المحتوى الرئيسى

«خير أجناد الأرض» يخوضون معارك شرسة ضد عناصر تكفيرية مسلحة فى الصحراء.. وتعاون بين مختلف الأسلحة لتحقيق السيطرة الكاملة على الأرض

05/25 11:42

أبطال بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، يقفون فى ساحة المعركة بكل شجاعة وبسالة، لا يخشون الموت ولا يعرفون الخوف، يرتدون الزى العسكرى: «بيادة وأفارول مموه وقميص واق من الرصاص وخوذة فوق الرأس»، ويحملون فى أياديهم أسلحتهم اليقظة التى تبحث عن صدور الإرهابيين، الملامح بينهم متشابهة كأن كل الجنود والضباط على أرض الفيروز أشقاء من بطن واحد، المشاعر التى تسيطر عليهم أيضاً واحدة لا تختلف من بطل لآخر، الحماس يجرى فى عروق الجميع، والشجاعة تسكن قلوب الجميع، وبرغم الحرب العنيفة التى يخوضونها على عناصر الجماعات التكفيرية التى لا تعرف ديناً ولا تؤمن بوطن، وبرغم ظروف الحياة الصعبة التى يتحملونها؛ إلا أن ابتساماتهم لا تفارق وجوههم، وعلامات الرضا والإيمان تملأ أعينهم، والثقة الكاملة فى النصر تظهر بوضوح فى نظراتهم.

مجندون وضباط: نحن أحفاد وأبناء جيل «أكتوبر العظيم».. وهنرجع سيناء أحسن من الأول.. وهنطهرها من كل عنصر تكفيرى

ويظهر التنسيق والتعاون بين أفراد القوات المسلحة من الأسلحة المختلفة فى جميع العمليات التى يتم تنفيذها فى شمال سيناء، حيث يتعاون جنود وضباط مختلف الأسلحة من أجل النجاح فى المهمات التى توكل لهم والسيطرة على العناصر الإرهابية بصورة كاملة، «الوطن» شهدت إحدى المداهمات الحية الواسعة التى استمرت لأكثر من ساعتين على أرض العمليات شمال مدينة رفح، وظهرت خلالها ملحمة من التنسيق والتعاون بين المجموعة القتالية المتنوعة المشاركة فى المداهمة بهدف تنفيذ المهمة على أكمل وجه، حيث تولى أفراد سلاح المهندسين عملية تمشيط الأرض للكشف عن العبوات الناسفة وتأمين ممرات الجنود والمركبات، فيما قام أفراد سلاح المدرعات بالتعامل مع أحد الأهداف البعيدة من خلال المدفعية بعد إطلاق النار على الدورية العسكرية، وأصابت إحدى الدبابات الهدف بعد قصفه بدانة من مسافة تتجاوز اثنين كيلومتر، ونجح أفراد الصاعقة فى إسقاط أحد العناصر الإرهابية والقبض على عنصر آخر، فيما كان يتولى عدد من الأفراد الآخرين عملية تأمين المجموعة القتالية تحسباً لأى هجوم نوعى.

«إحنا جيل أحفاد وأبناء أبطال حرب أكتوبر 1973، وزى ما آبائنا وأجدادنا رجعوا سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، إحنا كمان عمرنا ما هنسيب سيناء إلا لما نطهرها من الإرهاب بشكل كامل، ونرجعها أحسن من الأول، وأهلها يحسوا بالأمن والأمان وتبقى أرض الفيروز والخير والبركة إن شاء الله»، بلهجة واثقة تحدث لـ«الوطن» أحد جنود سلاح المظلات المشارك فى العملية الشاملة فى سيناء، وأضاف المقاتل الشاب الذى يؤدى خدمته فى مدينة رفح: «قسماً بالله العظيم أنا فخور إنى موجود على أرض سينا، إحنا بنخوض أشرف معركة للدفاع عن بلدنا وعن العالم كله ضد أقذر جماعات إرهابية عرفها التاريخ، لكن إن شاء الله إحنا منصورين ونهاية الإرهابيين والتكفيريين هتكون على إيدينا، وإحنا فى سيناء لحد آخر عنصر إرهابى وتكفيرى»، وأشار إلى أنه خلال فترة وجوده فى سيناء منذ أكثر من عام، لمس تجاوب المواطنين وتعاطفهم الشديد مع أفراد القوات المسلحة، ورغبتهم فى القضاء على الإرهاب ليعيشوا فى سلام وأمن ويكسبوا رزقهم من العمل والتنمية التى تفتح مصادر رزق جديدة للمواطنين، قائلاً: «الناس زهقت من الإرهاب، وبتلفظ العناصر الإرهابية، وإيديهم فى إيد الجيش، أنا شفت ده من ناس كتير نفسها الإرهاب ينتهى ويعيشوا فى أمان بدون تطرف ولا عناصر مسلحة وياكلوا ويشربوا ويشتغلوا، وبيقولوا لنا ربنا معاكم والله يعينكم فى مهمتكم».

