المحتوى الرئيسى

كوريا وروسيا وأمريكا.. والنِيَّة فى الصلاة..! | المصري اليوم

05/23 11:41

كوريا الشمالية.. روسيا.. الولايات المتحدة.. دُوَل نووية.. تملك ناصية الصناعات العسكرية الرادعة والقادرة على إحداث قدرٍ جَلَل من الدمار على الأرض..

ولكن.. إن تملك كوريا الشمالية ترسانة نووية رادعة يبقى شعبها نموذجاً مُشيناً للفقر والبؤس والمذلة بين شعوب العالم.. وإن تباهى روسيا بتكنولوجياها التدميرية المتقدمة وتملك من الموارد الطبيعية ما قد يجعلها الدولة الأغنى على الأرض يرزح شعبها فى حرمان لا يكافئ موارده..!.

قد يتساوى ظاهر كفالة الأمن وملكية الردع والقوة الغاشمة بين تلك النماذج الثلاث من دول الدنيا.. ولكن يظل التفاوت فاضحاً بين حياة شعوبها وإنسانها.. ويبقى بوناً شاسعاً يكاد يكون بوناً بين «بشر» و«دون بشر» على عدة معايير..

مجتمعات ثلاثة.. الفارق بينها هو الفارق بين حُكمِ الفرد المُستأثِر ونُخبة مُختزلة فى شخص أو عائلة كعائلة سونج ودونها المَذَلّة فى كوريا.. وبمثله نخب حكم اللصوص «أوليجاركية» احتكار السُلطَة والسَطوة والثروة كما فى روسيا.. وعلى تخومها بعض ممن يعيشون على الفتات وشعب على اتساعه يحيا الكفاف..

وبين حُكمِ نُخَبٍة حية حرة عاقلة كما فى الغرب - وإن لم تكن بِسِعَة مجتمعاتها - فإنها تَسَع من مجتمعاتها من يملك الحُلم والأهلية..!.

نخبة مَرِنَة رَحبَة ملتزمة بتجديد الدماء والعقول قبل الوجوه.. وإن لم تَخلُ من فسادٍ.

الفارق هو فى «مقاصد» إحراز القوة والثروة وامتلاكها.. وليس فى فعل إحرازها ذاته!

فحين يجلس «كيم جونج يون» وراث الحكم اغتصاباً فى كوريا الشمالية مُتخَماً بترسانته النووية.. متألهاً مستأثراً سعيداً بأن يسمع رَجعَ صوتِه وَحدَه ويَسبَح فى خواء أفكاره وَحدَه دون شريك أو منافس.. يباهى بشعب بائس يتحرك أمامه كالدُمَى.. لن يتجاوز أثَرُهُ فى العالم أكثر من قدرته على المُرَاوغة.. ولا يَملك إلا التنازل بما يضمن الإبقاء على سلامته الشخصية واستدامة سلطته لساعات أو أيام.

وحين يجتمع «بوتين» برجال أوليجاركيته من مليارديرات الغاز والبترول والسلاح يُقَسِّمُون الغنائم مُطمَئنين بالاستئثار بمستقبل السلطة والثروة فى روسيا دون منازع.. ينتكسون بأثر روسيا لتكتفى بدور مُفسِد العرض الذى يُساوَم على كَفِ أذاه.. وتظل مساحة مُناوَراتهم رهينة قدراتهم الشخصية على الصمود أمام الابتزاز خوفاً من افتضاح ما أحرزوه بغير وجه حق - ولا شرعية - من ثروات الشعب الروسى ومُقَدَراته..

وحين يجلس أى قائد غربى مهما تواضعت قدراته الشخصية كـ«دونالد ترمب».. تأتى قدرة دولته على التأثير والهيمنة متجاوزة القدرة العسكرية الخشنة لتتبدى أكثر فى قدرات عقول حُرَّة كُفِلَ لها عدل الإتاحة وعدل الثواب فهيمنت على العالم..

يأتى أثره فى قدرة على النفاذ إلى عقل ووجدان المواطن العالمى فى «فيسبوك» مارك زكربيرج و«مايكروسوفت» بيل جيتس و«أبل» ستيف جوبز و«جوجل» الشريك فى كل عقل وكل بحث وكل قرار.. وفى أموال تُنزَح لتذهب إلى «أمازون» جيف بيزوس، وفى مستقبل طاقة وفضاء تقوده «تسلا» و«سبيس إكس» إيلون مسك.

وزنُ كوريا ومن مثلها هو بضآلة وزن شخص كيم جونج يون وعائلته.. ووزن روسيا ومن يسير على دربها هو بخفة وزن عُصبَة المماليك التى تستأثر بها.. ووزن كل دولة حُرَّة عاقلة - فى شرق أو فى غرب - هو بوزن ملايين من أبنائها يملكون الحُلم والعِلم والقدرة على التحقق..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل