المحتوى الرئيسى

اللاعبون والطلبة.. من هم المرخص لهم الإفطار في رمضان؟

05/22 18:51

"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا".. تعد تلك الآية الكريمة من قول الله تعالى فى سورة البقرة، الضابط الشرعى فى التكليفات الشرعية على العباد، فشرط القدرة والاستطاعة عامل رئيسى فى وجوب تطبيق أوامر الشريعة، باستثناء الصلاة التى لا عذر فيها.

والمقرر شرعا أن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، والقدرة التي هي شرط في وجوب الصيام كما تكون حسية تكون شرعية، فالقدرة الشرعية تعني الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وهي الحيض والنفاس، وأما القدرة الحسية فهي طاقة المكلف للصيام بدنيا.

فالمريض والمسافر له رخصة من الله عز وجل فى إفطار رمضان إعمالا لقول الله تعالى "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"، متى تحقق وصف السفر في الصائم ولم يكن إنشاء السفر بغرض المعصية يجوز له الفطر، والصوم أفضل عند عدم المشقة؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ وأن تكون مسافته نحو 85 كيلومترا، وكذلك كل من يتسبب له الصيام فى إيذاء من أى نوع. "التحرير" تستعرض خلال هذا التقرير مهنا وفئات أباحت لها مقاصد الشريعة الإفطار فى رمضان.

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن إفطار الفلاحين العاملين في درجة حرارة شديدة، جائز شرعًا.

وأضاف مفتي الجمهورية، في فتوى له، أن الفلاحين الذين يزرعون في الحرِّ الشديد، ولا يستطيعون الصيام إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنهم تأجيل عملهم إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان، لهم أن يُفطِرُوا في أثناء النهار.

وتابع المفتي: أنه يجب في هذه الحالة تبييت نية الصيام من الليل ثم الفطر عند حصول المشقة، ثم عليهم القضاء بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك.

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، فى فتوى له، إذا احتاج الطالب المكلف شرعا احتياجا أكيدا يؤثر على معيشته أو معيشة من يعوله إلى المذاكرة في نهار رمضان وغلب على ظنه بأمارة أو تجربة أن صومه يفضي إلى رسوبه المستلزم لضعفه أو عجزه عن إكمال مسيرته التعليمية التي لا بد له منها لاكتساب معيشته ونفقته الأساسية أو نفقة عياله، فإنه في هذه الحالة يباح له الفطر، والواجب على هؤلاء الطلاب قضاء ما أفطروه بسبب هذه الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وأنها مشروطة بكون مذاكرة الطالب مضطرًّا إليها في شهر رمضان ولا يمكن تأجيلها.

وتابع: هي مشروطة أيضًا؛ بأنه يغلب على ظنه الرسوب إن لم يذاكر، وأن هذا الرسوب سيضعفه أو يحرمه من استكمال دراسته التي لا عمل له إلا بها، أو من توفير الاحتياجات التي لا قوام له أو لعياله إلا بها، فإن عدِم شرطًا من هذه الشروط فالصوم واجب عليه ولا يجوز له الإفطار.

قال الدكتور علي جمعة، إن الواجب على اللاعب الصوم، ما لم يغلب على ظن اللاعب أن الصوم يؤثر في أدائه، وكان مرتبطًا بعقد عمل مع ناديه، ولا مفر له من أداء المباريات في نهار رمضان، مع كون هذا العمل هو مصدر رزقه، فله حينئذٍ الرخصة في الفطر للضرورة؛ لأنه بمنزلة الأجير الملزَم بأداء عمله.

قالت دار الإفتاء، فى فتوى لها، بشأن إيضاح الموقف الشرعى من إفطار أصحاب المهن الشاقة، بأن لا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول، وأن كان المكلف لا يتسني له تأجيل عمله الشاق المهلك لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره، من حيث كونه محتاجا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، خاصة من يعملون في الحر الشديد أو لساعات طويلة.

وأضافت الإفتاء أنه يتعين على هؤلاء تبييت النية، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام، وتختلف الأعمال التي يقوم بها الأشخاص بحسب طبيعة العمل وأهميته للفرد وللمجتمع ومقدار الجهد الذي يبذله فيه، والعمل المشروع الذي يقوم به الفرد سعيا على رزقه وأسرته.

أجازت الشريعة الإسلامية ومقاصد الشرع الحنيف، أنه يجوز للمرأة الحامل والمرضعة، أن تفطر رمضان، حفاظا على مصلحة الجنين فى الحالتين، غير أن رجال الدين اختلفوا فيما بينهم حول وجوب قضاء الحامل والمرضعة.

وفى فقه المذاهب الأربعة: أن المالكية قالوا إن الحامل والمرضع يجوز لهما الفطر وعليهما القضاء، ولا فدية على الحامل بخلاف المرضع فعليها الفدية.

والحنفية قالوا: إذا خافت الحامل أو المرضع الضرر من الصيام جاز لهما الفطر سواء كان الخوف على النفس والولد معا، أو على النفس فقط، أو على الولد فقط، ويجب عليهما القضاء عند القدرة بدون فدية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل