المحتوى الرئيسى

مولانا الحلقة 6 ..أبوبكر الشبلي «تاج الصوفية» - صوت الأمة

05/25 14:41

«سئل: ما علامة العارف ؟ قال: صدره مشروح ، وقلبه مجروح ، وجسمه مطروح»..إنه الشيخ أبو بكر الشبلي البغدادي قيل  أن اسمه دلف بن جحدر، وقيل : جعفر بن يونس . وقيل : جعفر بن دلف وأصله من الشبلية قرية ، ومولده بسامراء عام 247 هـ-861م،ما يؤكد انه عاصر شيخ الصوفية الحلاج المصلوب عام 309هـ وشيخ الصوفية أبو الحسين النوري المتوفي عام 295 هـ وصحب الشيخ الجنيد، وعن «الحلاج»،كان يقول:« كنت مع الحلاج شيئا واحدا، إلا انه أعلن وأنا كتمت».

من أقول الشبلى:«:إذا أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها ، فانظر إلى المزبلة ، وإذا أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب ; فإنك منها خلقت ، وفيها تعود ، ومنها تخرج ، وإذا أردت أن تعرف ما أنت ، فانظر إلى ما يخرج منك عند الخلاء ، فلا تتطاول ولا تتكبر على من هو مثلك».

كما قال الشبلى :« الصوفي من صفا من الكدر ، وخلص من الغير ، وامتلأ من الفكر ، وتساوى عنده الذهب والمدر».

ووفق كتاب «سير أعلام النبلاء» فإن أبوه  كان من كبار حجاب الخلافة ، وولي هو حجابة أبي أحمد الموفق ثم لما عزل أبو أحمد من ولاية ، حضر الشبلي مجلس بعض الصالحين ، فتاب ثم صحب الجنيد وغيره ، وصار من شأنه ما صار،وكان فقيها عارفا بمذهب مالك ، وكتب الحديث عن طائفة ، وقال الشعر ، وله ألفاظ وحكم وحال وتمكن ; لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر ، فيقول أشياء يعتذر عنه ، فيها بأو لا تكون قدوة .

قيل : إنه مرة قال : آه . فقيل له : من أي شيء ؟ قال : من كل شيء حيث حكى عنه : محمد بن عبد الله الرازي ، ومحمد بن الحسن البغدادي ، ومنصور بن عبد الله الهروي الخالدي ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي ، وابن جميع الغساني ، وآخرون.

وقيل : إن ابن مجاهد قال له : أين في العلم إفساد ما ينفع . قال : قوله : فطفق مسحا بالسوق والأعناق ولكن يا مقرئ أين معك أن المحب لا يعذب حبيبه ؟ فسكت ابن مجاهد ، قال : قوله : نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم ؟وعنه ، قال : ما قلت : الله ، إلا واستغفرت الله من قولي : الله

قال أحمد بن عطاء الروذباري : سمعت الشبلي ، يقول : كتبت الحديث عشرين سنة ، وجالست الفقهاء عشرين سنة . وكان له يوم الجمعة صيحة ، فصاح يوما ، فتشوش الخلق ، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء فجاء إليهم الشبلي ، فقالوا يا أبا بكر إذا اشتبه عليها دم الحيض بالاستحاضة ما تصنع ؟ فأجاب بثمانية عشر جوابا ، فقام أبو عمران ، فقبل رأسه ،وكان -رحمه الله- لهجا بالشعر الغزل والمحبة ، وله ذوق في ذلك ، وله مجاهدات عجيبة انحرف منها مزاجه .

يقول الجنيد البغدادي شيخ المتصوفة عن الشبلى: الشبلي السكران، ولو افاق من سكره لجاء منه إمام ينتفع به، ووصفه الاصفهاني في كتابه «حلية الاولياء»: الشبلي، المجتذب، الولهان، المستلب، السكران، الوارد العطشان، والسكر هو طريق إلى المعرفة بالله.

كان الشبلى يقول :«: الوجد : اصطلام ، ثم قَالَ : الوجد عندي جحود ما لم يكن عَن شهود وشاهد الحق عندي يفني شهود الوجود.

قالَ السلمي :« سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الدمشقي يقول : حضرت مع الشبلي ليلة فِي مجلس سماع ، وحضره المشايخ ، فغنى قوال شيئا ، فصاح الشبلي والقوم سكوت ، فقال لَهُ بعض المشايخ : يَا أَبَا بكر ، أليس هؤلاء يسمعون معك ؟ ما لك من بين الجماعة ؟ فقام ، وتواجد ، وأنشأ يقول : لو يسمعون كما سمعت كلامها خروا لعزة ركعا وسجودا».

«مولاى إني ببابك قد بسطت يدي».. النقشبندي: مداح الصائمين

مولانا الحلقة 5..الحلاج «شهيد حب السماء»

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل