بريد الوطن| التعليم والتنمية البشرية
يمكن تعريف التعليم بمعناه الواسع على أنه كل أنواع التعليم الإنسانى فى المدارس والجامعات، لكن التعليم بمصر مثل المريض الذى يعانى من العلل، والمشكلة لا تكمن فى تشخيص الداء، وتحديد طبيعته فقط، بعد أن أصبحت مصر تعليمياً فى ذيل بلدان العالم، نظراً لمراحل التدهور المستمر والمتوالى، مع انعدام الكفاءة والضعف فى مخرجات العملية التعليمية، ولا يستطيع أحد مهما أوتى من خبرة وعلم أن يقدم الحلول الإيجابية لتطوير آليات التعليم، والدستور المصرى خصص نحو 4% من الدخل القومى للإنفاق على التعليم، بل تناول الدستور بأن التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير، وتنمية المواهب، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، ومن تلك النقاط نتساءل: لماذا تتراجع جودة التعليم المصرى؟ والدكتور طه حسين أطلق عبارة شهيرة: «التعليم كالماء والهواء»، ومحمد على سعى لإحداث نهضة تعليمية على النمط الأوروبى الحديث، بإنفاق الدولة على التعليم، ومع الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882، سعى الاحتلال لفرض رسوم دراسية، هدفها حجب المصريين عن التعليم، وعادت مجانية التعليم مع ثورة يوليو 1952، ودخل التعليم المصرى مسارات متعددة مع كل وزير، لتزداد الإشكاليات العميقة والمزمنة، مع تعددية التعليم وانتشار التعليم الخاص، وبينهما لم نحقق النهضة التعليمية المنشودة، وصولاً لزمن الوزير د. طارق شوقى، والتساؤل متى ننظر للتعليم لتحقيق أهداف التنمية البشرية الشاملة، ولمواجهة التحديات المعاصرة؟.
كاتب وباحث - دمياط
Comments