مصر بعد أن  تعرف على الشيخ أبو الحسن الشاذلى.

وبعد مرور مئات السنين على وفاته، اشتهرت مدينة الإسكندرية، واقترنت باسم سيدى المرسى أبو العباس أشهر مسجد بالمحافظة، يتبارك به الأهالى ويأتون له خصيصاً ويقرأون له الفاتحة، ومنهم من لديه عادات وطقوس بوضع صور شخصية داخل المقام، والقبة التى تم وضعها فى مصلى السيدات وإلقاء الشموع ، كما أن بعضهم يقومون بكتابة عبارات على جدران المسجد.

ويقول عبدالواحد عباس، أحد المواطنين من محافظة بنى سويف، أنه يأتي خصيصا لسيدى البوصيرى من بلده مرة كل ثلاثة أشهر لقراءة الفاتحة والتعبد بجواره وقراءة الأذكار .

Comments

عاجل