وحول الشق التدريبى والتأهيلى للقيام بالعمليات الخاصة ومواجهة أى اعتداءات، قال أحد أبطال سلاح الصاعقة المشارك فى العملية الشاملة بسيناء، لـ«الوطن»، إن أفراد القوات الخاصة مدربة على أعلى مستوى للتعامل مع جميع السيناريوهات سواء المتوقعة أو غير المتوقعة، مؤكداً أن مقاتلى الصاعقة على وجه الخصوص مؤهلون لصد أى اعتداءات من عناصر مسلحة أو القيام بتكليفات ومهمات ذات طبيعة خاصة، وأشاد مقاتل الصاعقة بروح الحب والتعاون التى تظهر بين جنود وضباط الجيش المصرى خلال تنفيذ العمليات، مؤكداً أن هذا الأمر أحد أهم أسباب النجاح الذى يتحقق على أرض الواقع، موضحاً: «الضابط يتقدم العملية قبل الجندى، ولو وقع شهيد زميله بيشيله وينقله ويرجع يقف مكانه علشان يكمل مهمته، كل واحد مننا عارف إنه مشروع شهيد، ويا إما يلقى الشهادة أو ربنا ينصره فى مهمته اللى بيقوم بيها، مفيش خيار تانى قدامنا، وكلنا روح واحدة وإيد واحدة بنكمل بعض والهدف فى النهاية هو بلدنا»، يستكمل حديثه بعد ثوان من الصمت قائلاً بابتسامة: «إحنا فداكى يا مصر».

أحد المقاتلين: نخوض أشرف معركة ضد جماعات قذرة لا تعرف ديناً ولا وطناً.. وزميله: «بنمشى سيناء شبر شبر على رجلينا علشان نطهرها»

وقال جندى فى سلاح المشاة إنه سعيد بخدمته فى شمال سيناء برغم المداهمات والمواجهات العسكرية التى يشارك فيها باستمرار ضد العناصر التكفيرية، مشيراً إلى أن رغبته الأولى كانت المجىء إلى منطقة من المناطق التى سماها «نقاط المواجهة» فى رفح والشيخ زويد والعريش، ويفسر المجند الذى قضى 10 شهور من خدمته رغبته فى ذلك قائلاً: «عندما ارتديت الأفارول العسكرى تمنيت أن تكون خدمتى هنا فى شمال سيناء علشان أقوم بواجبى فى تطهير مصر من الإرهاب، وأنا سعيد وفرحان باللى بعمله وعمرى ما حسيت بالخوف على عمرى وحياتى لأن الأعمار بيد الله، وأنا مش لوحدى أنا معايا إخواتى وزمايلى من كل مكان فى مصر جايين يخدموا فى نفس المكان».

وإلى جانب المداهمات العسكرية ودوريات تمشيط الطرق والمناطق الحيوية فى مدن شمال سيناء، تقوم المجموعات القتالية بعمليات نوعية فى عمق الجبال والصحراء للبحث عن مخابئ وأوكار الإرهابيين، وتتشكل المجموعات القتالية من أسلحة مختلفة، ويلعب سلاح المهندسين دوراً مهماً فى تلك العمليات للكشف عن القنابل والعبوات الناسفة وإبطال مفعولها، أحد ضباط سلاح المهندسين، قال فى حديثه لـ«الوطن»: «إحنا بنمشى سيناء شبر شبر على رجلينا علشان ننضفها ونطهرها من كل قنبلة أو عبوة زرعها الإرهابيون». يستخدم أفراد سلاح المهندسين مجسات وأجهزة للكشف عن المفرقعات والأجسام المعدنية الغريبة ويتقدمون الدوريات والمجموعات القتالية لتمهيد الطرق لبقية الأفراد، يضيف ضابط «المهندسين»: «مهمتنا صعبة، لأننا مسئولون عن حماية بقية زملائنا الأبطال وتطهير محيط تحركهم من أى عبوات ناسفة، وإحنا الخط الأول فى مواجهة المفرقعات ولا مجال للخطأ».

لكل مهمة خلال المداهمات والعمليات خطورة من نوعية خاصة، إلا أن الفرد المقاتل يحاول القيام بمهمته على أقصى درجة من الكفاءة دون التأثر بأى خطورة يتعرض لها، ومن بين هذه المهام عملية تأمين السواحل البحرية التى يشارك فيها جنود وضباط سلاح الصاعقة البحرية «دورنا هو القيام بعملية التأمين من ناحية البحر، ومنع تسلل أى عناصر أو مواد أو معدات أو أسلحة مهربة» يتحدث لـ«الوطن»، أحد ضباط سلاح الصاعقة البحرية المشارك فى عملية تأمين الساحل البحرى لمدينة رفح منذ بدء العملية الشاملة فى سيناء، مشيراً إلى أن حدود عملياته تتنوع بين البحر والبر لضبط عملية التأمين بطول الشاطئ، وأوضح أنه يتم إسقاط الكثير من العناصر الإرهابية التى تحاول التسلل عبر البحر، كما تقع ضبطيات مختلفة بين أسلحة أو معدات أو مواد مخدرة تسعى بعض العناصر لتهريبها إلى سيناء، مضيفاً: «بنكون على أعلى مستوى من اليقظة والاستعداد والتأهب على مدار اليوم، وجميع أفرادنا مدربون ومؤهلون للقيام بأدوارهم وتنفيذ مختلف العمليات والدخول فى أى مواجهات مع عناصر خارجة عن القانون أو تكفيريين»، وعلى امتداد ساحل مدينة رفح يظهر أفراد الصاعقة البحرية الذين يقومون بعمليات تمشيط بحراً وبراً، وتنتشر الزوارق المسلحة المجهزة والمؤهلة بطول خط البحر، ويتابع ضابط الصاعقة البحرية وهو يشير بيده إلى تلك الزوارق قائلاً: «هذه الحركة لا تتوقف، وكل زورق بحرى يضم طاقماً من أفراد الصاعقة البحرية القادرين على تنفيذ كل المهام الموكلة لهم سواء فى البحر أو البر بالتعاون والتنسيق مع مختلف الأسلحة الأخرى من أجل نجاح العملية الشاملة سيناء 2018».

Comments

عاجل