المحتوى الرئيسى

الليث بن سعد «الأفقه من مالك».. تصدى لهدم الكنائس ولم تجب عليه الزكاة قط

05/22 21:43

لم يمر هدم والى مصر فى عهد هارون الرشيد، على بن سليمان، عددا من الكنائس، مرور الكرام على الليث بن سعد، فكتب إلى الخليفة لعزل الوالى، لنشره «البدعة» ومخالفته روح الدين، حينها أمر الرشيد بعزل بن سليمان وولى مُوسى بنُ عيسَى، بدلا منه، وأمره بإعادة بنائها، بل وبناء كنائس جديدة كلما طلب المسيحيون ذلك، وكان قوله تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ»، هو استدلال الليث على صحة رأيه.

قول الإمام الشافعى إن «الليث أفقه من مالك بن أنس، إلا أن أصحابه لم يقوموا به»، يوضح لك مكانة وقدر هذا الإمام فى عصره، وكان لعلاقته الطيبة مع حكام وخلفاء عصره، دور فى هذه المكانة، حتى إن جعفر المنصور عرض عليه ولاية مصر فاعتذر عن عدم قبولها، كما تعد رواياته عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة بنت أبى بكر وعن عبدالله بن أبى مليكة عن عبدالله بن عباس، وعن نافع مولى ابن عمر عن عبدالله بن عمر، وعن المقبرى عن أبى هريرة، من أعلى روايات الحديث النبوى إسنادا.

كان الحكام يغدقون على قاضى مصر بالهبات والعطايا، حتى بلغ قمة الثراء، لكنه على الرغم من ذلك لم تجب عليه الزكاة قط، لأنه لم يكن ينقضى حولها حتى يكون قد أنفق كل ما يملك على الفقراء والمحتاجين، فكان يشترى الأراضى من بيت المال ويحبسها فى أوجه الخير، ويروى أن امرأة سألته قائلة: «إن لى ابنا عليلا واشتهى عسلا»، فأمر خادمه بإعطائها 120 رطلا، وحينما كتب إليه مالك لإرسال شىء من عصفر لزواج ابنته، بعث إليه الليث بثلاثين جملا من عصفر، فصبغ لابنته، وباع منه، وبقيت عنده فضلة، كل هذا الثراء لم يحل دون أن يخرج الليث مدينا فى إحدى السنوات، لكثرة إنفاقه فى الخير.

ثقافة أبى الحارث وعلمه الغزير لم يأتيا من فراغ، فقد كان محبا للعلم بجميع أشكاله، وكان يتقن اللغات القبطية واللاتينية واليونانية، وهو ما فتح له باب التعلم من الثقافات الأخرى على مصراعيه، فى ذلك الوقت، كان أَبو الحارث مهتما بالأحاديث التى تبعث على حب الحياة والتدبر فيها، فكان أول حديث رواه «إن الله جميل يحب الجمال».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل