المحتوى الرئيسى

أمين الأثريين العرب: مخلفات الصرف بمنطقة «الحدائق» تصب في الأهرامات (حوار)

05/24 15:23

أعظم جبانة مماليك في العالم تحولت إلى حي شعبي

التراث المصري مُهان.. وأصحاب الأفكار الضالة يريدون هدمه

حوار: صلاح لبن وأحمد سعيد حسانين

وهب حياته العلمية مدافعًا عن التراث العربي، يرى أن هناك أزمات لا بد من التصدي لها، خصوصًا مشكلة الزحف العمراني على المناطق الأثرية، إنه الدكتور محمد الكحلاوي، الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب، الذي يمتلك خريطة كاملة بمناطق الآثار في العالم العربي، وما يتعرض له الأثريون فيها من مشكلات.

يتحدث الكحلاوي في حواره مع "التحرير" في عدة ملفات، من ضمنها عملية تطوير منطقة الأهرامات، وعمل غير الأثريين في مجال الآثار، وكيفية التعامل مع التراث، فإلى نص الحوار:

هل تمتلكون خريطة تحدد المناطق الأثرية الموجودة في العالم العربي؟

بالفعل قمنا بإعداد خريطة أثرية للعالم العربي، وذلك من أجل حماية هذه المناطق من الزحف العمراني الذي يدخل المناطق الأثرية، فعلى سبيل المثال فإن أقدم مدينة في إفريقيا هي الفسطاط، نجد أن الحكومة قسمتها على نفسها، جزء أصبح ملك وزارة الثقافة، وجزء للمساكن، وآخر للآثار، وفي النهاية نكتشف أن المنطقة الأثرية ضاعت بسبب الإهمال وسوء التخطيط والتفكير الخاطئ، ولا بد من عمل مجسات على التربة على مستوى مصر للكشف عن الآثار، وهي عملية مكلفة.

هل ترى أن ملف الآثار يُدار بطريقة خاطئة؟

الواقع هو الذي يقول ذلك، جبانة المماليك أعظم جبانة مماليك على مستوى العالم أصبحت حيا شعبيا يحمل اسم قيتباي، سرقت فيه المقابر وحل محلها مناطق سكنية، والحال ينطبق أيضًا على نزلة السمان، وإذا نظرنا إلى حدائق الأهرام فنجد أن الصرف الخاص بها يذهب إلى الهرم وأبو الهول، نحن أمام أشياء تكشف عن تخبط الحكومة، وإذا كانت الوزارات تفكر كفريق عمل واحد لم يكن ليحدث ذلك، فمثلًا إسطبل عنتر منطقة أثرية مبنية منازل بالكامل، كان من المفترض التعامل معها كمنطقة أثرية وعدم دخول المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات، لكننا أمام حكومة تتعدى على القبور وتدخل الغاز بالأماكن الأثرية، فهناك تشريع للخطأ، فلا توجد إدارة للبحث الإلكتروني في وزارة الآثار، ولا يوجد إدارة البحث عن المواقع التراثية في مجلس الوزراء، كما أنه لا يتم الكشف في وزارة الإسكان والتعمير عن الآثار قبل تسليم المناطق، هناك قرارات سيادية لا أحد يقف أمامها، على الرغم من أنه من المفترض أن تراث مصر لا يكون وراؤه قرارات سيادية.

كيف ترى التعامل مع التراث في مصر؟

التراث المصري مهان، وهناك من يحملون أفكارا ضالة يريدون تدمير التراث، فنحن أمام محيط متخبط، ويكفي أن نقول إن 30% من الآثار سرق عقب اندلاع الثورة.

هل يوجد مسح أثري كامل يحدث في المناطق الأثرية؟

مصر لا يوجد فيها مسح أثري كامل، ونحن في اتحاد الأثريين العرب كنا نريد عمل مسح أثري للتراث في جميع أنحاء الوطن العربي لحمايته من الحكومات العربية، ونرى أن المشروعات الحكومية هي التي تتعدى على الآثار في العالم العربي، فالحكومة المصرية هي التي تعلن عن بيع قطعة أرض في طريق مصر إسكندرية، ومن الممكن أن يكون فيها 70% آثارا، لكنها تتحول لمزارع ويخرج عنها مياه جوفية تدمر المنطقة الأثرية، وكان من المفترض الكشف عن المنطقة قبل طرحها للبيع.

كيف تتابع أعمال تطوير منطقة الأهرامات؟

أرفض خطة البناء داخل الموقع، نحن ضد أي بناء حتى إذا كان كشكا للأمن، ويجب أن يحدث التطوير في مناطق تحت الأرض لا يوجد فيها آثار، لكن هناك أفكار جيدة مثل توفير طفطف صديق للبيئة ومنع السيارات لأن عوادمها تضر بالموقع، ولا بد أن تكون هناك خط سير للزيارة، وأن يكون الموقع خاليًا، ولا يمكن أن نسمح بأن يكون هناك بيزنس في هذه المنطقة، حيث لا بد أن تبتعد الإنشاءات عن الآثار، ولابد من تغيير سلوك العاملين بالخيل والجمال لكي يتعاملوا بشكل لائق مع الأجانب، ولابد من الاهتمام بالمراحيض لأنها غير آدمية، وإنشاء مقاهٍ بعيدة عن الآثار مخصصة لكل الطبقات وليس للطبقة الغنية فقط.

هل تؤيد عمل غير الأثريين داخل المواقع الأثرية؟

يجب أن يكون هناك مشرف عليهم، قديمًا كان الصعايدة أفضل ناس لديهم خبرة في عمليات الكشف الأثري، ومن اكتشف مراكب الشمس كان عاملا «جالس يأكل بصل»، وعندما ضربها من أجل كسرها لم يجد الأرض مكتومة، وعندما حفروا وجدوا مراكب الشمس، نحن نفتقد المنهجية.

Comments

عاجل