المحتوى الرئيسى

هانى ضوة يكتب: ذوالبجادين.. الصحابى الأوّاه | المصري اليوم

05/23 07:36

«اللهم إنى أمسيت عنه راضيًا فارضَ عنه».. هكذا كان دعاء النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- له بعد أن وضعه فى لحده الذى حفرته سواعد الصحابة الكرام، فقد أسلم هذا الصحابى الكريم فى عمر السادسة عشر، وتوفى وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، فقصة إيمانه تتلخص فى سبع سنوات فقط نال بها شرف رتبه رضا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.

كان الصحابى الجليل عبدالله ذو البجادين شابًا ثريًا توفى والده فكفله عمه فعاش فى رغد ورفاهية لا يعيشها أقرانه، وعندما بلغ السادسة عشر من العمر تزامن هذا مع هجرة المسلمين إلى المدينة فكانوا يمرون على مدينته، فعرضوا عليه الإسلام، فلامس قلبه، وشهد أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمدًا رسول الله.

غضب عمه غضبًا شديدًا، فجرده من متاع الدنيا حتى ملابسه، فذهب إلى أمه، فقطعت له كساء غليظا جافيا يسمى «البجاد»، وأعطته إياه فائتزر بواحدة وارتدى الأخرى، وهرب من عمه إلى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.

وظل فى مسجد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- حتى السحر، فنظر إليه النبى، وسأله: من أنت؟ فأخبره بأمره ونسبه، فقال له النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- بل أنت عبدالله، ولقبه بـ«ذوالبجادين».

وقال له رسول الله- صلوات الله وسلامه عليه-: «الزم بابى».. فلزم باب رسول الله، وكان يرفع صوته بالقرآن والتسبيح! فقال سيدنا عمر- رضى الله عنه- يا رسول الله، أمُراءٍ هو؟ فقال النبى- صلى الله عليه وآله وسلم-: «دعه عنك فإنه أحد الأوّاهين».

وقصة استشهاده لا تقل غرابة عن حياته.. لما خرج النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- إلى غزوة تبوك قال له ذو البجادين: يا رسول الله ادع لى بالشهادة؛ فدعا: اللهم إنى أُحَرِم دمه على الكفار، فقال له ذو البجادين: يا رسول الله، ليس هذا ما أردت، فقال النبى: إنك إذا خرجت غازيًا فأصابتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل