المحتوى الرئيسى

شاهد على الحرب العالمية الثانية يروي ذكرياته: رأيت الموت بعيني

05/22 18:51

- "شفت الموت بعنيا".. ومصر كانت مسرحا لحرب لا ناقة لها فيها ولا جمل

- "مونتجوميري" أمر برش الألغام لمنع تقدم الألمان للعلمين

- فقدت أفرادا من أسرتي بعد إلقاء الطائرات الألمانية قنابل عليهم حولتهم إلى ما يشبه "بلوبيف" أمامي

حوار: أحمد سعيد حسانين وصلاح لبن

أكثر من 90 عاما قضاها، داوود مشري حسن مصاري، يتنقل بين دروب الصحراء والجبال، رمال الصحراء تعرفه عن ظهر قلب، وكالات الأنباء والصحف الأجنبية الكبرى لا تضل طريقها إليه، كونه شاهد العيان الوحيد على الحرب العالمية الثانية، وما خلفته من ويلات وآثار دمار وتخريب.

رغم كبر سنه، فلا تزال ذاكرته حاضرة عما دار فى الحرب الأشهر فى التاريخ، التي استمرت قرابة الـ6 سنوات، منذ عام 1939 وحتى عام 1945، بين قوات الحلفاء ودول المحور.

يروي"داوود" ذكرياته وشهادته عن تلك الفترة: "أنا من مواليد 6 إبريل 1920، ومصر كانت مسرحا لحرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، لأن تلك الحرب شردت وقتلت الكثير منا، ولا تزال آثارها موجودة حتى الآن".

يستحضر "داوود" ذاكرته ويقول: "كنت أبيع اليوسفي والبيض وبعض الحلوى في أثناء الحرب، وشفت الموت بعيني، ولن أنسى يوم 21 أغسطس 1942، حينما حلقت طائرتان تتبعان ألمانيا بشكل منخفض، وألقتا القنابل على 7 أفراد كان من بينهم ابن خالي، ووجدت نفسي على الأرض من وقع الصدمة، واضعا يدي فوق رأسي، وعندما طالعت المشهد وجدت أن القنابل حولتهم إلى مايشبه الـبلوبيف، وأجزاء لحم متناثرة".

يحكي "مشري" لـ"التحرير" مشاهد تختزنها ذاكرته عن الحرب العالمية الثانية: "كان هتلر قائد الحزب النازي الألماني، فى تلك الفترة، يخطط لنزول الجيش فى الصحراء الغربية، والتحرك فى صحراء سيناء، ومنها للشام ثم لبنان وسوريا، وصولا لتركيا، من ناحية إسكندرونة، وكان هدفه بحر قزوين وصحراء سيبيريا".

يكمل: "حينما شعر الحلفاء بالخطة، أرادوا إرسال قواتهم إلى الصحراء الغربية لمنع التقدم الألماني وإفشال الخطة، فقاموا بإرسال خبراء لمدة 15 يوما، للتعرف على المشاكل التي يمكن أن تواجه الجيش، فوجدوا أن هناك 4 مشكلات رئيسية، الأولى: تتعلق بعدم وجود مياه، والثانية أن أقرب ميناء بحري فى الإسكندرية على بعد 105 كيلو، والثالثة الطريق إلى الحمام، والرابعة تتمثل فى طبيعة الأرض، فقاموا بعمل 6 محطات من النوبارية إلى مرسى مطروح، وإنشاء خطي مواسير مقاس 6 و8 بوصات، لحل أزمة المياه، كما أقاموا محطة تحلية مياه، واستعانوا بـ2 مقاولين أحدهما يدعى جروف والثاني بشارة من أجل الإنشاءات.

يضيف مشري فى حديثه لـ"التحرير": حينما حضر الألمان للأراضي المصرية "مونتجوميري" القائد البريطاني أمر برش الألغام، واختار العلمين لأن التكوين الجغرافي لها مختلف تماما، حيث يحدها من الشمال البحر الأبيض ومن الجنوب منخفض القطار، بمسافة 70 كيلومترا بالتحديد، فلا يستطيع شخص أيا كان أن يسير وسط رمال متحركة ودروب ومستنقعات، لذلك لغم تلك المنطقة الشاسعة ورأيت العساكر وهم يزرعونها، وكان يخشى مونتجوميري من نزول قوات كوماندوز يقتلونهم وهم نائمون، ولكن الألمان كانوا على قدر كبير من الذكاء، فقاموا بإزالة الأسلاك الشائكة، فتاهت معالم الألغام وأماكن انتشارها، وكانوا يعلمون أن فوق كل لغم علوي لغم أسفله قابل للانفجار.

يواصل داوود: هناك نوعان من الألغام كانت مستخدمة فى تلك الفترة، الأول مصنوع من الجلاتين، والآخر مصنوع من مادة الـTNT المتفجرة، مردفا: "لسوء الحظ، الكثير لقوا مصرعهم فى الصحراء، ولم يتم عمل محاضر لهم، وتركوا للثعالب والذئاب تأكلهم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل