تحقيق استقصائي فرنسي يرصد شهادات رجال «القذافي» عن تمويل حملة ساركوزي الانتخابية

عادت قضية تمويل الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عام 2007 إلى الواجهة، عبر تحقيقًا استقصائيًا أجراه الصحفي الفرنسي نيكولا فيزكوفاشي، يبث مساء اليوم الثلاثاء، من خلال فيلم وثائقي بعنوان «قضية ساركوزي- القذافي.. شبهات الملايين» على محطة «فرانس 2» الفرنسية.

وذكرت إذاعة «فرانس إنفو» الفرنسية أن «فيزكوفاشي جمع شهادات ثلاثة رجال مقربين من القذافي كشهود عيان على الوقائع يتحدوثون للمرة الأولى لعدسات الكاميرات، ويروون وقائع القضية»، موضحة أن الشهود الرئيسيين في تلك الوقائع هم: «المترجم الرسمي للقذافي مفتاح ميسوري، وأحد رجال الأمن للقذافي طاهر داهش، وبشير صالح مدير مكتب القذافي الذي يعيش في منفى بمدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا».

وكان موقع «ميديا بارت» الفرنسي كشف عام 2012 أن القذافي قدم تمويلاً لساركوزي بقيمة 50 مليون يورو عبر وسطاء، وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقات في مارس الماضي، ووضع ساركوزي قيد التحقيق موجها لائحة اتهامات الفساد والتمويل غيرالمشروع للحملة الانتخابية، وإخفاء الأموال العامة الليبية.

وعن محتوى الشهادات، قال المترجم الرسمي للقذافي مفتاح ميسوري في شهادته خلال اللقاء إن «تمويل القذافي لساركوزي حقيقة خالصة»، موضحاً أن «القذافي استقبل ساركوزي حين كان وزيرا للداخلية آنذاك، في خيمته بطرابلس بتاريخ 6 أكتوبر 2005، وكان ذلك أول لقاء رسمي بين الرجلين، وأبرم معه اتفاقاً بمبدأ الأخذ والعطاء»، مؤكدًا أن جميع المحادثات في ذلك اللقاء كانت مسجلة.

وتابع أن "ساركوزي أبلغه حينها عن نيته للترشح للرئاسة، ووافق القذافي على دعمه ماليًا مقابل التدخل في إغلاق ملف قضية عبدالله السنوسي صهر القذافي والمدير السابق للمخابرات الليبية، والذي حكم عليه بالسجن غيابيًا مدى الحياة لضلوعه في حادث تفجير الطائرة «أوتا» الفرنسية عام 1989 والذي راح ضحيته 170 شخصًا.